أسباب معينة على الخشوع

روى الإمام أحمد رحمه الله وابن ماجه في سننه عن أبي أيوب الأنصاري قال: جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله! أوصني وأوجز، قال: إذا قمت إلى الصلاة فصل صلاة مودع يعني كأنك تموت بعد هذه الصلاة، كأنها آخر صلاة، فإذا قمت إلى الصلاة فصل صلاة مودع، ولا تكلم بكلمة تندم عليها غدًا يعني: حاسب نفسك عند الكلام لا تكلم بالكلام ثم تعتذر منه، ولهذا قال في هذه الوصية: ولا تكلم بكلام تعتذر منه غدًا، وقال أيضًا في الوصية: وأجمع اليأس مما في أيدي الناس يعني: لا تكن شحاذًا للناس تنظر المال في أيديهم، وتطمع بما عندهم، ايئس بما عندهم، «واستغن بالله، وسل الله من فضله»، يعني: وخذ بالأسباب واعمل واطلب الرزق من عند الله جل وعلا، ولا تعلق قلبك بما في أيدي الناس من حطام الدنيا حتى تسألهم وتشحذهم وتتبع أبوابهم.

هذه الوصية العظيمة في هذا الحديث أمرها عظيم بدأها بقوله: إذا قمت إلى الصلاة فصل صلاة مودع، ومعلوم أن صلاة المودع يخشع فيها، يعتني بها، يطمئن فيها، يجمع قلبه يكملها، هكذا ينبغي لك أينما كنت، قال: «ولا تكلم بكلام تعتذر منه غدًا» يعني حاسب نفسك، تكلم بكلام واضح طيب ما فيه اعتذار طيب كلام واضح، أما الكلام الذي فيه شيء فيه خطر لا تكلم به دعه، ولا ينفع العذر بعد ذلك، قد لا يقبل منك عذرك.

والثالثة قال: وأجمع اليأس مما في أيدي الناس يعني استغن عن الناس، استغن بالله عما في أيدي الناس، واطلب الرزق بالطرق الحلال، هذا المعنى والشاهد، قوله في هذا الحديث: «إذا قمت إلى الصلاة فصل صلاة مودع»، يعني: اخشع فيها لله، اطمئن لا تعجل، هكذا يكون المؤمن.