عظم شأن الصلاة

ولاسيما موضوع الصلاة فهي عمود الإسلام، وهي أهم أركانه، وأعظم أركانه بعد الشهادتين، الشهادتان هما أعظم أركان الإسلام، وهما أول أركان الإسلام، وهما أساس الملة، ثم يلي ذلك أمر الصلاة، وقد مكث النبي في مكة عليه الصلاة والسلام عشر سنين يدعو فيها إلى توحيد الله، ويبين للناس التوحيد، وينهاهم عن الشرك بالله ، ويعيد في هذا ويبدي عليه الصلاة والسلام، ثم فرض الله عليه الصلوات الخمس كما سمعتم، فرض الله عليه الصلوات الخمس ليلة الإسراء والمعراج في أعلى مكان، فوق السماوات السبع، وهذا يدل على عظم شأن هذه الصلاة، وأنها منزلتها عظيمة وشأنها كبير، فرضها الله جل وعلا على نبيه صلى الله عليه وسلم في مكان عظيم، فوق السماء السابعة من دون واسطة جبرائيل، كلمه سبحانه وتعالى وأخبره أنه قد أمضى فريضته وخفف عن عباده، وجعلها خمسًا بعدما كانت خمسين، فرضها الله خمسين ثم لم يزل ﷺ يراجع ربه ويسأله التخفيف عن الأمة حتى جعلها سبحانه فضلا منه وإحسانًا خمسًا، وهي في الأجر خمسون، وهذا فضله وجوده سبحانه وتعالى.

وقد سمعتم كثيرا من الأحكام فيما يتعلق بأحكام الصلاة، فيما يتعلق بالركوع بالسجود، بالمسابقة والتأخر عن الإمام، وغير ذلك مما يتعلق بأحكام الصلاة، وسمعتم أحكام الطمأنينة، وأحكام ترك الصلاة من تركها...... هذا أمور عظيمة سمعتم ذلك من الشيخين، والذي يخفى عليه شيء يسأل ولا يسكت، يسأل أهل العلم، ويتبصر في دينه، كما قال الله : فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ [النحل:43].

ويروى عنه عليه الصلاة والسلام أن قومًا أفتوا بغير علم حتى تضرر المفتى بفتواهم قال: ألا سألوا إذ لم يعلموا إنما شفاء العي السؤال، فمن أشكل عليه شيء في صلاته في زكاته في صومه في غير ذلك يسأل أهل العلم حوله، وإذا لم يكن لديه أحد يرحل ولو بالسفر يرحل إلى أهل العلم ويسألهم، كان الصحابة يرحلون وهم أعلم الناس رضي الله عنهم وأرضاهم، كان بعضهم يرحل من مكان بعيد من المدينة إلى الشام وإلى غيره يطلب العلم من بعض الصحابة الآخرين، وهكذا العلماء بعدهم يرحلون من بلاد إلى بلاد، ومن إقليم إلى إقليم يطلبون العلم، ويكتبون العلم، وينشرونه، فالمؤمن مطلوب منه أن يتعلم ويتبصر في دينه، وألا يبقى على الجهل، وإذا لم يتيسر له في بلاده علم ولا ندوات علم ولا محاضرات ولا من يسأل ارتحل حتى يسأل أهل العلم، وحضر مجالس العلم حتى يرجع إلى بلاده، وقد تزود بما ينفعه في دنياه وأخراه.