الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد:
فتكميلا للتعليق السابق أقول أيضًا إن منع الحمل من أجل سوء الظن بالله وأنه لا يدري هل يستطيع القيام بنفقة الأولاد أم لا ويتبرم من ذلك فهذا لا يجوز، وهذا منكر، مثل ما بين الشيخان، وهذا من جنس عقيدة الجاهلية في قتلهم أولادهم خشية الإملاق، فالله جل وعلا كتب لكل دابة رزقها، والحمل يأتي برزقه، يكتب رزقه وأجله قبل أن يلد، رزقه يأتي من طرق قد يعلمها والده وقد لا يعلمها، فالله جل وعلا كتب رزق كل أحد، وعلى والده تعاطي الأسباب والله مسبب الأسباب سبحانه وتعالى.
وهكذا تعاطي ما يمنع الحمل من أجل الرفاهية والأنس بين الزوجين من غير علة هذا أيضًا لا يجوز، فتعاطي أسباب الأولاد وتكثير النسل أمر مطلوب ومشروع ومفضل وفيه مصالح جمة، فينبغي للزوجين أن يحذرا ذلك وأن يتعاونا على البر والتقوى، وأن يحذرا ما حرم الله عليهما جل وعلا، فكل إنسان له رزقه وله أجله وله أثره.