باب من الإيمان بالله الصبر على أقدار الله، وقوله تعالى: وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ [التغابن:11]
الشيخ:
الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذا الباب عقده المؤلف وهو أبو عبدالله محمد بن عبدالوهاب بن سليمان بن علي التميمي الحنبلي رحمه الله شيخ الإسلام في زمانه والمجدد لما اندرس من معالم الإسلام في القرن الثاني عشر في النصف الثاني من القرن الثاني عشر في هذه الجزيرة والمتوفى سنة 1206 من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، فالمؤلف رحمه الله عقد هذا الباب لبيان أمر عظيم وهو وجوب الصبر على المصائب فالإنسان في هذه الدار يبتلى، يبتلى بموت بعض أقاربه بزوجته يبتلى في ماله يبتلى في نفسه فلا بدّ من الصبر، والله يقول: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ [محمد: 31]
ويقول جل وعلا: إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ [يوسف:90]
ويقول جل وعلا: وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا [آل عمران:120]
ويقول سبحانه: وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ [الأنفال:46]، ويقول سبحانه: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ [الزمر:10]
ويقول ﷺ: ما أعطي أحد عطاء خير وأوسع من الصبر، فمن الإيمان بالله يعني من شعب الإيمان الصبر على أقدار الله وعدم التسخط وعدم الجزع، فالصبر واجب عند المصائب، سواء كانت المصيبة مرضًا أو موتًا أو غير ذلك، قال الله جل وعلا: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [التغابن: 11] يبين سبحانه أن المصائب بإذنه جل وعلا، ما أصاب من مصيبة من مرض أو موت أو غير ذلك إلا بإذن الله يعني بإذن الله الكوني القدري، فالإذن إذنان: شرعي وقدري؛ فالمراد هنا الإذن الكوني، إلا بإذن الله يعني بتقديره ومشيئته سبحانه وتعالى له الحكمة البالغة في ذلك.
ومن يؤمن بالله يعني يصدق بالله ويؤمن بالقدر ويحتسب ويصبر يكون له العاقبة الحميدة: إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ [يوسف:90]، فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ [هود:49] والعاقبة للتقوى، قال علقمة بن وقاص الليثي التابعي الجليل في هذه الآية: وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ قال يعلم أنها من عند الله وأن الله الحكيم العليم في قضائه وقدره فيرضى ويسلم، فينشرح صدره لأن الأمر لم يقع عبثًا ولا صدفة، بل قدر وعن مشيئة من ربنا سبحانه وله الحكمة البالغة، فعند هذا يصبر ويحتسب وإذا رضي صار أكمل وأكمل، فالإنسان عند المصيبة له أحوال ثلاثة:
إحداها: الصبر وهو واجب.
الثاني: الرضا، وأن يرضا به ولا يتسخط ولا يكره زوالها بل يرضي بما رضي الله له من مصيبة مرض ونحوه.
الثالث: الشكر، أن يعدها نعمة، هذه المصيبة لما يحصل بها من حط الخطايا وتكفير السيئات يعتبرها نعمة فيشكر الله على ما أصابه من مرض ونحوه من المصائب التي تحط بها الخطايا.
وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ أنه قال: ثنتان في الناس هما بهم بكفر يعني خصلتان اثنتان في الناس يعني واقعتان في الناس هما بهم كفر: الطعن بالنسب، والنياحة على الميت يعني الطعن في أنساب الناس، فلان كذا وفلان كذا وجماعتهم فيهم هذا، يقول ﷺ: أربعة في أمتي من أمور الجاهلية لا يتركونهن: الفخر بالأحساب، والطعن بالأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة على الميت رواه مسلم في الصحيح، هذه من سجايا الناس الطعن في أنساب الناس، وهذه من خصال الكفر الأصغر، فيجب على المؤمن أن يحذر هذا العمل السيئ وهو الطعن في أنساب الناس؛ لأن هذا يسبب الشر والفتنة والتنقص قد يترتب عليه فتن.
والنياحة على الميت كذلك فيها نوع من التسخط وعدم الرضا وعدم الصبر فلا ينوح بل يصبر ويحتسب، والنبي صلى الله عليه وسلم أخذ على النساء ألا ينحن وقال لمن نيح عليه يعذب، وقال: النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب أخرجه مسلم رحمه الله في صحيحه.
فالواجب الصبر والاحتساب وعدم النوح وعدم شق الثوب إلى غير ذلك، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية، وفي رواية ب أو: ليس منا ضرب الخدود أو شق الجيوب أو دعا بدعوى الجاهلية فالواو بمعنى أو، وهذا يدل على أنه لا يجوز شيء من هذه الخصال لأنها ضد الصبر، شق الجيوب، والدعاء بدعوى الجاهلية كل هذا من خصال الكفر، فيجب على المؤمن أن يحذر شر لسانه وشر أفعاله؛ فلا يضرب خدًا ولا ينتف شعرًا ولا يقص شعرًا ولا يرفع صوتًا.
ويقول ﷺ: أنا بريء من الصالقة والحالقة والشاقة الصالقة التي ترفع صوتها عند المصيبة، والحالقة التي تحلق شعرها عند المصيبة، والشاقة التي تشق ثوبها عند المصيبة، كل هذه منكرات وسخط من القدر، فالواجب الحذر من ذلك وأن المؤمن يصبر ويحتسب ويعلم أن الله قدرها لحكمة بالغة فلا يجزع، يصبر ويحتسب، يرجو ما عند الله من المثوبة، وإذا رضي بما قسم الله له من ذلك واحتسب ذلك صار أكمل وأكمل.
ويقول ﷺ: إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة من علامات الخير أن تعجل لك عقوبات ذنوبك في الدنيا قبل يوم القيامة حتى تلقى الله ولا ذنب عليك، وفي اللفظ الآخر: من يرد الله به خيرًا يصب منه يعني بنوع من الأمراض وغيرها، وقد تعجل العقوبة في الدنيا على بعض الذنوب فيكون ذلك راحة لك في الآخرة كما في الحديث الصحيح لما أخذ البيعة عليه الصلاة والسلام على الناس قال في البيعة: ومن أدركه الله في الدنيا -يعني بذنبه- كان كفارة له، ومن ستر الله عليه في الدنيا فأمره إلى الله، إن شاء غفر له وإن شاء عذبه.
ويقول ﷺ: إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، كلما عظم البلاء عظم الجزاء، وإن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط، ويقول ﷺ: أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى المرء على قدر دينه، فإن كان في دينه صلابة شدد عليه في الأذى، ولهذا لما كان الأنبياء والرسل أكمل الناس إيمانًا، كانوا أشدهم بلاء عليهم الصلاة والسلام.
وفق الله الجميع.
الأسئلة:
س: حكم الأنين؟
الجواب: ما يضر، الأنين ما يضر، يروى عن أحمد أنه توقف في ذلك لكن الأنين ليس من النياحة.
قال علقمة: هو الرجل تصيبه المصيبة، فيعلم أنها من عند الله، فيرضى ويسلم.
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: اثنتان في الناس هما بهم كفر: الطعن في النسب، والنياحة على الميت.
ولهما عن ابن مسعود مرفوعا: "ليس منا من ضرب الخدود، وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية".
وعن أنس أن رسول الله ﷺ قال: إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافى به يوم القيامة.
وقال النبي ﷺ: إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم؛ فمن رضي فله الرضى، ومن سخط فله السخط حسنه الترمذي.
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: اثنتان في الناس هما بهم كفر: الطعن في النسب، والنياحة على الميت.
ولهما عن ابن مسعود مرفوعا: "ليس منا من ضرب الخدود، وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية".
وعن أنس أن رسول الله ﷺ قال: إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافى به يوم القيامة.
وقال النبي ﷺ: إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم؛ فمن رضي فله الرضى، ومن سخط فله السخط حسنه الترمذي.
الشيخ:
الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذا الباب عقده المؤلف وهو أبو عبدالله محمد بن عبدالوهاب بن سليمان بن علي التميمي الحنبلي رحمه الله شيخ الإسلام في زمانه والمجدد لما اندرس من معالم الإسلام في القرن الثاني عشر في النصف الثاني من القرن الثاني عشر في هذه الجزيرة والمتوفى سنة 1206 من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، فالمؤلف رحمه الله عقد هذا الباب لبيان أمر عظيم وهو وجوب الصبر على المصائب فالإنسان في هذه الدار يبتلى، يبتلى بموت بعض أقاربه بزوجته يبتلى في ماله يبتلى في نفسه فلا بدّ من الصبر، والله يقول: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ [محمد: 31]
ويقول جل وعلا: إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ [يوسف:90]
ويقول جل وعلا: وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا [آل عمران:120]
ويقول سبحانه: وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ [الأنفال:46]، ويقول سبحانه: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ [الزمر:10]
ويقول ﷺ: ما أعطي أحد عطاء خير وأوسع من الصبر، فمن الإيمان بالله يعني من شعب الإيمان الصبر على أقدار الله وعدم التسخط وعدم الجزع، فالصبر واجب عند المصائب، سواء كانت المصيبة مرضًا أو موتًا أو غير ذلك، قال الله جل وعلا: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [التغابن: 11] يبين سبحانه أن المصائب بإذنه جل وعلا، ما أصاب من مصيبة من مرض أو موت أو غير ذلك إلا بإذن الله يعني بإذن الله الكوني القدري، فالإذن إذنان: شرعي وقدري؛ فالمراد هنا الإذن الكوني، إلا بإذن الله يعني بتقديره ومشيئته سبحانه وتعالى له الحكمة البالغة في ذلك.
ومن يؤمن بالله يعني يصدق بالله ويؤمن بالقدر ويحتسب ويصبر يكون له العاقبة الحميدة: إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ [يوسف:90]، فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ [هود:49] والعاقبة للتقوى، قال علقمة بن وقاص الليثي التابعي الجليل في هذه الآية: وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ قال يعلم أنها من عند الله وأن الله الحكيم العليم في قضائه وقدره فيرضى ويسلم، فينشرح صدره لأن الأمر لم يقع عبثًا ولا صدفة، بل قدر وعن مشيئة من ربنا سبحانه وله الحكمة البالغة، فعند هذا يصبر ويحتسب وإذا رضي صار أكمل وأكمل، فالإنسان عند المصيبة له أحوال ثلاثة:
إحداها: الصبر وهو واجب.
الثاني: الرضا، وأن يرضا به ولا يتسخط ولا يكره زوالها بل يرضي بما رضي الله له من مصيبة مرض ونحوه.
الثالث: الشكر، أن يعدها نعمة، هذه المصيبة لما يحصل بها من حط الخطايا وتكفير السيئات يعتبرها نعمة فيشكر الله على ما أصابه من مرض ونحوه من المصائب التي تحط بها الخطايا.
وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ أنه قال: ثنتان في الناس هما بهم بكفر يعني خصلتان اثنتان في الناس يعني واقعتان في الناس هما بهم كفر: الطعن بالنسب، والنياحة على الميت يعني الطعن في أنساب الناس، فلان كذا وفلان كذا وجماعتهم فيهم هذا، يقول ﷺ: أربعة في أمتي من أمور الجاهلية لا يتركونهن: الفخر بالأحساب، والطعن بالأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة على الميت رواه مسلم في الصحيح، هذه من سجايا الناس الطعن في أنساب الناس، وهذه من خصال الكفر الأصغر، فيجب على المؤمن أن يحذر هذا العمل السيئ وهو الطعن في أنساب الناس؛ لأن هذا يسبب الشر والفتنة والتنقص قد يترتب عليه فتن.
والنياحة على الميت كذلك فيها نوع من التسخط وعدم الرضا وعدم الصبر فلا ينوح بل يصبر ويحتسب، والنبي صلى الله عليه وسلم أخذ على النساء ألا ينحن وقال لمن نيح عليه يعذب، وقال: النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب أخرجه مسلم رحمه الله في صحيحه.
فالواجب الصبر والاحتساب وعدم النوح وعدم شق الثوب إلى غير ذلك، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية، وفي رواية ب أو: ليس منا ضرب الخدود أو شق الجيوب أو دعا بدعوى الجاهلية فالواو بمعنى أو، وهذا يدل على أنه لا يجوز شيء من هذه الخصال لأنها ضد الصبر، شق الجيوب، والدعاء بدعوى الجاهلية كل هذا من خصال الكفر، فيجب على المؤمن أن يحذر شر لسانه وشر أفعاله؛ فلا يضرب خدًا ولا ينتف شعرًا ولا يقص شعرًا ولا يرفع صوتًا.
ويقول ﷺ: أنا بريء من الصالقة والحالقة والشاقة الصالقة التي ترفع صوتها عند المصيبة، والحالقة التي تحلق شعرها عند المصيبة، والشاقة التي تشق ثوبها عند المصيبة، كل هذه منكرات وسخط من القدر، فالواجب الحذر من ذلك وأن المؤمن يصبر ويحتسب ويعلم أن الله قدرها لحكمة بالغة فلا يجزع، يصبر ويحتسب، يرجو ما عند الله من المثوبة، وإذا رضي بما قسم الله له من ذلك واحتسب ذلك صار أكمل وأكمل.
ويقول ﷺ: إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة من علامات الخير أن تعجل لك عقوبات ذنوبك في الدنيا قبل يوم القيامة حتى تلقى الله ولا ذنب عليك، وفي اللفظ الآخر: من يرد الله به خيرًا يصب منه يعني بنوع من الأمراض وغيرها، وقد تعجل العقوبة في الدنيا على بعض الذنوب فيكون ذلك راحة لك في الآخرة كما في الحديث الصحيح لما أخذ البيعة عليه الصلاة والسلام على الناس قال في البيعة: ومن أدركه الله في الدنيا -يعني بذنبه- كان كفارة له، ومن ستر الله عليه في الدنيا فأمره إلى الله، إن شاء غفر له وإن شاء عذبه.
ويقول ﷺ: إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، كلما عظم البلاء عظم الجزاء، وإن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط، ويقول ﷺ: أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى المرء على قدر دينه، فإن كان في دينه صلابة شدد عليه في الأذى، ولهذا لما كان الأنبياء والرسل أكمل الناس إيمانًا، كانوا أشدهم بلاء عليهم الصلاة والسلام.
وفق الله الجميع.
الأسئلة:
س: حكم الأنين؟
الجواب: ما يضر، الأنين ما يضر، يروى عن أحمد أنه توقف في ذلك لكن الأنين ليس من النياحة.