ومن أهم ما وقع في الندوة ما سمعتم حول المحافظة عليها، وأن تركها والعياذ بالله ردة عن الإسلام عند جمع من أهل العلم، ترك الصلاة ردة كفر أكبر -نعوذ بالله-، ولو لم يجحد وجوبها، أما إذا جحد وجوبها وقال: إنها غير واجبة فهذا كافر عند جميع أهل العلم كافر بالنص والإجماع، وليس في هذا خلاف؛ لأنه مكذب لله ولرسوله، فالله فرضها، وبين رسوله فرضها، فمن قال: إنها ليست فرضًا فقد كذب الله ورسوله، وكفر كفرًا أكبر إجماعًا من المسلمين رحمة الله عليهم، يقتل كافرًا مرتدًا، يقتله ولي الأمر إن لم يتب.
وهكذا من جحد وجوب الزكاة، أو جحد وجوب صوم رمضان، أو وجوب الحج مع الاستطاعة، أو جحد غير ذلك مما علم من الدين بالضرورة، كأن يجحد تحريم الزنا، أو يقول: الخمر ما هو بحرام يجحد تحريم الخمر يكون ردة، يكون كافرًا كفرًا أكبر مرتدًا عن الإسلام، أو قال: إن أمه حلال أو أخته حلال تزوجها، أو أخته حلال أو بنت أخيه أو خالته أو عمته يكون كافرًا مرتدًا، نسأل الله العافية.
فالذي يجحد شيئًا مما أحل الله، أو شيئًا مما حرم الله، أو شيئًا مما أوجب الله وهو قد علم من الدين بالضرورة بالنصوص العظيمة يكون كافرًا، نسأل الله العافية.
وهكذا إن كان يتركها تكاسلًا سمعتم كلام أهل العلم في ذلك، فالصلاة أمرها عظيم، فالذي يتركها تكاسلًا ولا يبالي بها كما قد وقع اليوم من كثير الناس -والعياذ بالله- لا يرفع رأسًا بالصلاة، ولا يبالي صلى أو ما صلى، إن حضره أناس صلى، وإلا ترك، فلا يبالي بها ولا تهمه، أين هذا من الإسلام؟ لو كان في قلبه إسلام لما تركها، ولو زعم أنه يقر بوجوبها، كيف يقر بوجوبها وهو يعلم أن الله أوجبه عليها وأن مأوى من تركها النار ثم يتركها؟
ولهذا الصحيح من قولي أهل العلم أن من تركها تهاونًا يكون كافًرا كفرًا أكبر، وقد ذكر عبد الله بن شقيق العقيلي كما سمعتم أن أصحاب الرسول ﷺ قد أجمعوا على هذا، وأنهم يرون تارك الصلاة كافرًا، ويكفي في هذا قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر، وقوله عليه الصلاة والسلام: بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة، وهما حديثان عظيمان صحيحان، وقوله ﷺ: رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة، ولما ذكر الملوك الذين يقاتلون أمر بالسمع والطاعة لولاة الأمور، ثم قال إلا أن تروا كفر بواحًا عندكم من الله فيه برهان، وفي اللفظ الآخر قال: ما أقاموا فيكم الصلاة، فدل على أن الذي لا يقيم الصلاة قد أتى كفرًا بواحًا، نسأل الله السلامة.