القسم الثاني: أن يعتقد أن لبعض النجوم تأثيرًا في بعض الحوادث، يعني أن من الأحوال الفلكية من سير النجوم من سير الشمس والقمر أن لها تأثيرًا في هذه المخلوقات السفلية في تدبيرها وتصريف شوؤنها، وأن هذه المخلوقات لها تصرف في الكون بإذن الله، ويزعم أن هذا التصرف بإذن الله، وأنها تدبر كذا وتدبر كذا، فهذا أيضًا من الباطل، وكفر وضلال كما يعتقد هذا عباد القبور فإن عباد القبور وعباد المشايخ وعباد الأصنام يعتقدون أن الله جعل لها شيئًا وأنها تقرب إلى الله زلفى، وأنها تنفعهم عند الله، وأن الله جعل لبعض الأولياء تصرفًا في الكون وتدبيرًا في الكون يعطي من يشاء ....... هذا باطل أيضًا، وهذا جهل وضلال، وكفر وضلال، نسال الله العافية، فالله ما جعل لهؤلاء تصرفًا في عباده، بل التصرف له وحده سبحانه وتعالى، وليس لأحد التصرف في الكون لا قليل ولا كثير، بل هو جل وعلا المالك لكل شيء والقادر على كل شيء سبحانه وتعالى، وإنما جعل للعباد أشياء محدودة، جعلها لهم بإذنه سبحانه وتعالى يتصرفون بها في حدودهم، كما أعطى الرجل ما يعينه على تعاطي أسباب الرزق من اليد والعقل والسمع والبصر، وأعطاه ما يعينه على أسباب النسل والذرية من النكاح، وجعل له الشهوة والميل إلى النساء، وجعل له مادة المني إلى غير هذا، أشياء محدودة جعلها لعبادة، وجعل للشمس أشياء محدودة من طبعها بسبب حرارتها لها آثار في النباتات والحيوانات ونحو ذلك، هذه الأشياء جعلها الله من طبيعة الشمس وطبيعة القمر وطبيعة الماء وطبيعة النار، كل مخلوق إلا جعل له طبيعة تخصه، وأشياء تخصه، ليست متعلقة بالكائنات كلها، ولا مدبرة للكائنات، ولكن جعل لكل مخلوق شيئًا يخصه، وعملًا يخصه بإذنه سبحانه وتعالى، فهذا خاص وليس بعام.
أما من ظن أن بعض المخلوقات لها تصرف في الكائنات أو في بعض الكائنات وأن لها تدبيرًا في الكائنات من صنم أو ولي أو نبي أو نجم أو غير ذلك فهذا كفر وضلال، نسأل الله العافية.