وأما الإجهاض مثل ما سمعتم محرم ولا يجوز، وهو إسقاط الأولاد، ويسمى تنظيفًا، وهذا لا يجوز، بل يجب البقاء على الحمل وسؤال الرب عز وجل أن يعين عليه، وأن يجعله ولدًا سويًا صالحًا، فلا يجوز الإجهاض وهو إسقاط الحمل وتعاطي الأسباب التي تسقطه من طريق الأطباء وغير الأطباء، بل متى وجد وجب الصبر، وسؤال الله جل وعلا أن يحسن العاقبة، وتعاطي الأسباب بعد ذلك التي فيها صلاح الأولاد وفيها تربيتهم الصالحة، لكن في الأربعين الأولى قد أجاز بعض أهل العلم إذا دعت الحاجة والمصلحة إسقاطه؛ لأنه ما زال نطفة في الأربعين إذا دعت المصلحة الشرعية والحاجة واتفق الزوجان على ذلك محتجين بجواز العزل، والعزل هو حبس الماء عن الرحم حتى لا تحمل، فإذا كان في الأربعين الأولى ودعت مصلحة وحاجة لذلك فجماعة من أهل العلم قالوا: يجوز ذلك بطريقة سليمة ليس فيها خطر على الزوجة، وإن تركا ذلك وصبرا ولم يتعاطيا إسقاطه فذلك خير، وربما رزقهما الله بذلك ولدًا صالحًا يحمدان العاقبة بسببه.
الخميس ١٩ / جمادى الأولى / ١٤٤٦