والواجب على أهل الإسلام أن يتحروا السنن ويأخذوا بها، وأن يبتعدوا عن البدع ويحذروها، ولهذا كان من خطبة النبي ﷺ في يوم الجمعة أنه كان يخطب ويقول: إن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ﷺ، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة لأن يوم الجمعة يوم يجمع الناس، فكان ينبههم على شر البدع، ويحذرهم منها حتى لا يفعلوها، هكذا روى مسلم في الصحيح عن جابر رضي الله تعالى عنه.
وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله ﷺ: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد، هكذا يخبر ﷺ يحذر من البدع والإحداثات، ويقول عليه الصلاة والسلام: من أحدث في أمرنا هذا أي في ديننا ما ليس منه فهو رد، يعني فهو مردود على من أحدثه، وبهذا علم أن جميع البدع شرها عظيم، وأنها مردودة على أصحابها، وقد أكمل الله الدين وأتم النعمة، فليس بالمسلمين حاجة إلى البدع، يقول الله سبحانه: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا [المائدة:3]، فبعد إكمال الدين أي حاجة للبدع، وقد بلغ الرسول الرسالة عليه الصلاة والسلام، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، ولم يتوفاه ربه إلا وقد أدى كلما أمر به عليه الصلاة والسلام، ثم الصحابة خير الناس هم صفوة الخلق بعد الأنبياء وقد أدوا ما تحملوه عن رسول الله ﷺ، وبلغوه للأمة بعدهم، وتحمله عنهم التابعون، فما من خير إلا دلنا عليه، وما من شر إلا حذرنا منه عليه الصلاة والسلام، فلا وجه للبدع.