40- باب قول ما شاء الله وشئت

باب قول ما شاء الله وشئت
عن قُتيلة: أن يهوديا أتى النبي ﷺ فقال: إنكم تشركون، تقولون: ما شاء الله وشئت، وتقولون: والكعبة. فأمرهم النبي ﷺ إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا: ورب الكعبة، وأن يقولوا: ما شاء الله ثم شئت رواه النسائي وصححه.
وله أيضا عن ابن عباس رضي الله عنهما: "أن رجلا قال للنبي ﷺ: ما شاء الله وشئت. فقال: أجعلتني لله ندا؟ ما شاء الله وحده.
ولابن ماجه عن الطفيل -أخي عائشة لأمها- قال: "رأيت كأني أتيت على نفر من اليهود قلت: إنكم لأنتم القوم، لولا أنكم تقولون عزير بن الله. قالوا: وإنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون ما شاء الله وشاء محمد. ثم مررت بنفر من النصارى فقلت: إنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون المسيح ابن الله. قالوا: وإنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون ما شاء الله وشاء محمد. فلما أصبحت أخبرت بها من أخبرت، ثم أتيت النبي ﷺ فأخبرته، قال: هل أخبرت بها أحدا؟ قلت: نعم. قال: فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد، فإن طفيلا رأى رؤيا أخبر بها من أخبر منكم، وإنكم قلتم كلمة كان يمنعني كذا وكذا أن أنهاكم عنها، فلا تقولوا: ما شاء الله وشاء محمد، ولكن قولوا: ما شاء الله وحده.

الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذا الباب عقده المؤلف لبيان ما قد يقع من بعض الناس من الأغلاط في قولهم: ما شاء الله وشاء فلان، ويبين في هذا الباب أن الأدلة الشرعية دلت على أن من تمام التوحيد وكماله أن يقول: ما شاء الله ثم فلان، لولا الله ثم فلان، ولا يقل: ما شاء الله وشاء فلان، أو يقول: لولا الله وفلان، فهذا نوع من الشرك؛ لأنه ساوى بين المخلوق وبين الله بالواو، فلهذا جاء النهي عن ذلك، قالت اليهود: أنتم القوم، لولا أنكم تقولون: ما شاء الله وشاء محمد! فقال ﷺ: قولوا ما شاء الله وحده، وإذا حلفوا أن يقولوا ورب الكعبة، لا يقولوا: والكعبة، ولكن يقولوا: ورب الكعبة فلا يجوز الحلف بغير الله لا بالكعبة ولا بالأنبياء ولا بغيرهم ولكن يحلف بالله وحده، وهكذا المشيئة لا يقال: ما شاء الله وشاء فلان، أو ما شاء الله وشاء محمد ولكن يقال: ما شاء الله، ثم شاء محمد، ما شاء الله ثم شئت يا أخي.
وهكذا حديث الطفيل في أن الرسول ﷺ قال لهم: لا تقولوا ما شاء الله وشاء محمد ولكن قولوا: ما شاء الله وحده، وجاء في الحديث الآخر أن الرسول ﷺ قال: لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا: ما شاء الله ثم شاء فلان فلما سأل الأبرص والأعمى والأقرع عما سألوا عنه قالوا: إنا نستشفع بالله ثم بك، يعني أتوا بثم نسألك بالذي أعطاك إلى آخره المقصود أن التوسل يكون بالله جل وعلا، وإذا أضيف إليه شيء آخر فليأتي بثم، ما شاء الله ثم شاء فلان. ولا يقل: لو شاء الله وشاء فلان، أو لولا الله وفلان، ولكن يقول: ما شاء الله ثم شاء فلان، لولا الله ثم فلان.
وهذا هو طريق كمال التوحيد والبعد عن الشرك ، ويأتي في هذا باب قول الله تعالى: فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ [البقرة: 22].
والمقصود أن هذا المقام مقام كمال التوحيد والبعد عن وسائل الشرك صغيره وكبيره الشرك الأصغر والأكبر جميعًا، فلا يجوز للمؤمن أن يتعاطى شيئًا من الشرك لا قليله ولا كثيره بل يجب الحذر من ذلك، ومن الشرك الأصغر: لولا الله وفلان، ما شاء الله وشاء فلان، والحلف بغير الله كل هذا من أنواع الشرك الأصغر؛ ولهذا نهى النبي ﷺ عن ذلك عليه الصلاة والسلام وقال: من حلف بشيء دون الله فقد أشرك وقال: لا تقولوا: ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا: ما شاء الله ثم شاء فلان، ولا تقولوا ومحمد وقولوا: ورب محمد هكذا المؤمن إذا حلف ولا يقل: والكعبة، ولا وشرف فلان، ولا وحياة فلان، ولا بالأنبياء، ولكن يقول: لولا الله ثم فلان، ما شاء الله ثم شاء فلان، ويقول: والله، والرحمن بالله ولا يحلف بالكعبة ولا بغيرها.
وفق الله الجميع.

الأسئلة:

س: ...؟
الشيخ: لا، ثم شئت ما يقال إذا شئت.
س: لا إذا شئت بس؟
الشيخ: ..... إن شئت تعطيني كذا وكذا جزاك الله خيرًا، إن حبيت تعطيني كذا وكذا ما يخالف، أما لو قال لولا الله وما شاء الله ما يقول وشاء فلان.
س: قول النبي ﷺ في شفاعته لعمه أبي طالب ولولا أنا كان في الدرك الأسفل من النار؟
الجواب: جاء في هذا رواية معروفة: لولا الله ثم أنا فهذه الرواية منسوخة وإلا غلط من بعض الرواة.
س: قول بعض السلف: لولا فلان لذهب علم الحجاز؟
الجواب: لا، الصواب لولا الله ثم فلان.
س: من قال في ذمتي؟
الشيخ: ما يصير يمين إلا إذا قال بذمتي بالباء الحلف بالباء أو بالهمزة أو بالواو أو بالتاء أما في ما هي من أدوات الحلف.