وأما التشاؤم بالطيور أو بالبومة كما سمعتم في المحاضرة أو بصفر أو بغير ذلك كما قال في الحديث الآخر: ولا نوء ولا غول النوء: النجم، والغول: مخبلات الجن، كانت العرب تعتقد أن لها تأثيرًا يسمونها السعالي من مخبلات الجن، هذه اعتقاد أهل البادية موجودة، لكن الاعتقاد الطيرة فيها أمر منكر، ولهذا قال ﷺ: لا نوء ولا غول لا نوء: لا نجم يضر الناس ويؤثر في الناس، هذه نجوم خلقها الله لثلاث: زينة للسماء، ورجومًا للشياطين، وعلامات يهتدي بها الناس في البر والبحر، وكونه اعتقد فيها شيء آخر فقد غلط كذلك الغول ...... من الجن المخبل منهم وغير المخبل موجودون، والله هو الذي يقي شرهم سبحانه وتعالى، وشرع لنا أن نتعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، ويكفينا شرهم وشر غيرهم، وفي الحديث: إذا تغولت الغيلان فبادروا بالأذان، فالمقصود أنه إذا رأى في البرية شيئًا من هذا الصنف ذكر الله ، والله يطردهم عنه بالذكر، يطرد مخبلات الجن وشياطين الجن، فإذا بادر بالأذان كان طردًا لذلك مع الطمأنينة ومع ثبات القلب، وألا يبالي بأولئك، هذا قد يقع لكن دواء ذلك الثبات، وذكر الله ، والأذان، والتعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات في الصباح والمساء، آية الكرسي عند النوم، قل هو الله أحد، قل أعوذ برب الفلق، قل أعوذ برب الناس بعد كل صلاة مرة، وبعد المغرب ثلاث، وبعد الفجر ثلاث، كل هذه من أسباب العافية والسلامة من كل سوء، جعلها أسبابًا للعافية، وسببًا للحيلولة بين المؤمن وبين أذى الشيطان وغير الشياطين، نسأل الله للجميع التوفيق والهداية.
الأربعاء ٠٢ / جمادى الآخرة / ١٤٤٦