الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
فقد سمعنا جميعًا هذه المحاضرة القيمة المفيدة لصاحب الفضيلة الشيخ مناع القطان في موضوع تذليل العقبات التي قد تعترض المبادرة بالزواج، وبيان المصالح العظيمة في المبادرة بالزواج، وتسهيل أسبابه، وشدة الحاجة وعظم المصلحة في المبادرة في تزويج الشباب، وقد أوضح فضيلته ما يترتب على ذلك من الخير العظيم والمصالح الجمة للفرد والمجتمع من الرجال والنساء، وأوضح سنة الله في هذا الأمر العظيم في بني آدم وفي غير بني آدم، وأوضح لكم -أيها الإخوة- المضار الكثيرة المترتبة على تأخير الزواج، ووضع العقبات في طريق ذلك، وهي أشياء واضحة، والأمر في ذلك كما قال فضيلته الشرع العظيم الذي جاء بالمصالح العامة، ودعا إلى كل خير، وحذر من كل شر، وجاء بالحث والترغيب في المبادرة بالزواج، والعناية بالشباب في ذلك، وإنكاح الأيامى، وعدم خشية الفقر، والحث على نكاح ما طاب من النساء، وما ذاك إلا للمصالح العظيمة التي سمعتم بعضها.
ولما تأخر الناس عن هذا الأمر ولم يأخذوا بالتوجيهات التي جاء بها الإسلام ولم يعنوا بهذه المصالح ترتب على ذلك من الشر ما يعلمه الكثير منكم، وقد أحسن فضيلته فيما أوضح وأجاد وأفاد ونصح، فجزاه الله خيرًا، وزادنا وإياكم وإياه علمًا وهدى وتوفيقًا، ونفعنا جميعًا بما سمعنا وعلمنا، ورزقنا جميعًا العمل بما فيه صلاحنا ونجاتنا وصلاح شبابنا وفتياتنا وصلاح أمتنا جميعًا، ووفق ولاة الأمور وسائر المسلمين لما فيه صلاح العباد والبلاد، ولما فيه الخير العاجل للأمة في ذكورها وإناثها.