وإني بهذه المناسبة أوصي الجميع ونفسي بالعناية بكتاب الله دائمًا، فإن كتاب الله هو أصل كل خير، وهو ينبوع السعادة، وهو الهادي إلى طريق النجاة، والموضح للصراط المستقيم، وكتاب الله فيه الهدى والنور، فيه نبأ من قبلنا، وخبر ما بعدنا، فيه الدلالة على ما يرضي الله ويقرب لديه، وفيه التحذير من كل ما يغضب الله ويسخطه لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ [فصلت:42].
فوصيتي لنفسي وللجميع العناية بهذا الكتاب العظيم تلاوة، وتدبرًا، وتعقلًا، وعملًا بما فيه، ودعوة إليه، وعناية بتعيين أوقات لهذه التلاوة، تكون أوقاتًا مناسبة يجتمع فيها القلب واللسان، ويتواطأ فيها القلب واللسان حتى تكون القراءة مفيدة أكثر، وحتى يكون التدبر والتعقل أكمل.