51- باب النهي عن سب الريح

باب النهي عن سب الريح
عن أبي بن كعب أن رسول الله ﷺ قال: لا تسبوا الريح، فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا: اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح، وخير ما فيها، وخير ما أُمرت به، ونعوذ بك من شر هذه الريح، وشر ما فيها، وشر ما أمرت به صححه الترمذي.

الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذا الباب أيضاً من كمال التوحيد ومن كمال الإيمان النهي عن سب الريح، ذكره المؤلف في كتاب التوحيد؛ لأن هذا من كمال التوحيد ومن كمال الإيمان أن لا يسب الريح؛ لأنها خلق مدبّر ومأمور فلا يجوز سبه، تأتي بالخير والشر؛ فإذا رأى الإنسان من الريح ما يكره فليقل: اللهم إني أسألك من خير هذه الريح، وخير ما فيها، وخير ما أمرت به، ونعوذ بك من شرها، وشر ما فيها، وشر ما أمرت به.
وفي اللفظ الآخر: وشر ما أرسلت به، وبهذا يحصل المطلوب وهو السلامة من المكروه، أما سبها: لعن الله هذه الريح، قاتل الله هذه الريح، كل هذا لا يجوز، ولكن يقول: اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به، وهذا كاف في الأدب الشرعي.
وهكذا لا يسب الأمراض، ولا يسب الدنيا، ويحفظ لسانه عن الكلام السيئ إلا من سبه الله ورسوله، ويكون الإنسان متحفظًا في كلماته، متحفظًا في دعائه وسبّه وغير ذلك إلا حسب ما تمليه الشريعة.
نسأل الله للجميع التوفيق والهداية.

الأسئلة:

س: قوله: اللهم اجعلها رياح رحمة لا رياح عذاب؟
الجواب: كذلك جاء في بعض الروايات اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها عذابًا كله طيب؛ لأن الرياح تأتي بالخير: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ [الروم: 46].