بَابُ التَّرْغِيبِ فِي مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ
1533- عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، ومَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ ويَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا، وإِيَّاكُمْ والْكَذِبَ، فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، ومَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ ويَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1534- وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: إِيَّاكُمْ والظَّنَّ؛ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1535- وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: إِيَّاكُمْ والْجُلُوسَ على الطُّرُقَاتِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا لَنَا بُدٌّ مِنْ مَجَالِسِنَا؛ نَتَحَدَّثُ فِيهَا، قَالَ: فَأَمَّا إِذَا أَبَيْتُمْ، فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ، قَالُوا: ومَا حَقُّهُ؟ قَالَ: غَضُّ الْبَصَرِ، وكَفُّ الْأَذَى، ورَدُّ السَّلَامِ، والْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ، والنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
الشيخ: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد: هذا الباب في مكارم الأخلاق، والمؤلف رحمه الله أحسن في هذا الكتاب الأخير، كتابٌ جامعٌ جمع فيه الأبواب الستة: باب الأدب، والبر والصلة، والزهد والورع، والترهيب من مساوئ الأخلاق، وهذا الباب الخامس: الترغيب في مكارم الأخلاق، والباب السادس فيما يتعلق بالذِّكْر والدّعاء، وقد أحسن رحمه الله في ذلك.
فمما ينبغي للمؤمن أن يتحلَّى به مكارم الأخلاق، ويجتهد في أن يُعوِّد نفسه ذلك: من البرِّ، والحلم، والصَّدقة، والإحسان، وطيب الكلام، والعفو، والصَّفح، وغيرها من مكارم الأخلاق.
روى الإمامُ أحمد وغيره بإسنادٍ صحيحٍ: أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: إنما بُعثتُ لأتمم صالح الأخلاق، وفي روايةٍ: لأُتمم مكارم الأخلاق، فالله بعثه لينشر بين الناس مكارم الأخلاق، ويدعوهم إلى مكارم الأخلاق، ومنها: الطاعات التي أمر بها: من صلاةٍ، وصومٍ، وزكاةٍ، وحجٍّ، كل هذا من مكارم الأخلاق، والجهاد، والأمر بالمعروف، والنَّهي عن المنكر، كله من مكارم الأخلاق، وهكذا العفاف عمَّا حرَّم الله، كله من مكارم الأخلاق.
ومن هذا حديث ابن مسعودٍ: يقول ﷺ: عليكم بالصدق؛ فإنَّ الصدق يهدي إلى البر، وإنَّ البرَّ يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجلُ يصدق ويتحرى الصدقَ حتى يُكتب عند الله صدِّيقًا، وإياكم والكذبَ؛ فإنه يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يُكتب عند الله كذَّابًا.
فالذي يتعاطى الصدق، ويتعوَّد الصدقَ يُوفَّق للبرِّ في أعماله، والصدق في أعماله، والاستقامة في أعماله، والذي يُبتلى بالكذب يجرّه الكذبُ إلى الفجور والمعاصي الكثيرة.
فالواجب على المؤمن أن يتحرى الصدق، ويبتعد عن الكذب، كما قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ [التوبة:119]، وقال تعالى: هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا [المائدة:119]، وقال تعالى: إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ إلى أن قال سبحانه: وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا [الأحزاب:35].
فينبغي للمؤمن الصدق في أعماله، وأقواله، وتحري ذلك، إلا إذا أُبيح الكذب: كالإصلاح بين الناس، والحرب، وحديث الرجل امرأته، هذا مُستثنى.
والحديث الثاني: يقول ﷺ: إياكم والظنَّ؛ فإنَّ الظنَّ أكذب الحديث، من مكارم الأخلاق حُسن الظن، وعدم سُوء الظن بأخيه، لا تظن به شرًّا وأنت تجد له في الخير محملًا، عليك بحُسن الظن، إلا إذا ظهرت الأسبابُ الواضحة فيما يُوجب سُوء الظن، وإلا فالأصل إحسان ظنِّك بأخيك، وحمله على أحسن المحامل.
والحديث الثالث حديث أبي سعيدٍ: يقول ﷺ: إياكم والجلوسَ في الطُّرقات يُحذِّر أصحابه؛ لأنَّ الجلوس في الطُّرقات يُعرض الإنسانَ لشرٍّ كثيرٍ، يُعرِّض للقيل والقال، والاطلاع على عورات الناس، وغير هذا من أنواع البلاء، قالوا: يا رسول الله، ما لنا بُدٌّ من مجالسنا، قال: أما إذا أبيتُم فأعطوا الطريقَ حقَّه، قالوا: وما حقُّه؟ قال: غضُّ البصر، وكفُّ الأذى، وردّ السلام، والأمر بالمعروف، والنَّهي عن المنكر، كل هذه من مكارم الأخلاق، من مكارم الأخلاق: البُعد عن الطّرقات حتى لا يقع في مشاكل، فإذا كان ولا بدّ من الجلوس في الطّرقات فليُعْطِ الطريقَ حقَّه؛ بغضِّ البصر عن محارم الله، وكفِّ الأذى عن الناس، وردّ السلام إذا سلَّموا عليه، والأمر بالمعروف، والنَّهي عن المنكر، لا يُؤذي الناس في الطريق، ويغضّ بصره عن عورات الناس، ويكفّ أذاه عنهم القولي والفعلي، ويرد السلام على مَن سلَّم، ويأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، كل هذا من مكارم الأخلاق.
وفَّق الله الجميع.
الأسئلة:
س: صحَّة حديث: اللهم بارك لأمَّتي في بكورها؟
ج: ما أتذكر الآن.
س: ذكرتُم أمس عن السائل الذي يسأل عن استقدام الخادمة، قلتُم عفا الله عنك: إذا كان هو وزوجته في البيت فلا ينبغي له هذا، وإن كان معه أولاد فله ذلك إذا صار البيتُ بحاجةٍ، فما أدري عن المحرم؟
ج: المقصود إذا كانت وحدها قد يخلو بها، أما إذا كانت خادمتان، أو معها في البيت بنات وأخوات زالت الخلوة، أما الاستقدام، لا ينبغي بدون المَحْرَم، المَحْرَم لا بدّ منه، يجب على أهلها أن يبعثوها بالمحرم.
س: الإثم على المُستقدِم، أو على الأهل، أو على المكتب؟
ج: على الجميع، على المتواطئين على عدم المحرم.
س: ولو كان البيتُ بحاجةٍ؟
ج: نعم، على المتواطئين، أما إذا طلبها وأرسلوها بدون محرمٍ فالإثم عليهم، أما إذا طلبوا مَحْرَمًا وتعذَّر هو، لا، فالإثم عليه.
س: جرت العادةُ الآن التَّقدم على المكتب؛ لأنك ما أنت بحاجةٍ؟
ج: المكتب هو الذي يتولَّى الأمر.
س: لكن قصدي يقدم يريد خادمة؟
ج: الإثم على أهلها، إذا أرسلوها بدون محرمٍ الإثم على أهلها.
س: المُستقدِم ماذا عليه؟
ج: ما له تعلُّق بهم، الإثم على أهلها.
س: سؤال خارج عن الموضوع: مَن كانت عليه صلاة فائتة، وخشي انتهاء وقت الحاضرة، فهل يُصلي الحاضرة، أم يُصلي الفائتة، يعني: يُحافظ على الترتيب؟
ج: كثيرٌ من أهل العلم قالوا: إنه يبدأ بالحاضرة إذا خشي خروج وقتها؛ لئلا تكون فائتةً، ولكن ظاهر السنة خلاف ذلك: مَن نام عن الصلاة أو نسيها فليُصلها إذا ذكرها، لا كفَّارةَ لها إلا ذلك، ظاهر السنة أنه متى ذكر يقضي الفائتة.
س: تكون كلاهما فائتة؟
ج: لكن هذه سابقة، والسابقة أولى بالتَّقديم.
س: يحرص على الترتيب معها؟
ج: الأمر واسع، إن قدَّم الحاضرة إن شاء الله أجزأت، وإن قدَّم الفائتة أجزأته، الأمر واسع إن شاء الله.
س: مَن قال: مَن فطَّر صائمًا فله مثل أجره لا بدّ من الإشباع، ما رأيكم في هذا الأمر؟
ج: لا، الأحاديث تدل على أنه ما هو لازم الإشباع.
س: يحصل الأجرُ بدون إشباعٍ؟
ج: ولو ما أشبعه نعم.
س: في زيادةٍ لأبي داود في حقِّ الطريق: وإرشاد ابن السبيل، وتشميت العاطس إذا حمد الله؟
ج: ما راجعتُها، ولكن داخلة في هذا.
س: انحناء السبابة هل ورد فيه شيء؟
ج: جاء عند النَّسائي أنه يُميلها قليلًا، لكن في سنده بعض الضعف، في "سنن النسائي".
س: "اللهم أجرني من النار" سبعًا بعد صلاة المغرب والفجر، هل ورد فيه حديثٌ؟
ج: نعم، رواه أبو داود، لا بأس به، فيه بعض اللِّين قليل، ولا بأس ..... إن شاء الله.
س: هل يستمرُّ بتحريكها؟
ج: عند الدعاء.
س: قول النبي ﷺ: إذا تزوَّج الرجلُ المرأةَ على صداقٍ، أو عِدَةٍ، أو هبةٍ فهو لها قبل عصمة النِّكاح هل هذا يشمل ما يُعطيه الرجلُ لأبيها أو أخيها قبل عصمة النكاح، فيكون للمرأة مطلقًا؟
ج: كل ما يُقدِّم من أجلها فهو منها، إلا ..... فهو لمن أُعطيه، إلا إذا سمحت.
س: امرأة تسأل وتقول: كان ابني معي في استراحةٍ لنا، وكان بابُ المسبح مغلقًا، فما دريت إلا سقط في المسبح، وعمره سنة، فهل عليها شيء؟
ج: لا، ما دام بعيدًا عنها، ولم تتسبَّب فيه، ما عليها شيء، أما إذا جعلته عندها.
س: هي عنده، والمسبح قريب، ولكن تعلم أنَّ باب المسبح مغلق، ولكن إخوان الطفل ربما ذهبوا وفتحوا المسبح؟
ج: إن شاء الله ما عليها شيء ما دام ما فرَّطت.
س: ردّ السلام للمُصلي؛ يرد السلام وهو قائم، وراكع، وساجد، أم فقط في القيام؟
ج: بالإشارة وهو جالس أو واقف.
س: كيف صفة الإشارة؟
ج: هكذا، كان النبيُّ يرد بيده هكذا.
س: في الركوع والسجود يردّه؟
ج: إذا نهض من السُّجود.
س: وفي الركوع؟
ج: إذا نهض.
1536- وعَنْ مُعَاوِيَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1537- وعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: مَا مِنْ شَيْءٍ فِي الْمِيزَانِ أَثْقَل مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ.
أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ، والتِّرْمِذِيُّ، وصَحَّحَهُ.
1538- وعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: الْحَيَاءُ مِنَ الْإِيمَانِ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
1539- وعَنْ أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى: إِذَا لَمْ تَسْتَحِي فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ.
الشيخ: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد: فهذه الأحاديث كلها تتعلق بمكارم الأخلاق، ومن أعظم هذا الفقه في الدِّين، فالتَّفقه في الدين من أعظم الأخلاق، ومن أشرف الأخلاق، حتى يعرف ما أوجب الله عليه، وما حرَّم الله عليه، وما شرع الله له، ولهذا يقول ﷺ: مَن يُرد الله به خيرًا يُفقهه في الدِّين، دلَّ على أنَّ مَن أعرض عن ذلك ولم يتفقّه ما أُريد به خير.
فهذا فيه الحثُّ على طلب العلم، والتَّفقه في الدِّين، يقول ﷺ: مَن سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهَّل الله له به طريقًا إلى الجنة، ويقول: خيركم مَن تعلَّم القرآنَ وعلَّمه، ويقول ﷺ يومًا لأصحابه: أيُحبُّ أحدُكم أن يذهب إلى بطحان فيرجع بناقتين عظيمتين في غير إثمٍ ولا قطيعةِ رحمٍ؟ قالوا: كلنا يُحب ذلك يا رسول الله، قال: لأن يذهب أحدُكم إلى المسجد فيعلم آيتين من كتاب الله خيرٌ له من ناقتين عظيمتين، وثلاث خيرٌ له من ثلاثٍ، وأربع خيرٌ له من أربعٍ، ومن أعدادهنَّ من الإبل، فالتعلم فيه خيرٌ عظيمٌ، وفائدةٌ كبيرةٌ، فينبغي للمؤمن أن يحرص على التَّفقه في الدين، والتَّبصر، والتَّعلم من كتاب الله، وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام.
ويقول ﷺ: ما من شيءٍ في الميزان أثقل من حُسن الخلق، فهذا فيه الحثُّ على حُسن الخلق، ولما سُئل عن البرِّ والإثم قال: البِرُّ: حُسن الخلق، وقال: إنَّ أحبَّكم إليَّ وأقربَكم مني مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا، بعض الناس فظٌّ غليظٌ سيئ الخلق، فهذا ليس من أخلاق المؤمنين، بل المؤمن يكون لينًا طيبًا، طيب الخلق، كلامه طيب، ومُعاشرته طيبة، ومُواجهته طيبة، لا يُؤذي إخوانه، ولا يُغلظ لهم، ولا يُخاطبهم بغير التي هي أحسن.
ويقول عليه الصلاة والسلام: إنَّ مما أدرك الناسُ من كلام النبوة الأولى: إذا لم تَسْتَحِي فاصنع ما شئتَ، وهذا من الحكمة القديمة، الذي ما يستحي يفعل ما يشاء، هذا يدل على شرعية الحياء، ويقول ﷺ: الإيمان بضعٌ وسبعون شُعبة، فأفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شُعبة من الإيمان، وفي حديث ابن عمر: الحياء من الإيمان يعني: شعبة من الإيمان.
فالواجب على المؤمن أن يكون ذا حياء، لا يتكلم بالفحش، ولا يخوض في الفحش، ولا يتظاهر بما حرَّم الله، بل يكون حييًّا، وكان النبيُّ ﷺ أشدّ حياء من العذراء في خِدرها، كان ذا حياء عليه الصلاة والسلام، فينبغي للمؤمن أن يكون كثير الحياء، ومعناه: التَّخلق بالأخلاق الفاضلة، وترك الأخلاق السيئة التي يُستحيى منها.
وفَّق الله الجميع.
الأسئلة:
س: ..... يكون للتَّهديد؟
ج: نعم، تهديد، تحذير.
س: قال الشارح: "ومفهوم الشرط أنَّ مَن لم يتفقه في الدِّين لم يُرد الله به خيرًا، وقد ورد هذا المفهوم منطوقًا من رواية أبي يعلى: ومَن لم يُفقهه لم يُبال الله به".
ج: على كل حال، فيه الحثُّ على الفقه، المقصود الحثُّ على التَّفقه في الدِّين، والحذر من الاشتغال عنه، والإعراض، والرضا بالجهالة.
س: أحد الإخوان -حفظك الله- صام عدّة أيام كفَّارة القتل الخطأ، ثم وجد الرقبةَ، فهل يُكمل الصيام؟
ج: لا، إذا وجد الرقبةَ طيب، ولا يُكمل الصيام.
س: لكن لو أكمل الصيام؟
ج: والله الذي يظهر لي متى وجد الرقبةَ وجب عليه، ما دام في أثناء الصيام، مثل: لو وجد الماء وهو يُصلي.
س: في سجود السهو بعد السجدة الأولى هل يفترش أم يتورك؟
ج: يفترش بين السَّجدتين، وفي التَّشهد الأول.
س: إذا كان المسلمُ سلك طريقًا يلتمس به علمًا: كالطب، والهندسة، فهل يدخل في هذا الحديث، يعني غير العلوم الشرعية؟
ج: الأقرب والله أعلم أنَّ المراد به العلوم الشرعية، أما العلوم الأخرى فهي مباحة، إذا كان أراد بها الخير يُرجى له الخير، إذا أراد بها نفع المسلمين: كطبٍّ، أو هندسةٍ، أو حسابٍ، وأراد به نفع المسلمين يُرجى له الخير إن شاء الله، لكن العلم إذا أُطلق: قال الله، قال رسوله، هذا العلم.
س: إذا اغتسل ناويًا التَّبرد، ونوى الوضوء هل يُجزئ؟
ج: ما يُجزئ، لا بدّ من الوضوء الشرعي.
س: سجود السهو، إذا سجد السّجدتين للسَّهو؟
ج: يفترش بين السَّجدتين.
س: ما رأيكم في أن يكون الرجلُ حييًّا جدًّا، وقد يتورط في أزمات فوق طاقته، وقد يُسبب له مشاكل وهمومًا ردحًا من حياته أو كل عمره؟
ج: لا بدّ من حياء لا يُخالف الشرع، حياء ما يأمر بمعروفٍ، ولا ينهى عن المنكر، ولا يقوم بالواجب ما يكون حياءً، هذا جبن، وخور، وعجز، لا بدّ من حياء يُوافق الشرع، معناه: يحجمه عن سيئ الأخلاق، ويُعينه على مكارم الأخلاق، هذا الحياء الشرعي، أما حياء يحجزه عن الواجبات، أو عن مخالطة الأخيار، أو عن طلب العلم، أو ما أشبه ذلك؛ فهذا ليس حياءً، هذا هو العجز والكسل.
س: أقصد الحياء الذي يحجزه عن الخيرات -خيرات الدين- ولكن الحياء الذي قد يخجله بعض الناس فيتورط في خدمات، أو عزائم، أو زواج؟
ج: يُعلَّم، ويُنصح، إذا خِيف عليه يُنصح.
س: الصور والحالات التي للزوج أن يرجع على زوجته بعقدٍ جديدٍ هل لا بدّ من مهرٍ؟
ج: نعم، لا بدّ من عقدٍ جديدٍ، ولو كان في عقد جديد لا بدّ من مهرٍ، ولو قليل، لا نكاحَ إلا بمهرٍ، ولو قليل: أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ [النساء:24].