05 من حديث: (أنه ركب إلى عمر بن الخطاب يسأله عن ثلاث خلال)

111 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُالرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْكِنْدِيِّ، أَنَّهُ رَكِبَ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ يَسْأَلُهُ عَنْ ثَلاثِ خِلالٍ، قَالَ: فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ فَسَأَلَهُ عُمَرُ مَا أَقْدَمَكَ؟ قَالَ: لِأَسْأَلَكَ عَنْ ثَلاثِ خِلالٍ، قَالَ: وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: رُبَّمَا كُنْتُ أَنَا وَالْمَرْأَةُ فِي بِنَاءٍ ضَيِّقٍ، فَتَحْضُرُ الصَّلاةُ، فَإِنْ صَلَّيْتُ أَنَا وَهِيَ، كَانَتْ بِحِذَائِي، وَإِنْ صَلَّتْ خَلْفِي، خَرَجَتْ مِنَ الْبِنَاءِ، فَقَالَ عُمَرُ: «تَسْتُرُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا بِثَوْبٍ، ثُمَّ تُصَلِّي بِحِذَائِكَ إِنْ شِئْتَ»، وَعَنِ الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ، فَقَالَ: «نَهَانِي عَنْهُمَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ»، قَالَ: وَعَنِ الْقَصَصِ، فَإِنَّهُمْ أَرَادُونِي عَلَى الْقَصَصِ، فَقَالَ: مَا شِئْتَ، كَأَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يَمْنَعَهُ، قَالَ: إِنَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَنْتَهِيَ إِلَى قَوْلِكَ، قَالَ: «أَخْشَى عَلَيْكَ أَنْ تَقُصَّ فَتَرْتَفِعَ عَلَيْهِمْ فِي نَفْسِكَ، ثُمَّ تَقُصَّ فَتَرْتَفِعَ، حَتَّى يُخَيَّلَ إِلَيْكَ أَنَّكَ فَوْقَهُمْ بِمَنْزِلَةِ الثُّرَيَّا، فَيَضَعَكَ اللَّهُ تَحْتَ أَقْدَامِهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقَدْرِ ذَلِكَ».

الشيخ: إيش قال عليه في الحاشية؟

الطالب: قال: إسناده صحيح، الحارث بن معاوية الكندي ذكره بعضهم في الصحابة، ورجح الحافظ أنه تابعي مخضرم، وترجم له في الإصابة والتعجيل، وله ترجمة في التاريخ الكبير للبخاري.

الشيخ: أعد السند.

الطالب: حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُالرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْكِنْدِيِّ.

الشيخ: وفي النسخة الأخرى؟

الطالب: إسناده حسن، رجاله ثقات رجال غير الحارث بن معاوية الكندي، فقد روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين، وذكره بعضهم في الصحابة، وقال الحافظ ابن حجر في "تعجيل المنفعة": والذي يظهر أنه من المخضرمين، والله أعلم.

الشيخ: المقصود من هذا أن السنة أن تكون المرأة خلف الرجال، كان النبي ﷺ إذا صلى بهم جعل المرأة خلفه، لما زار بيت أنس صلى معه اليتيم وأنس خلفه والمرأة خلفهم، وفي اللفظ الآخر: «صلى معه أنس عن يمينه، والمرأة خلفهم»، وهنا قال لهم - لما كان المكان ضيقا -: اجعل بينك وبينها سترا حائلا فتكون عن يمينك، وهذا قول عمر له وجه للحاجة لضيق البيت.

وأما القصص فالقصص معناها الموعظة، فالإنسان إذا قص عليهم ووعظهم فليحذر أن يرائي، أو يرى أنه فوقهم فيبتلى بالعجب، مقصود عمر احذر، يعني لا بأس بالقصص لكن احذر أن ترى في نفسك أنك فوقهم، وأن تعجب بأعمالك فيضعك الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

س هل للمرأة أن تتابع الإمام من بيتها إذا كام بيتها قريب من المسجد؟

الشيخ: تصلي وحدها، لا تتابعه في البيت، تصلي في بيتها وحدها.

الطالب: مسلم بن خالد المخزومي مولاهم المكي المعروف بالزنجي صدوق كثير الأوهام من الثامنة مات سنة179، أبو داود والترمذي وابن ماجه.

الشيخ: أحسنت، والخلاصة؟

الطالب: مسلم بن خالد مولاهم أبو خالد المكي الفقيه الإمام المعروف بالزنجي، قال إسحاق الحربي: لأنه أشقر...، وقال سويد بن سعيد: كان شديد الأدمة، عن ابن أبي مليكة وزيد بن أسلم وطائفة، وعنه الشافعي وابن وهب والحميدي وطائفة، قال ابن معين: ثقة، وضعفه أبو داود، وقال ابن عدي: حسن الحديث، وقال أبو حاتم: إمام في الفقه تعرف وتنكر ليس بذاك القوي يكتب حديثه ولا يحتج به، وقال النسائي: ليس بالقوي، قال الأزرقي: مات سنة 108.

الشيخ: المقصود أن له أوهام مثل ما قال الحافظ.

س: الأفضل أن الإنسان يقص يعني يعظ؟

الشيخ: إذا كان عنده علم يقص، لكن يتقي الله لا يعجب بنفسه ولا يرائي، يكون قصده الإخلاص، وليحذر من العجب.

س: وإن كان يخاف هل يتركه؟

الشيخ: يتعاطى ما تيسر، يجاهد نفسه ولا يعطل إخوانه من الموعظة إذا كان عنده علم.

س: هذا رجل رئيس فرقة موسيقية غنائية تاب إلى الله ، ولكنه قد علم كثير من الشباب، ونصحهم كثيرا ووجههم كثيرا، يقول هل هؤلاء في آثامي؟

الشيخ: ما دام تاب يتوب الله عليه، يعلن توبته والحمد لله، ويحذر من هذا العمل، ويبشر بالخير والحمد لله.

س: .....؟

الشيخ: ينصح إن كان يعرف أحدا منهم ينصحهم يبلغهم أنه تاب وأن هذا غلط.

س: اختلاط مال حرام بمال حلال بعد التوبة؟

الشيخ: إذا كان ما علم الحمد لله مثل ما قال جل وعلا: فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وأمره إلى الله [البقرة:275] إذا كان فعله عن جهل فله ما سلف وأمره إلى الله، أما إذا كان عن علم يميز هذا من هذا ويصرفه في جهات أخرى.

112 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ، أَنَّ عَبْدَاللَّهِ بْنَ عُمَرَ، أَخْبَرَهُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ يَنْهَاكُمْ أَنْ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ، قَالَ عُمَرُ: فَوَاللَّهِ مَا حَلَفْتُ بِهَا مُنْذُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ نَهَى عَنْهَا، وَلا تَكَلَّمْتُ بِهَا ذَاكِرًا وَلا آثِرًا.

الشيخ: وهذا في الصحيحين يقول ﷺ: إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم، ويقول ﷺ: من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت والله أكبر.

113 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِاللَّهِ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَحُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ لَمْ يَأْخُذْ مِنَ الْخَيْلِ وَالرَّقِيقِ صَدَقَةً.

الشيخ: المعنى صحيح والسند ضعيف، لكن المعنى صحيح، الرقيق والخيل ليس فيهم صدقة، يقول النبي ﷺ في الحديث الصحيح: ليس على المسلم في فرسه ولا عبده صدقة إذا كانت ليست للبيع للخدمة، أما إذا كان الخيل للبيع أو الرقيق للبيع فهم من مال الزكاة، من العرض. إيش قال المحشي عليه؟

الطالب: يقول: إسناده ضعيف لانقطاعه، راشد بن سعد لم يدرك عمر، ولأن أبا بكر بن عبدالله بن أبي مريم ضعيف لاختلاطه وسوء حفظه.

وفي النسخة الأخرى يقول: صحيح لغيره.

الشيخ: غلط، الإسناد ضعيف، أبو بكر ليس بشيء ومنقطع، لكن المعنى صحيح، المعنى في الصحيح: ليس على المسلم في عبده ولا فرسه صدقة هذا ثابت من حديث أبي هريرة نعم.

114 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أخبرنا عَبْدُاللَّهِ يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ، عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ خَطَبَ بِالْجَابِيَةِ، فَقَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مَقَامِي فِيكُمْ، فَقَالَ: اسْتَوْصُوا بِأَصْحَابِي خَيْرًا، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَفْشُو الْكَذِبُ حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَبْتَدِئُ بِالشَّهَادَةِ قَبْلَ أَنْ يُسْأَلَهَا، فَمَنْ أَرَادَ مِنْكُمْ بَحْبَحَةَ الْجَنَّةِ فَلْيَلْزَمُ الْجَمَاعَةَ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ، وَهُوَ مِنَ الِاثْنَيْنِ أَبْعَدُ، لَا يَخْلُوَنَّ أَحَدُكُمْ بِامْرَأَةٍ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ ثَالِثُهُمَا، وَمَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ وَسَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ، فَهُوَ مُؤْمِنٌ.

الشيخ: وهذا سند صحيح، وفي الصحيحين له شواهد من حديث ابن مسعود : خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، وفي صحيح البخاري حديث عمران بن حصين: خير أمتي قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم.

في هذا تصريح بالحذر من الخلوة، وأن الإنسان إذا خلا بامرأة فإن الشيطان ثالثهما، والأحاديث في هذا صحيحة لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم، في هذا من سرته حسنه وساءته سيئته فهو مؤمن فيه الحث على الرغبة في الخيرات والحرص على الحسنات والفرح بها والبغض للسيئات والحذر منها.

س: بعض سيارات الليموزين يخلو بالمرأة؟

الشيخ: على كل حال الواجب التحذير، لا تترك المرأة مع السائق وحدها.

115 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ، قَالا: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى هَدْيِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَدْيِ عَمْرِو بْنِ الْأَسْوَدِ».

الشيخ: وهذا كالذي قبله ضعيف، أبو بكر ضعيف ومنقطع أيضا. إيش قال المحشي عليه؟

الطالب: إسناده ضعيف لانقطاعه، ضمرة بن حبيب: ثقة، ولكنه لم يدرك عمر.

حكيم بن عمير: ثقة أيضا ولكنه لم يدرك عمر.

أبو بكر: هو ابن عبدالله بن أبي مريم، وهو ضعيف كما مضى 113.

عمرو بن الأسود: هو عمرو بن الأسود العنسى أبو عياض، تابعي قديم، الظاهر أنه مخضرم، ويقال اسمه: عمير، له ترجمة في الإصابة 5: 122، والتهذيب 8: 4-6، وأشار الحافظ في الموضعين إلى هذا الأثر.

الشيخ: نعم نعم.

116 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا سِمَاكٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فِي رَكْبٍ، فَقَالَ رَجُلٌ: لَا وَأَبِي، فَقَالَ رَجُلٌ: لَا تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ ، فَالْتَفَتُّ فَإِذَا هُوَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ.

117 - حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ خَالِدٍ، وَأَبُو الْيَمَانِ، قَالا: أَخْبَرَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُاللَّهِ بْنُ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ بَعْدَهُ، وَكَفَرَ مَنْ كَفَرَ مِنَ الْعَرَبِ.