واجب المسلمين وولاة الأمر والآباء نحو سفر أبنائهم إلى بلاد المشركين

ورأيت أن من الواجب أن نحذر من هذا أولاد المسلمين في كل مكان، وأن يقيموا في بلادهم، ويتعلموا في بلادهم إن كانوا صادقين، فهذه بلادنا بحمد الله فيها جامعات متعددة ومعاهد ومدارس كثيرة جدًا، فيها تحقيق مطالبهم إذا صدقوا، وهكذا في البلاد الأخرى العربية والإسلامية فيها من الجامعات والمدارس والمعاهد ما يشفي ويكفي لو صدق الطالب، وإن كان فيها من الشرور ما فيها لكن على الطالب أن يحذر وأن يتعلم ما ينفعه وأن يحذر ما يضره.

وفي الحقيقة أن المحاضرة قيمة جدًا ومفيدة جدًا، وفيها من التفصيل ما ينبغي، فالذي يريد السفر لأمر مهم لأمر ضروري وقد تحصن بما ذكره المحاضر من البصيرة في دينه والاتزان في عقله والاستقامة في سلوكه وأخلاقه، وأن يكون ضمن جماعة من المسلمين هناك يراقبونه ويساعدونه على محاربة الشيطان ونواب الشيطان فهذا في الجملة لا بأس به، وهو أقل خطرًا عند الضرورة إلى تعلم أمور لا توجد في بلاده في العلوم الأخرى التطبيقية التي أشار إليها من العلم الطب والأغلب أن يكون علم الطيب، وإلا فالهندسة موجودة الآن في كل مكان، المقصود أن سفر الطالب إذا توافرت فيه الشروط المطلوبة من علمه الجم، واستقامة أخلاقه ودينه، واتزان عقله، وتقدمه في العلم فوق الجامعة فوق الدراسة الجامعية، وإذا كان فوق الدراسة التي فوقها مثل الماجستير والدكتوراه كان أكمل وأطيب مع ملاحظة استقامته في دينه، واتزان عقله، وبعده عن الأخطار التي يقع فيها غيره، نعم ملاحظة بأن يكون تعلمه في بلاد فيها إخوان له، وفيها من يراقبه ويساعده، وفيها من يعينه على حفظه من الوقوع في حالات رديئة، وهذا في الحقيقة نادر في الطلبة، وقليل في الطلبة، وإن كان بحمد الله هناك طلبة في بلاد الغرب في أوروبا وفي أمريكا فيهم الخير الكثير، وقد صار لهم بحمد الله آثار صالحة في الدعوة إلى الله وبتوجيه الشباب الذين يردون إليهم من الخير، وفي الدعوة إلى الإسلام، وقد أسلم على أيديهم جم غفير في بعض الأماكن، هذا موجود بحمد الله، وهو يبشر بخير، ولكن الأغلب على المسافرين خلاف ذلك، الأغلب على الشباب المسافر في سن العشرين وما أشبه ذلك بعد المتوسط أو بعد الثانوي هذا الغالب عليه الهلاك والدمار، ولا حول ولا قوة إلا بالله، فيجب الحذر من ذلك.

واعتقادي مثل ما أشار المحاضر اعتقادي أن الواجب على أولياء الأمور في كل مكان أن يقوموا بالواجب في هذا الباب، وأن يسدوا الباب، وأن يمنعوا السفر إلى الخارج منعًا باتًا إلا للضرورة القصوى لأناس معينين يعلمون ويوجهون ويدرسون المشاكل التي  تعرض لهم هناك، ويعرفون حكم الله فيها، وتكون على منزلة كبيرة من الاتزان والاستقامة في دينهم وأخلاقهم، وأن يكون معهم أيضًا من يراقبهم ويلاحظهم ويعينهم على أسباب السلامة، وهذا العلم ضرورة قصوى.

 وهكذا ما يتعلق بالسفر للعلاج يجب أن يكون في ذلك الحيطة الكبيرة في المسافر ومن يكون معه، فإذا أمكن ألا يعالج إلا في الداخل فذلك هو الأحوط والأوجب، فإنا بحمد الله عندنا من المستشفيات ما لعله يكفي في الأغلب والنادر لا حكم له، فإذا جاء النادر فليحتط له عند السفر.

المقصود من هذا كله أن المحاضرة في محلها، وسمعتم تفاصيلها، وأنا أؤكد ما قاله فضيلة المحاضر، وأزيد على ذلك أن الخطر عظيم جدًا، وأن الواجب دائمًا دائمًا الحذر من هذا السفر والقضاء عليه بكل وسيلة من ولاة الأمور، ومن أولياء الأولاد، ومن كل من يستطيع المساهمة في ذلك لا للغرب ولا للشرق بل لجميع الدول الكافرة، وقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: أنا بريء من كل مسلم يقيم بين المشركين لا تراءى ناراهما.