وقد أوضح لكم أصحاب الفضيلة أن حفظ الكتاب حفظ للسنة، وحفظ السنة حفظ للكتاب، فما شبه من الزنادقة أو المنتسبين للنصارى أو غيرهم أو من ضلال هذه الأمة ...... السنة وأنها لم تحفظ فهو ...... في الكتاب العظيم فإن الذي حفظ القرآن هو الذي حفظ السنة .......، فالقرآن مبين والسنة تبينه، ولا يتم حفظ المبين إلا بحفظ المبين، ثم ما قيضه الله في هذا الأمر من العلماء من عهد الصحابة إلى يومنا هذا قيض للسنة من يعتني بها ويحفظها في الصدور، ويضمها في الكتب، وينقب عنها وعن رواتها من الرجال والنساء، ويوضح الصحيح من السقيم ....... إلى غير ذلك، فقد عني بهذا الأمر واهتم بهذا الأمر واعتنوا في ذلك وسافروا فيه الأسفار وتعبوا فيه التعب الكثير وارتحلوا الرحلات الكثيرة، وقد سمعتم ما جرى من الرحلات من بعض الصحابة ومن بعض العلماء، كل هذا لحفظ السنة، ولحفظ ما دل عليه كتاب الله، وألفوا في ذلك مؤلفات إلى اليوم ينفع الله بها الناس، ألفوا مؤلفات كثيرة في بيان السنة صحيحها من سقيمها، وضعيفها وموضوعها، كتب ألفها العلماء وذكروا فيها الأخبار المكذوبة والأخبار الضعيفة، وبينوا أهلها، وطعنوا فيهم، وقال: فلان زنديق، وفلان كذا، فلان ضعيف الرواية، فلان مغفل، فلان سيئ الحفظ، فلان كذا، فأوضح رواياتهم وبينوها حتى لا يتوهم أحد صحة أخبارهم، أو .......، وهذا كله من حفظ الله لكتابه، ومن حفظه لسنة نبيه عليه الصلاة والسلام، والكتب الموجودة يرجع إليها العلماء في كل عصر وفي كل مكان من القرن الثالث إلى يومنا هذا ....... تخريج الأحاديث وبيان عللها وألفوا فيما وضع على الرسول ﷺ وما كذب عليه، حتى ......، وحتى يتناقلوها، فأرباب الزيغ قد خذلهم الله وأوضح باطلهم وبين زيفهم وأخزاهم بين العالمين بما ألفه العلماء ......، فصاروا معروفين بين الناس ......، ويعرفونه فلان ابن فلان زائغ يعرفون أن فلانًا كذاب ......، وفلانًا ابن فلان ضعيف الحديث إلى غير هذا، حتى وضحوا كل شيء، فلان ثقة، فلان ضابط، فلان آية في الحفظ، فلان كذا، فلان صدوق، فلان معروف بالرواية، وحفظ الحديث، والاستقامة إلى غير ذلك.
الجمعة ٢٠ / جمادى الأولى / ١٤٤٦