وقد يسر الله لك ذلك اليوم بحمد الله من طرق تيسر لك بحمد الله قراءة القرآن وتدبر القرآن فإن القرآن هو أصل كل خير، وهو كتاب الله، وهو أساس هذا الدين، وإليه المرجع، ولَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ [فصلت:42]، وهو الذي قال الله فيه: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ [الإسراء:9]، وقال: قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ [فصلت:44]، قال سبحانه: كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ [ص:29]، وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [الأنعام:155]، فإذا كنت تقرأ فالحمد لله، تقرأ القرآن عن ظهر قلب أو من المصحف في الأوقات المناسبة، تختار وقتًا مناسبًا من ليلك ونهارك تقرأ فيه ما تيسر من كتاب الله عن ظهر قلب، أو من المصحف، مع التدبر والتعقل، حتى تعرف ما أوجب الله عليك، وما حرم عليك، حتى تستفيد من كلام ربك ما فيه سعادتك ونجاتك في الدنيا والآخرة، الله أنزله للتعليم، أنزل هذا القرآن ليتعلمه العباد وليستفيدوا منه، والرسول ﷺ علمه الناس، وقرأه عليهم، وعلمهم إياه، وكان يتلوه عليهم كثيرًا، ويتلوه الصحابة عليه، ويعلمهم عليه الصلاة والسلام، فكتاب الله فيه الهدى والنور، فيه الدعوة إلى الصراط المستقيم، وهكذا سنة رسوله ﷺ أحاديث النبي ﷺ فيها الهدى أيضًا، فيها تفسير القرآن، وفيها الدعوة إلى كل خير، وقد قال عليه الصلاة والسلام: إني تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله وتمسكوا به فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال: وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي من الإحسان إليهم، وفي اللفظ الآخر: وسنتي يعني أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام، فالمسلمون عليهم أن يتعلموا كتاب ربهم وأن يتفقهوا فيه، وبسنة نبيهم عليه الصلاة والسلام وأحاديثه حتى يستفيدوا من ذلك معرفة ما أوجب الله عليهم، وما حرم عليهم وما ينبغي لهم عمله وما ينبغي لهم تركه.
الأحد ٢٢ / جمادى الأولى / ١٤٤٦