وهناك أمور يتعذر بها الناس ينبغي أن تعالج منها: أنك كثيرًا من أولياء المرأة أو أمهات النساء يتعذرون بالدراسة، أو البنت نفسها تتعذر بالدراسة، وهذا غلط، فإن الزوجية لا تمنع الدراسة، وليست الدراسة لازمة أن تكمل حتى النهاية إلى الجامعة أو الماجستير والدكتوراه، لا ما هو لازم، متى تعلمت بحمد الله ما يكفيها ويعرفها دينها فهذا خير عظيم، والمقصود من الدراسة أن يعرف الإنسان دينه ويتبصر فيما خلقه، فإن تيسر ذلك كفى، ولا تمتنع عن الزواج، فقد يوافق الزوج على بقائها في الدراسة فلا يحصل الضرر، ويبقى لها مطلوبها، قد يرضى الزوج بذلك، قد يتفق معها على ذلك، فلا ينبغي لها الاعتذار بالدراسة، بل ينبغي متى جاء الكفء أن يبادر بالتزويج، ولو أنها في المتوسطة أو في الثانوية ينبغي البدار في الزواج، والتعلم بالإمكان بعد ذلك، مزيد التعلم أن تتفق مع الزوج أو يدرسها إن كان ذا علم أو يسمح لها بالدراسة في أوقات خاصة أو في الأوقات العامة مع الناس ممكن هذا بعد ذلك.
وهنا أمور أخرى أيضًا وهي أن الشاب قد لا يرغب فيه لما يعرف عنه من السلوك الشائن، فينبغي للشباب أن يصونوا أنفسهم حتى يرغبون فيهم، حتى إذا خطبوا قبلهم الناس، فإذا كان معروفًا بالكسل وعدم الصلاة في الجماعة وعدم التخلق بالأخلاق الفاضلة والتسكع في الأسواق وراء النساء ونحو ذلك، متى عرفه الناس بهذه عرفه الأولياء متى خطب لم يقبلوه، قالوا: هذا فلان فيه كيت، وفيه كيت، وفيه كيت، وليس بجيد، وسفيه، وعنده كذا، فلا يقبلونه، فينبغي له أن يصون نفسه عن الأخلاق الرذيلة، ينبغي أن يكون بعيدًا عن مغازلة النساء وعن التسكع في الأسواق عند النساء ومواضع النساء، ينبغي أن يكون بعيدًا عن هذا في مدرسته في معهده في كليته إلى بيته إلى المسجد يعتني بدينه يصون خلقه يصون عرضه يتقي ربه، فيكون مع المصلين، ومع الدارسين، ومع المذاكرين، ومع الأشراف من الأصحاب، لا مع السفهاء من الأصحاب ولا مع المتسكعين في الأسواق حول النساء وحول معارض النساء ومجتمعات النساء، فمتى عرف بالأخلاق الفاضلة رغب فيه الناس ولبوا طلبته ورحبوا به إذا خطب، ومتى عرفوا عنه الأخلاق السيئة والصفات الذميمة لم يقبلوه، والناس يتحدثون ما يغفلون، فلان كذا ولد فلان كذا ولد فلان كذا فيصل الخبر إلى أهل المرأة، وهكذا المرأة ينبغي لها أن تكون جيدة في بيتها طيبة عاملة نشيطة، وكذلك في خروجها إذا خرجت تكون بعيدة عن التبرج، تحرص على الستر عند الضرورة إلى الخروج، وهكذا في ذهابها إلى المدرسة تكون بعيدة عن الابتذال وإظهار محاسنها عند الأجانب، أو عند السائق تكون حريصة على الستر، حريصة على الحجاب، حريصة على الأخلاق الفاضلة، متى ذكرت رغب فيها، ورغب فيها الخاطبون، ورغب فيها الناس، وتناقلوا أخبارها حتى يخطبوها من أهلها؛ لأنها معروفة بالأخلاق الفاضلة والسيرة الحميدة، أما إذا عرف عنها غير ذلك لم ترض ولم تخطب، فينبغي للفتيات أن يجتهدهن في صيانة أعراضهن، وفي الأخلاق الفاضلة، في البيت نشيطة مع أهلها في خدمة البيت في خدمة أهلها، في المذاكرة وفي المدرسة نشيطة وبعيدة عن المغازلة للشباب لا في البيت ولا في غيره، بعيدة عن الخروج في الأسواق بلا ضرورة، ومتى خرجت لضرورة خرجت متسترة بعيدة عن أسباب الفتنة.
فعلى الشباب من الرجال وعلى الفتيات من النساء على كل أن يعتني بالأسباب التي ترغب فيه، فمتى صار الشاب لا يتخلق بالأخلاق الفاضلة، فالناس لا يرغبون فيه، وتتعطل المرأة بأسباب ذلك، وهو يتعطل بأسباب كذلك، والمرأة كذلك متى عرف أنها فتاة سفيهة منحرفة لا يرغب الناس فيها أو تكون ضعيفة عاجزة ليس عندها عناية بالعمل ولا نشاط في العمل لا في بيتها ولا في الدراسة فهي أيضًا كذلك لا يرغب فيها، ولا ينبغي أن يتعذر بالدراسة، فينبغي أن يجاب الخطيب الطيب ولا يعتذر إليه بأنها تدرس أو تكمل، ينبغي التعاون من الأب والأم في ذلك والخالات والعمات والإخوة في ذلك، فالدراسة بحمد الله لا تمنع، إما لأنها أخذت ما يكفي والحمد لله، أو لأن الزوج قد يوافق على بقائها في الدراسة.