خطر التبرج والسفور

والذين قالوا بجواز إسفار الوجه والكفين خصوا الوجه والكفين فقط وما سوى ذلك فهو محرم يجب ستره كالرأس والقدم وغير ذلك والصواب أنه كله يجب ستره لأنها فتنة فتلبس خمارا تظهر من ورائها طريقها أو تفتح فيه شيئا من العين أو العينين بقدر العين أو العينين بحيث ترى الطريق وترى ما تخشى الوقوع فيه من دون أن تفتن أو تفتن فالآيات الكريمات واضحات في صيانة المرأة والإحسان إليها والإحسان إلى أوليائها بصيانتها وحفظها وإذا أبدت الرأس والعنق أو الساق أو القدم أو الفخذ صار الأمر أشنع وأقبح والعياذ بالله وصار هذا محرم بالإجماع نعوذ بالله لا نزاع فيه ولا فرق بين كونها بين المسلمين أو في بلاد الكفرة كأوروبا وغيرها يجب عليها التستر والحجاب مطلقا حتى بين الكفرة لأن الكافر أقبح وأشنع في طمعه بها أيضا وتمتعه بها فإذا حرم عليها إبداء الزينة للمسلم فتحريمها هذا للكافر من باب أولى وهذا عند كثير من النساء بالعكس إذا كانت في بلاد غير بلادها تساهلت وتكشفت ووضعت الحجاب ولم تبالي به نسأل الله العافية وهذا من البلاء ومن قلة العلم ومن مرض القلوب وقد يكون وليها مثلها أو شرا منها لا يبالي بهذه الأمور ولا يهمه حفظ امرأته ولا حفظ محرمه ولا يهمه إلا حاجاته الدنيوية الخاصة أو تمتعه بها إذا كانت زوجته ولا يبالي من وراء ذلك نسأل الله العافية لقلة العلم وقلة الغيرة وقلة البصيرة وضعف الإيمان ثم وسائل الإعلام مثل ما سمعتم في المحاضرة فتحت الباب للناس وهكذا الفيديو وهكذا ما يأتي في الأشرطة الكثيرة كل ذلك من أسباب البلاء الذي تنوع في هذا العصر من طريق الإعلام من طريق الفيديو من طريق ما يأتي في المجلات والصحف والأخرى إلى غير ذلك من طرق الشيطان وخطوات الشيطان فالواجب على من يخاف الله أن يتقي الله في نفسه وفي أهله وأن يتعاون مع أهله في هذه الصيانة والبعد عن الشر والفساد وأن يصونها عن الخروج إلا من حاجة لا بد منها لقوله جل وعلا: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ [الأحزاب: 33] قرن يعني الزمن بيوتكن وأقمن في بيوتكن لأن إقامتها في البيت أسلم لها وأصون لها إلا من حاجة وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى [الأحزاب: 33] وتبرج الجاهلية تكسرهن وإبداء محاسنهن ومفاتنهن من رأس أو وجه أو غير ذلك وهذا يعم المؤمنين جميعا والمؤمنات ولا يعلم مدى ما يترتب على السفور والتبرج من الفساد العريض والشر الكثير لا يعلم مداه إلا الله والعباد يعلمون أشياء كثيرة من فساده وشره ولكن له فساد آخر وراء ذلك لا يحصيه إلا الله فالواجب على أهل الإيمان الحذر والتواصي بالحق والتواصي بالصبر وألا تأخذهم في الله لومة لائم وأن يغاروا لله حتى لا ينتقم منهم وأن يغاروا على محارمهم حتى لا يأخذوا بإثر ذلك.