الشيخ:أيش قال المحشي عليه؟
الطالب: قال: إسناده صحيح ورواه البخاري عن مكي بن إبراهيم بلفظ: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة والفراغ، وأشار الحافظ إلى أن الدارمي رواه عن مكي كرواية المسند، ورواه أيضًا الإسماعيلي في مستخرجه، كما في الفتح، والترمذي وابن ماجه، كما في الجامع الصغير 9280.
الشيخ: والثاني؟
الطالب:إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الدارمي (2707)، والبخاري (6412)، والحاكم 4/306 من طريق مكي بن إبراهيم بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (1)، وعبد بن حميد (684)، والبخاري تعليقا (6412)، وابن ماجه (4170)، والترمذي (2304)، والطبراني (10786)، وأبو نعيم في "الحلية" 8/174 والقضاعي في "مسند الشهاب" (295)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4543) من طرق عن عبد الله بن سعيد، به.
الشيخ: يكفي يكفي. وهذا يوجب للمؤمن العناية بالصحة والفراغ، وأن لا يضيع نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ، فينبغي للمؤمن ولاسيما طالب العلم أن يحفظ صحته وفراغه فيما ينفع في المطالعة، في العبادة، في المذاكرة مع إخوانه، لا تضيع الصحة والفراغ بل يشغله بما ينفعه: إما في أمر دين، أو دنيا، لكن إذا كان في أمر دين كان أنفع وأكمل، ولاسيما طالب العلم تكون أوقات محدودة مضبوطة لا تضيع، هذا للحفظ، هذا للمطالعة، هذا لصلاة النافلة، هذا لزيارة الإخوان، هذا لعيادة المريض، إلى غير هذا، تكون أوقاته مضبوطة، كل مسلم ينبغي أن تكون أوقاته مضبوطة، ولكن طالب العلم بالأخص يحتاج إلى وقت أكثر نعم.
2341 - حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُاللَّهِ يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: «رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، أَكَلَ مِنْ كَتِفٍ أَوْ ذِرَاعٍ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ».
2342 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، كَانَ يُعَلِّمُهُمْ هَذَا الدُّعَاءَ كَمَا يُعَلِّمُهُمِ السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ.
الشيخ: وهذا الدعاء يقال في التشهد الأخير، وفي اللفظ الآخر: فإذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع بها، ثم أتى بها يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال وهي سنة مؤكدة عند الجمهور، وكان طاووس يرى وجوب هذ الدعاء لأن الرسول ﷺ أمر به، قال: فليستعذ كان يأمر ابنه إذا ترك هذا الدعاء أن يعيد الصلاة، والجمهور على أنه سنة مؤكدة، فينبغي للمؤمن أن لا يدع هذا الدعاء في جميع الصلوات: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال.
س: .....؟
الشيخ: لعله حديث أنه لما علمهم التشهد قال: ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه يكون صالحا.
س: وليس فيه أفضل الدعاء؟
الشيخ: لا، ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه، وفي اللفظ الآخر: ثم ليتخير من المسألة ما شاء.
س: في التشهد الأخير؟
الشيخ: في التشهد الأخير نعم.
الشيخ: هذا يقال له دعاء الكرب لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم ثم يدعو ما يسر الله له من الدعاء.
2345 - حَدَّثَنَا عَبْدُالْوَهَّابِ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ، عَنْ ابْنِ عَبِّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، مِثْلَهُ يَعْنِي مِثْلَ دُعَاءِ الْكَرْبِ.
2346 - حَدَّثَنَا عَبْدُاللَّهِ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُاللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ زَائِدَةَ بْنِ أَبِي الرُّقَادِ، عَنْ زِيَادٍ النُّمَيْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ ﷺ إِذَا دَخَلَ رَجَبٌ، قَالَ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي رَجَبٍ وَشَعْبَانَ، وَبَارِكْ لَنَا فِي رَمَضَانَ، وَكَانَ يَقُولُ: لَيْلَةُ الْجُمُعَةِ غَرَّاءُ، وَيَوْمُهَا أَزْهَرُ.
الشيخ: المحشي؟
الطالب: قال: إسناده ضعيف، زائدة بن أبي الرقاد الباهلي: ضعيف، قال البخاري في الكبير 2/ 1 / 396: "منكر الحديث"، وكذلك قال النسائي في الضعفاء 13، وقال أبو حاتم: "يحدث عن زياد النميري عن أنس أحاديث مرفوعة منكرة، ولا ندري منه أو من زياد".
زياد النميري: هو زياد بن عبدالله، ضعفه ابن معين وغيره، وقال ابن عدي: "عندي إذا روى عنه ثقة فلا بأس بحديثه"، وذكر له أحاديث، وقال "البلاء من الرواة عنه، لا منه". وهذا هو الصحيح، ولذلك ترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 328 فلم يذكر فيه جرحًا.
والحديث في مجمع الزوائد في موضعين 2: 165 مطولًا وقال: "رواه البزار، وفيه زائدة ابن أبي الرقاد، قال البخاري: منكر الحديث، وجهله جماعة"، و3: 140 رواه مختصرًا ونسبه للبزار والطبراني في الأوسط، فنسي في الموضعين أن ينسبه إلى المسند! ومردّ ذلك عندي أنه من مسند أنس، وأُثبت هنا في غير موضعه، أثناء مسند ابن عباس، ولم يذكر في مسند أنس فيما تتبعتُ. وهذا الحديث من زيادات عبد الله بن أحمد.
الشيخ: الحاشية الأخرى؟
الطالب: قال: إسناده ضعيف، زائدة بن أبي الرقاد قال البخاري والنسائي: منكر الحديث، وقال أبو داود: لا أعرف خبره، وقال أبو حاتم: يحدث عن زياد النميري، عن أنس أحاديث مرفوعة منكرة ولا ندري منه أو من زياد، وزياد النميري - وهو ابن عبدالله - ضعفه ابن معين وأبو داود، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطىء، ثم ذكره في "المجروحين" وقال: منكر الحديث يروي عن أنس أشياء لا تشبه حديث الثقات لا يجوز الاحتجاج به. وهذا الحديث من مسند أنس، وليس من مسند ابن عباس.
وأخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (659)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3815) من طريق عبيدالله بن عمر القواريري، بهذا الإسناد.
وأخرجه البزار (616 - كشف الأستار)، وأبو نعيم في "الحلية" 6/269 من طريقين عن زائدة، به.
الشيخ: المقصود أنه ضعيف، وفي بعض الروايات وبَلِّغنَا رمضان، وهنا «وبارك لنا في رمضان».
س: ضعيف هذا الوجه؟
الشيخ: نعم، ما نعرف أنه جاء من وجه صح.
س: حتى وبَلِّغنَا رمضان ضعيف؟
الشيخ: ضعيف نعم.
س: بالنسبة للدعاء السابق لو دعا به كدعاء عام ليس على التأسي؟
الشيخ: ما أعلم فيه شيء، دعاء عادي ما أعلم فيه شيء.
الشيخ: أيش قال المحشي؟
الطالب: قال: إسناده صحيح، وتقدم في موضعين وسيأتي.
الشيخ: الموضعين عندك؟
الطالب: نعم.
الطالب: يقول أحسن الله إليك يقول: إسناده صحيح على شرط مسلم. سعيد: هو ابن أبي عروبة، وأبو العالية: هو رفيع بن مهران الرياحي.
وأخرجه البخاري (3239)، والطبراني (12749) من طريق يزيد بن زريع، عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد. وانظر (2197).
الطالب: قال أحسن الله إليك فيما تقدم: قال: حدثنا يونس حدثنا شَيبان حدثنا قَتادة عن أبي العالية حدثنا ابنُ عم نبيكم صلى الله عليه وسلم، ابنُ عباس، وذكر الحديث قال المحشي أحسن الله إليك: إسناده صحيح، ورواه البخاري 6: 226، ومسلم1: 60 بأطول مما هنا.
الشيخ: وأنت ما عندك مسلم؟
الطالب: في الأولى ما ذكره لكن في الثانية الحاشية ذكر مسلم.
الشيخ: البخاري ومسلم؟
الطالب: قال: إسناده صحيح على شرط الشيخين ثم قال: وأخرجه مسلم.
الشيخ: يعني مع البخاري.
الشيخ: يعني ما يحتاج سفران، سفر واحد يكفي، سفر واحد يكفي للعمرة والحج والحمد لله.
س: ما يدل على وجوب التمتع؟
الشيخ: سنة مؤكدة التمتع.
س: ما الصارف عن الوجوب؟
الشيخ: النبي ﷺ أمر هذا يحرم بالحج، وهذا يحرم بالعمرة، وأقر عروة بن مضرس على إحرامه بالحج.
س: من يقول أن الحج المفرد منسوخ؟
الشيخ: لا ما هو بمنسوخ.
س: الرخصة في أي شيء؟
الشيخ: كونه لما نام عنها صلاها على حالها ضحى، الذي بعده ثبت من غير هذا الطريق، أقول ثبت من غير هذا، الطرق كثيرة.
س:هل يصلي الصلاة على حالها؟
الشيخ: نعم، صلى الراتبة ثم صلى الفريضة.
س: ماذا يعني الرخصة؟
الشيخ: كون الله - جل وعلا - يسر لعباده إذا فاتتهم ما ضاعت، يصلونها ولو بعد وقتها.
2350 - حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ، حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: «خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، مِنَ الْمَدِينَةِ يُرِيدُ مَكَّةَ، فَصَامَ حَتَّى أَتَى عُسْفَانَ، قَالَ: فَدَعَا بِإِنَاءٍ، فَوَضَعَهُ عَلَى يَدِهِ، حَتَّى نَظَرَ النَّاسُ إِلَيْهِ، ثُمَّ أَفْطَرَ»، قَالَ: فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ: «مَنْ شَاءَ صَامَ، وَمَنْ شَاءَ أَفْطَرَ».
2351 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ أَوْ مَعْنَاهُ.
الشيخ: رفعه يفطروا لما شق عليهم الصوم أمرهم أن يفطروا، ثم لما دنوا من العدو قال: افطروا فإنه أقوى لكم، ولما بلغه أن بعض الناس قد صام قال: أولئك العصاة كما في الرواية الأخرى.
س: الصوم مع المشقة؟
الشيخ: مكروه في السفر، السنة الفطر.
س: .....؟
الشيخ: على مهلهم، يتوضؤون على مهلهم ويصلون بعد الشمس معذورين، إذا استيقظوا ينتقلوا من محلهم ويتوضؤون ويصلون.
س: الصوم مع عدم المشقة في السفر؟
الشيخ: تركه أفضل، تركه في السفر أفضل، عليكم برخصة الله التي رخص لكم.
س: .....؟
الشيخ: على الجواز نعم.