الداعون إلى الاختلاط دعاة على أبواب جهنم

والذين ينادون بالاختلاط ويدعون إليه أغلبهم من دعاة النار، وربما كان بعضهم جاهلًا مقلدًا لا يعي ما يقول، إلا التقليد والنعيق كما يقول غيره، وقد صح عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال لحذيفة لما قال له حذيفة: يا رسول الله! كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير، يعني الدين الذي على يديه عليه الصلاة والسلام، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم قلت: يا رسول الله! وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: نعم وفيه دخن، قلت: وما دخنه؟ قال: قوم يهدون بغير هدي ويستنون بغير سنتي تعرف منهم وتنكر فقال حذيفة: يا رسول الله وهل بعد ذلك الخير من شر؟ يعني ذلك الخير الذي فيه الدخن وفيه التغير هل بعده من شر؟ قال: نعم قال: دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها. هذا عصرنا الآن وقبله بمدة، هذا عصرنا دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها. قلت: يا رسول الله! صفهم لنا. قال: هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا من العرب ويتكلمون بألسنة العرب غير الدعاة من العجم من نفس العرب وبلسان العرب كما هو الواقع الآن في الإذاعات والتلفاز والصحافة والخطب الكثيرة والاجتماعات المتنوعة، دعاة على أبواب جهنم، هذا يدعو إلى الاختلاط، وهذا يدعو إلى السكر، وهذا يدعو إلى الحرية من الأديان، وأن تكون المجتمعات خالية من الدين بعيدة من الدين، وهذا يدعو إلى الشيوعية، وهذا يدعو إلى القومية الجاهلية، وهذا إلى غير ذلك، لا تحصى أهدافهم، ولا ما يدعون إليه، يجمعهم أنهم دعاة على أبواب جهنم.

من أجابهم إليها قذفوه فيها يعني يدعون إلى النار يدعون إلى أعمال وإلى أخلاق تجر أهلها إلى النار، فالذي يدعو إلى الإباحية أو إلى الشيوعية أو إلى القومية الجاهلية أو إلى الاختلاط أو إلى الأغاني والملاهي أو إلى الخمور أو إلى غير هذا مما يخالف الشرع هو داخل في هذا نسأل الله السلامة، سواء علم أو لم يعلم، أو كان إمعة لا يدري ما يقول.

 قلت: يا رسول الله! فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم، قلت: يا رسول الله! فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك. رواه البخاري ومسلم في الصحيحين من أصح الأحاديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام.

فأنتم الآن سمعتم ما في الاختلاط من الشر العظيم والفساد الكبير، والدعاة إليه كثيرون من أذناب الكفرة، ومن تخرج على أيديهم، ومن قلدهم، ومن استئجر لذلك، وليس هذا خاص بالدعوة إلى الاختلاط، بل هناك دعاة غير الاختلاط، دعاة إلى التحلل من الدين بالكلية والسخرية من الدين وأنه لا دين ولا صلاة ولا اتباع لمحمد عليه الصلاة والسلام، دعاة إلى كل شر، دعاة إلى جاهلية جهلاء والإباحة العظمى قبيحة نكرة -نسأل الله العافية-، كما أن هناك دعاة إلى الشيوعية التي هي أعظم الكفر وأضله، وهي إنكار وجود الرب، وإنكار الأديان كلها على الإطلاق.