وهكذا لو قال: لا بأس دينهم لنا وديننا لنا، وكل جائز، هذا جائز وهذا جائز، هذا كفر أكبر أيضًا، فإنه ما هناك دين صحيح أبدًا إلا دين الإسلام، جميع الأديان كلها باطلة، وليس هناك دين صحيح سوى دين الإسلام الذي بعث الله به الأنبياء جميعًا بعث الله به آدم وبعث به نوحًا وبعث به الأنبياء جميعهم إلى خاتمهم محمد عليه الصلاة والسلام إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ[آل عمران:19]، وقال سبحانه: وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا[المائدة: 3]، وقال : وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ [آل عمران:85].
فدين اليهودية كفر وضلال وباطل، ودين النصرانية كذلك كفر وضلال وباطل؛ لأن حقيقة العبادة لغير الله وتكذيب محمد عليه الصلاة والسلام فهو كفر وباطل، كاليهودية والنصرانية الآن دينان باطلان ضالان محرفان، وما فيهما من حق فقد جاء الإسلام الذي بعث الله به محمد ﷺ بأكمل منه وأوضح منه وأفضل، أو به في نفس ما جاء به محمد عليه الصلاة والسلام، فكانت اليهودية تعمل بالتوراة والنصرانية بالإنجيل والتوراة من استقام منهم على الحق واستقام على التوراة، ولما بعث الله نبي الله عيسى عليه الصلاة والسلام أنكرته اليهود وكذبوه فكفروا وزعموا أنه ولد بغي فكفروا بتكذيبهم لعيسى عليه الصلاة والسلام وإنكارهم رسالته ونبوته عليه الصلاة والسلام، فصار بذلك إلا من صدق بعيسى منهم، ثم لما بعث الله محمدًا ﷺ فأنكرته اليهود والنصارى وكذبوه صاروا جميعًا كفارًا وإن عملوا بكل ما في التوراة وإن عملوا بكل ما في الإنجيل؛ لأنهم تركوا ما في التوراة والإنجيل من الأمر بتصديق محمد عليه الصلاة والسلام، فلم يصدقوا محمدًا صلى الله عليه وسلم، ولم ينقادوا لشرعه، فصاروا كفارًا جميعًا إلى يومنا هذا، وإلى يوم القيامة، حتى يدخلوا في دين محمد ﷺ.