04 حكم من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله

قوله: عن عُبادة بن الصامت قال: قال رسولُ الله ﷺ: مَن شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، وأنَّ محمّدًا عبده ورسوله، وأنَّ عيسى عبدالله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم، وروح منه، والجنّة حقّ، والنّار حقّ؛ أدخله اللهُ الجنَّة على ما كان من العمل. أخرجاه.

عبادة بن الصَّامت بن قيس، الأنصاري، الخزرجي، أبو الوليد، أحد النُّقباء، بدري مشهور، مات بالرملة سنة أربعٍ وثلاثين، وله اثنتان وسبعون سنة. وقيل: عاش إلى خلافة معاوية .

قوله: "مَن شهد أن لا إله إلا الله" أي: مَن تكلم بها عارفًا لمعناها، عاملًا بمُقتضاها باطنًا وظاهرًا، فلا بدَّ في الشَّهادتين من العلم واليقين والعمل بمدلولها، كما قال الله تعالى: فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ [محمد:19]، وقوله: إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [الزخرف:86].

أما النطق بها من غير معرفةٍ لمعناها ولا يقينٍ ولا عملٍ بما تقتضيه: من البراءة من الشِّرك، وإخلاص القول والعمل: قول القلب واللسان، وعمل القلب والجوارح؛ فغير نافعٍ بالإجماع.

الشيخ: وهذا الذي قاله المؤلفُ هو الحقّ؛ لأنَّ عُبَّاد القبور يقولونها، والمنافقون يقولونها، فلا تنفعهم؛ لعدم العلم واليقين والصِّدق، فلا بدَّ من قولها عن علمٍ: فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ [محمد:19]، إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [الزخرف:86]، فلا بدَّ من معناها: فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا [البقرة:256]، لا بدَّ أن يقول ويعمل، مَن وحَّد الله، وكفر بما يُعبد من دون الله؛ حرم ماله ودمه، لا بدَّ من العلم بمعناها، وأنها تنفي الشِّرك وتُبطله، وتُثبت العبادة لله وحده، فلا بدَّ من اعتقاد هذا المعنى، والعمل به، فإذا قالها وهو يعبد القبور ويستغيث بالأموات ما نفعته، وإذا قالها وهو يجحد ما أوجب الله، أو ما حرَّم الله ما نفعته، فلا بدَّ أن يقولها ويعمل بمُقتضاها: من توحيد الله، والإخلاص له، وترك الإشراك به، والإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله، والحذر مما نهى الله عنه ورسوله.

فإذا قالها عن إيمانٍ وصدقٍ نفعته، فإن كان مات على التوحيد والإيمان ولم يضعف ذلك بالمعاصي صارت له الجنة من أول وهلةٍ، أما إن مات على شيءٍ من المعاصي، لم يتب، فهو تحت مشيئة الله، لكنه من أهل النَّجاة بسبب التوحيد، لكنه تحت المشيئة، كما قال الله سبحانه: وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء:48].

والخلاصة أنه لا بدَّ في الشَّهادتين من الصدق واليقين والعمل بمُقتضاهما، أما مجرد قول الشَّهادتين وهو يعبد غير الله، أو يسبّ الدِّين، أو يترك ما أوجب الله، أو يفعل ما حرَّم الله، ما ينفعه ذلك، فالمنافقون يقولونها وهم في الدَّرك الأسفل من النار، وعُباد القبور كثيرٌ منهم يقولونها وهم من أكفر الناس: كعُبَّاد البدوي، وعُبَّاد الحسين، وعُبَّاد الشيخ عبدالقادر، وعُبَّاد الأصنام.

 

قال القرطبي في "المفهم على صحيح مسلم": "باب لا يكفي مجرد التَّلفظ بالشَّهادتين، بل لا بدَّ من استيقان القلب. هذه الترجمة تنبيهٌ على فساد مذهب غُلاة المرجئة القائلين بأنَّ التَّلفظ بالشَّهادتين كافٍ في الإيمان. وأحاديث هذا الباب تدل على فساده، بل هو مذهب معلوم الفساد من الشريعة لمن وقف عليها؛ ولأنه يلزم منه تسويغ النِّفاق، والحكم للمُنافق بالإيمان الصحيح، وهو باطل قطعًا". اهـ.

وفي هذا الحديث ما يدل على هذا، وهو قوله: "مَن شهد"، فإنَّ الشَّهادة لا تصحّ إلا إذا كانت عن علمٍ ويقينٍ وإخلاصٍ وصدقٍ.

قال النووي: "هذا حديثٌ عظيمٌ جليلُ الموقع، وهو أجمع -أو من أجمع- الأحاديث المشتملة على العقائد، فإنه ﷺ جمع فيه ما يخرج من ملل الكفر على اختلاف عقائدهم وتباعدها، فاقتصر ﷺ في هذه الأحرف على ما يُباين جميعهم". اهـ.

الشيخ: وفي هذا بيَّن التوحيد الذي يُبطل ما عليه عُبَّاد الأوثان، والشّهادة بأنَّ عيسى عبدالله ورسوله يُبطل ما عليه النَّصارى واليهود؛ لأنَّ اليهود أنكروا عيسى وكذَّبوه، والنَّصارى غلوا فيه، فالرسول ﷺ قال: يشهد بأنه عبدالله ورسوله، عبدالله ليس هو الله، ولا ثالث ثلاثة، ورسوله، لا كما تقول اليهود: أنه ولد بغي، وليس برسولٍ.

وهكذا الإيمانُ بالجنة والنار أخرج ما عليه الوثنيون من إنكار البعث والنُّشور والجنة والنار، فهذا الحديث كله يُباين جميع الأديان الباطلة، وبيَّن أنه لا بدَّ من هذه الشَّهادة، فلو شهد بأنَّ زيدًا باع كذا، أو استدان كذا، أو فعل كذا، وهو لا يعلم، صار شاهد زورٍ، باطل، ولو في ريالٍ واحدٍ، فالشَّهادة ما تكون إلا عن علمٍ، فكيف إذا كانت الشَّهادة في التوحيد والدِّين؟ الأمر أعظم؛ ولهذا يقول سبحانه: إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [الزخرف:86]، فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ [محمد:19]، المقصود أنَّ كثيرًا من هؤلاء الجهلة المشركين يقولون بألسنتهم ما لا يعقلون ولا يفهمون، وهكذا المرجئة التي تقول: إنَّ مجرد القول يكفي، أو التصديق يكفي، هذا من أبطل الباطل.

س: مَن قال: أنتم تقولون أنَّ الأمة لها أن تقول ما لا تعلم، قصدهم العوام، أنهم يقولون: أشهد أن لا إله إلا الله، ويشهدون بهذه الشَّهادة وهم لا يعلمون معناها؟

ج: معلوم معناها، لو علموا لتركوا، لو علموا معناها ما عبدوا البدوي والحسين وزينب وعبدالقادر، لو علموا المعنى ما فعلوا الشِّرك.

س: المسلم الجديد أو الذي يرغب في الدُّخول في الإسلام نقول له: قف أولًا واعلم وافهم، قبل أن ينطق بالشَّهادتين؟

ج: يُعلم ويُوضح له معناها حتى يتبين.

س: قبل أن ينطق؟

ج: لا، عند التَّعليم، عند تعليمه الشَّهادتين، معنى "لا إله إلا الله"، معناها: لا معبودَ حقّ إلا الله، وأنَّ ما يفعله عُبَّاد القبور وعُبَّاد الأصنام هو الشِّرك، ولو قالوا: لا إله إلا الله، كالمنافقين يقولون: لا إله إلا الله، وسبحان الله، وأنت يا محمد خير الناس، وأنت، وأنت، وهم كذبة، فجرة، في الدَّرك الأسفل من النار.

س: لكن إذا جاء يُريد أن ينطق بالشَّهادتين قد يقول له البعضُ: قف وتعلم وتأمَّل، ثم انطق بالشَّهادتين؟

ج: يُعلم، يُعلم، والحمد لله، يُعلم ويثبت إسلامه.

س: يُعلم مع النُّطق؟

ج: نعم مع النُّطق، لا بدَّ من النُّطق.

س: مَن شهد أن لا إله إلا الله، واعتقد بقلبه، ولكن ترك جميع الأعمال، هل يكون مسلمًا؟

ج: لا، ما يكون مسلمًا حتى يُوحد الله بعمله، يُوحد الله بخوفه ورجائه ومحبَّته والصلاة، ويؤمن بأنَّ الله أوجب كذا، وحرَّم كذا، ولا يُتصور أن إنسانًا مسلمًا يُؤمن بالله ويترك جميع الأعمال، هذا تقدير لا أساسَ له، لا يمكن أن يُتصور أن يقع من أحدٍ؛ لأنَّ الإيمان يحمله على العمل، الإيمان الصَّادق.

 

ومعنى "لا إله إلا الله" لا معبود بحقٍّ إلا الله. وهو في غير موضعٍ من القرآن، ويأتيك في قول البقاعي صريحًا.

قوله: "وحده" تأكيد للإثبات.

"لا شريك له" تأكيد للنَّفي. قاله الحافظ، كما قال تعالى: وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ [البقرة:163]، وقال: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ [الأنبياء:25]، وقال: وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ [الأعراف:65]، فأجابوه ردًّا عليه بقولهم: قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا [الأعراف:70]، وقال تعالى: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ [الحج:62].

فتضمن ذلك نفي الإلهية عمَّا سوى الله، وهي العبادة. وإثباتها لله وحده لا شريكَ له، والقرآن من أوله إلى آخره يُبين هذا ويُقرره ويُرشد إليه.

فالعبادة بجميع أنواعها إنما تصدر عن تألُّه القلب بالحبِّ والخضوع والتَّذلل رغبًا ورهبًا، وهذا كله لا يستحقّه إلا الله تعالى، كما تقدم في أدلة هذا الباب وما قبله، فمَن صرف من ذلك شيئًا لغير الله فقد جعله لله ندًّا، فلا ينفعه مع ذلك قولٌ ولا عملٌ.

ذكر كلام العلماء في معنى "لا إله إلا الله":

قد تقدم كلام ابن عباس، وقال الوزير أبو المظفر في "الإفصاح": قوله: "شهادة أن لا إله إلا الله" يقتضي أن يكون الشَّاهدُ عالـمًا بأنه لا إله إلا الله، كما قال تعالى: فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ [محمد:19]. قال: واسم "الله" بعد "إلا" من حيث إنه الواجب له الإلهية، فلا يستحقّها غيره سبحانه. قال: وجملة الفائدة في ذلك: أن تعلم أنَّ هذه الكلمة مُشتملة على الكفر بالطاغوت، والإيمان بالله، فإنَّك لما نفيتَ الإلهية وأثبتَّ الإيجاب لله سبحانه كنتَ ممن كفر بالطَّاغوت وآمن بالله.

وقال ابنُ القيم في "البدائع" ردًّا لقول مَن قال: إنَّ المستثنى مخرج من المستثنى منه. قال ابن القيم: بل هو مخرج من المستثنى منه وحكمه، فلا يكون داخلًا في المستثنى، إذ لو كان كذلك لم يدخل الرجلُ في الإسلام بقوله: "لا إله إلا الله"؛ لأنه لم يُثبت الإلهية لله تعالى، وهذه أعظم كلمةٍ تضمنت بالوضع نفي الإلهية عمَّا سوى الله، وإثباتها له بوصف الاختصاص، فدلالتها على إثبات إلهيته أعظم من دلالة قولنا: "الله إله"، ولا يستريب أحدٌ في هذا البتَّة. انتهى بمعناه.

الشيخ: والمعنى مُستثنى من المنفي وحكمه؛ لأنَّ الإله باطلٌ سوى الله، فالألوهية منفية عن غير الله، وهكذا حكمها؛ لأنَّ حكمها في حقِّ غير الله باطلة، وفي حقِّ الله حقّ، ومعنى "إلا الله" يعني: هو المعبود بالحقِّ، والآلهة الأخرى معبودة بالباطل.

س: ................؟

ج: إيه، البطلان عبادة غير الله، والحقّ عبادة الله وحده ضدّ باطلهم.

س: ................؟

ج: على كل حالٍ مَن مات على التوحيد فهو من أهل الجنة، لكن إن كان صالحًا سليمًا من جميع الذنوب دخل الجنة من أول وهلةٍ، وإن كانت عنده ذنوب فهو من أهل الجنة، لكن قد يُعفا عنه، وقد يُحاسب ويدخل النار بذنوبه، ثم يخرج منها بعد التَّطهير والتَّمحيص، كما قال سبحانه: وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء:48]، لكن له النَّجاة، لكن النَّجاة تارةً تكون من أول وهلةٍ، وتارةً تكون النَّجاة بعد التَّطهير والتَّمحيص للذي مات عليه من المعاصي والكبائر.

س: ................؟

ج: الكفر أنواع: شيء بالجحود، وشيء بالفعل، إذا دعا غير الله واستغاث بغير الله كفر، ولو ما جحد، وكذلك إذا سبَّ الله وسبَّ رسوله ولو ما جحد كفر، وهكذا لو ذبح لغير الله، أو سجد لغير الله.

س: مَن قال: "لا معبود" معناها: لا معبود بحقٍّ في هذا الوجود، وقيَّدها بهذا الوجود، فهل فيه شيء؟

ج: إذا قاله ما له مفهوم، وإن كان له مفهومٌ مقصوده أنَّ هناك آلهةً معبودةً بالحقِّ غير الله ماتوا، ما يكون سالـمًا، لكن إن كان قصده أنه ما ..... أبدًا المعبود بالحقِّ هو الله وحده أبدًا، هذا صحيحٌ مثلما عبَّر بعضُ الأئمة بالوجوب، يعني: ما هناك مَن يستحقّ العبادة غير الله في الوجود. وليس المقصود أنَّ هناك مَن يستحقّ ومات وراح، لا، ما هو مقصودهم هذا، ليس هناك مَن يستحقّ العبادة إلا الله، لا موجودًا، ولا معدومًا، كل معدومٍ من الدلائل على أنه لا يستحقّ؛ لأنَّ الإله لا يكون معدومًا، بل لا يزال موجودًا معبودًا بالحقِّ .

والأحسن أن يقول: لا معبودَ بحقٍّ إلا الله، ما يحتاج أن يقول: في الوجود؛ لئلا يُوهم شيئًا.

 

وقال أبو عبدالله القرطبي في "تفسيره": "لا إله إلا الله" أي: لا معبودَ إلا هو.

وقال الزمخشري: الإله من أسماء الأجناس: كالرجل والفرس، يقع على كل معبودٍ بحقٍّ أو باطلٍ، ثم غلب على المعبود بحقٍّ.

وقال شيخُ الإسلام: الإله هو المعبود المطاع؛ فإنَّ الإله هو المألوه، والمألوه هو الذي يستحقّ أن يُعبد، وكونه يستحقّ أن يُعبد هو بما اتَّصف به من الصِّفات التي تستلزم أن يكون هو المحبوب غاية الحبِّ، المخضوع له غاية الخضوع.

قال: فإنَّ الإله هو المحبوب المعبود الذي تألهه القلوب بحبِّها، وتخضع له، وتذلّ له، وتخافه وترجوه، وتُنيب إليه في شدائدها، وتدعوه في مُهماتها، وتتوكل عليه في مصالحها، وتلجأ إليه، وتطمئن بذكره، وتسكن إلى حبِّه، وليس ذلك إلا الله وحده.

الشيخ: هو الذي يحصل به هذا المقصود: الذي يُلجأ إليه، ويُتوكل عليه، وتأنس القلوب بحبِّه، ويحصل به تفريج الكروب، وتيسير الأمور، فالعبادة كلها له وحده سبحانه وتعالى، ولا أحدَ يستحقّها سواه؛ لأنه هو الذي إليه الملجأ، وهو القادر على كل شيءٍ، وهو مُفرج الكروب، ومُيسر الأمور، وهو الذي بيده النَّجاة والسَّعادة، وضدّ ذلك.

س: قوله: "وليس ذلك إلا الله وحده" أو "إلا لله وحده"؟

ج: يصحّ هذا وهذا: "ليس ذلك إلا الله" هو الذي يصلح لهذه الأمور، وليست هذه الأمور إلا لله وحده. الذي عندك أيش؟

س: وليس ذلك إلا الله وحده؟

ج: يعني: ليس ذلك الذي يستحقّ هذه الأمور إلا الله وحده.

ولهذا كانت "لا إله إلا الله" أصدق الكلام، وكان أهلُها أهلَ الله وحزبه، والمنكرون لها أعداءه وأهلَ غضبه ونقمته، فإذا صحَّت صحَّ بها كل مسألةٍ وحالٍ وذوقٍ، وإذا لم يُصححها العبدُ فالفساد لازمٌ له في علومه وأعماله.

وقال ابنُ القيم: "الإله" هو الذي تألهه القلوب محبَّةً، وإجلالًا، وإنابةً، وإكرامًا، وتعظيمًا، وذلًّا، وخضوعًا، وخوفًا، ورجاءً، وتوكُّلًا.

وقال ابنُ رجب: "الإله" هو الذي يُطاع فلا يُعصى؛ هيبةً له وإجلالًا، ومحبَّةً وخوفًا ورجاءً، وتوكُّلًا عليه، وسؤالًا منه، ودُعاءً له، ولا يصلح هذا كله إلا لله عزَّ وجلَّ، فمَن أشرك مخلوقًا في شيءٍ من هذه الأمور التي هي من خصائص الإلهية كان ذلك قدحًا في إخلاصه في قول: "لا إله إلا الله"، وكان فيه من عبودية المخلوق بحسب ما فيه من ذلك.

وقال البقاعي: "لا إله إلا الله" أي: انتفاء عظيمًا أن يكون معبودٌ بحقٍّ غير الملك الأعظم.

مداخلة: في النُّسخة الجديدة: انتفى انتفاءً.

الشيخ: المعنى واحد، المعنى معروف، السياق يقتضي، أي: انتفى انتفاءً عظيمًا في قوله "لا إله إلا الله"، والمعنى: انتفاءً عظيمًا، يعني أنَّ هذه الكلمة معناها الانتفاء العظيم.

فإنَّ هذا العلم هو أعظم الذّكرى المنجية من أهوال السَّاعة، وإنما يكون علمًا إذا كان نافعًا، وإنما يكون نافعًا إذا كان مع الإذعان والعمل بما تقتضيه، وإلا فهو جهلٌ صرفٌ.

وقال الطيبي: "الإله" فعال بمعنى مفعول، كالكتاب بمعنى المكتوب، من أله إلهة، أي: عبد عبادةً.

قال الشارحُ: وهذا كثيرٌ في كلام العلماء وإجماع منهم.

فدلَّت "لا إله إلا الله" على نفي الإلهية عن كلِّ ما سوى الله تعالى، كائنًا ما كان، وإثبات الإلهية لله وحده دون كلِّ ما سواه، وهذا هو التوحيد الذي دعت إليه الرسل، ودلَّ عليه القرآن من أوله إلى آخره، كما قال تعالى عن الجنِّ: قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا ۝ يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا [الجن:1- 2]، فلا إله إلا الله لا تنفع إلا مَن عرف مدلولها نفيًا وإثباتًا، واعتقد ذلك وقبله وعمل به. وأما مَن قالها من غير علمٍ واعتقادٍ وعملٍ فقد تقدم في كلام العلماء أنَّ هذا جهل صرف، فهي حُجَّة عليه بلا ريبٍ.

فقوله في الحديث: "وحده لا شريكَ له" تأكيد وبيان لمضمون معناها، وقد أوضح الله ذلك وبيَّنه في قصص الأنبياء والمرسلين في كتابه المبين، فما أجهل عُبَّاد القبور بحالهم! وما أعظم ما وقعوا فيه من الشِّرك المنافي لكلمة الإخلاص "لا إله إلا الله"! فإنَّ مُشركي العرب ونحوهم جحدوا "لا إله إلا الله" لفظًا ومعنًى، وهؤلاء المشركون أقرُّوا بها لفظًا، وجحدوها معنًى، فتجد أحدَهم يقولها وهو يأله غير الله بأنواع العبادة: كالحبِّ والتَّعظيم، والخوف والرجاء، والتوكل والدعاء، وغير ذلك من أنواع العبادة. بل زاد شركُهم على شرك العرب بمراتب؛ فإنَّ أحدهم إذا وقع في شدةٍ أخلص الدُّعاء لغير الله تعالى، ويعتقدون أنه أسرع فرجًا لهم من الله.

الشيخ: يعني المشركين المتأخرين، إذا اشتدَّت بأحدهم الأمور أخلص العبادة لغير الله -نعوذ بالله- ويرى أنه أسرع فرجًا من الله، وهذا هو أعظم من شرك الأولين؛ فالأولون في حال الشدة يُخلصون لله العبادة.

بخلاف حال المشركين الأولين؛ فإنهم كانوا يُشركون في الرخاء، وأما في الشَّدائد فإنما يُخلصون لله وحده، كما قال تعالى: فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ الآية [العنكبوت:65]، فبهذا يتبين أنَّ مُشركي أهل هذه الأزمان أجهل بالله وبتوحيده من مشركي العرب ومَن قبلهم.

وقوله: "وأنَّ محمدًا عبده ورسوله" أي: وشهد بذلك، وهو معطوفٌ على ما قبله على نية تكرار العامل، ومعنى "العبد" هنا المملوك العابد، أي: أنه مملوك لله تعالى. والعبودية الخاصَّة وصفه، كما قال تعالى: أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ [الزمر:36]، فأعلى مراتب العبد: العبودية الخاصَّة والرسالة.

الشيخ: ولهذا قال ﷺ: لا تُطروني كما أطرت النَّصارى ابن مريم، إنما أنا عبدٌ فقولوا: عبدالله ورسوله، فأشرف مقامات العبد أن يكون عبدًا لله، قائمًا بحقِّه جلَّ وعلا، هذا أشرف مقاماته: وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا [الجن:19].

فالنبي ﷺ أكمل الخلق في هاتين الصِّفتين الشَّريفتين، وأما الربوبية والإلهية فهما حقّ الله تعالى، لا يشركه في شيءٍ منهما ملكٌ مُقَرَّبٌ، ولا نبيٌّ مُرْسَلٌ.

وقوله: "عبده ورسوله" أتى بهاتين الصِّفتين وجمعهما دفعًا للإفراط والتَّفريط، فإنَّ كثيرًا ممن يدَّعي أنه من أمته أفرط بالغلو قولًا وفعلًا، وفرَّط بترك مُتابعته، واعتمد على الآراء المخالفة لما جاء به، وتعسف في تأويل أخباره وأحكامه بصرفها عن مدلولها، والصّدوف عن الانقياد لها، مع اطِّراحها؛ فإنَّ شهادة أنَّ محمدًا رسول الله تقتضي الإيمان به وتصديقه فيما أخبر، وطاعته فيما أمر، والانتهاء عمَّا عنه نهى وزجر، وأن يُعظم أمره ونهيه، ولا يُقدم عليه قول أحدٍ، كائنًا مَن كان، والواقع اليوم وقبله ممن ينتسب إلى العلم من القُضاة والمفتين خلاف ذلك، والله المستعان.

الشيخ: والأمر مثلما قال الشيخُ رحمه الله، فإنَّ وصفه بأنه عبدالله ورسوله يمنع الإفراط والتَّفريط، كونه عبدًا يقتضي ألا يُغلا فيه، فهو عبدٌ من عباد الله، فلا يُعبد من دون الله، ولا يُعتقد فيه شيء من الألوهية، وكونه رسول الله يُوجب الطاعة والامتثال وعدم التَّفريط في طاعته عليه الصلاة والسلام، فلا غلو ولا تفريط، لا إفراطَ ولا تفريط، بل يجب أن يعتقد أنه عبدالله، وألا يُغلا فيه، ويجب أن يُطاع ويُتبع شرعه.

وروى الدَّارمي في "مسنده" عن عبدالله بن سلام أنه كان يقول: "إنا لنجد صفة رسول الله ﷺ: إنا أرسلناك شاهدًا ومُبشرًا ونذيرًا وحرزًا للأُميين، أنت عبدي ورسولي، سميته: المتوكل، ليس بفظٍّ ولا غليظٍ، ولا صخَّابٍ بالأسواق، ولا يجزي بالسَّيئة مثلها، ولكن يعفو ويتجاوز، ولن أقبضه حتى يُقيم الملَّة المتعوجة: بأن يُشهد أن لا إله إلا الله، يفتح به أعينًا عُميًا، وآذانًا صُمًّا، وقلوبًا غُلْفًا".

قال عطاء بن يسار: وأخبرني أبو واقد اللَّيثي أنه سمع كعبًا يقول مثلما قال ابن سلام.

الشيخ: من الحنفية؛ لأنها مائلة، الملة العوجاء والمعوجة يعني: المائلة عن الأديان، وهي الحنفية؛ لأنَّ الأديان كلها باطلة: يهودية، نصرانية، مجوسية، غيرها، كلها باطلة، وليس هناك ملَّة سليمة إلا الحنيفية التي مالت عن الأديان، واعوجَّت عنها، وصدفت عنها إلى إخلاص العبادة لله وحده، فهي قيمة في نفسها، مائلة عن غيرها؛ ولهذا قال جلَّ وعلا: ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ [التوبة:36]، دِينًا قِيَمًا [الأنعام:161]، فدين الله هو القيم، وهو الملة الحنيفية التي هي خلاف اليهودية والنَّصرانية والشيوعية والمجوسية والوثنية وغيرها.

قوله: "وأنَّ عيسى عبدالله ورسوله" أي: خلافًا لما يعتقده النَّصارى أنه الله، أو ابن الله، أو ثالث ثلاثة، تعالى الله عمَّا يقولون علوًّا كبيرًا: مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ [المؤمنون:91]، فلا بدَّ أن يشهد أنَّ عيسى عبدالله ورسوله على علمٍ ويقينٍ بأنه مملوكٌ لله، خلقه من أنثى بلا ذكر، كما قال تعالى: إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [آل عمران:59]، فليس ربًّا ولا إلهًا، سبحان الله عمَّا يُشركون، قال تعالى: فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ۝ قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ۝ وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ۝ وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا ۝ وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ۝ ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ ۝ مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ۝ وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ [مريم:29- 36]، وقال: لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا [النساء:172].

ويشهد المؤمن أيضًا ببطلان قول أعدائه اليهود: إنه ولد بغي، لعنهم الله تعالى.

فلا يصح إسلامُ أحدٍ علم ما كانوا يقولونه حتى يبرأ من قول الطائفتين جميعًا في عيسى ويعتقد ما قاله الله تعالى فيه: أنه عبدالله ورسوله.

الشيخ: في قوله: "عبدالله" الردّ على النصارى الذين ألهوه، وفي قوله: "رسول الله" الردّ على اليهود الذين أنكروا رسالته، وزعموا أنه ولد بغي، قاتل الله الطائفتين ولعنهما، فهو عبدالله ورسوله، كما أنَّ محمدًا عبدالله ورسوله.

والرسل هكذا كلهم عُباد الله، ورسل الله، ليسوا بآلهةٍ، وليسوا بالكذَّابين، بل صادقون مُصدقون، هم رسل الله، أرسلهم الله لعباده، فوجب على العباد تصديقهم، وطاعتهم، واتِّباع ما جاءوا به من الهدى، واعتقاد أنهم عبيدلله، ليسوا آلهةً، بل عبيدلله، خلقهم كما خلق غيرهم .

 

قوله: "وكلمته" إنما سُمي عيسى كلمة؛ لوجوده بقوله تعالى: "كن"، كما قاله السَّلف من المفسرين.

قال الإمامُ أحمد في الردّ على الجهمية: "بالكلمة التي ألقاها إلى مريم حين قال له: "كن"، فكان عيسى بـ"كن"، وليس عيسى هو "كن"، ولكن بـ"كن" كان، فـ"كن" من الله تعالى قول، وليس "كن" مخلوقًا، وكذب النَّصارى والجهمية على الله في أمر عيسى". انتهى.

قوله: "ألقاها إلى مريم" قال ابنُ كثيرٍ: خلقه بالكلمة التي أرسل بها جبريل إلى مريم، فنفخ فيها من روحه بأمر ربه عزَّ وجلَّ، فكان عيسى بإذن الله عزَّ وجلَّ، فهو ناشئ عن الكلمة التي قال له: "كن" فكان، والروح التي أرسل بها هو جبريل، عليه السلام.

وقوله: "وروح منه" قال أُبي بن كعب: "عيسى روح من الأرواح التي خلقها الله تعالى واستنطقها بقوله: أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى [الأعراف:172]، بعثه اللهُ إلى مريم فدخل فيها". رواه عبد بن حميد، وعبدالله بن أحمد في زوائد "المسند"، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وغيرهم.

قال الحافظ: ووصفه بأنه منه، فالمعنى أنه كائنٌ منه، كما في قوله تعالى: وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ [الجاثية:13]، فالمعنى أنه كائنٌ منه، كما أنَّ معنى الآية الأخرى أنه سخَّر هذه الأشياء كائنة منه، أي أنه مكون ذلك ومُوجده بقُدرته وحكمته.

الشيخ: المعنى أنَّ روح عيسى روح من الأرواح التي خلقها، روح شريفة خلقها جلَّ وعلا، وبعث بها جبرائيل إلى مريم، فحملت بإذن الله بهذه الروح، فعيسى عبدالله ورسوله، وروحٌ من الأرواح التي خلقها وأوجدها.

س: قول أُبي: "فدخل من فيها"؟

ج: كله واحد.

قال شيخُ الإسلام: المضاف إلى الله تعالى إذا كان معنًى لا يقوم بنفسه ولا بغيره من المخلوقات وجب أن يكون صفةً لله تعالى قائمةً به.

الشيخ: النصّ فيه أنه نفخ في فرجها، دخلت من فيها، أو من جيبها، كما في الرواية الأخرى، المقصود أنها اتَّصلت بالفرج فحملت بإذن الله، نصّ القرآن.

مداخلة: ............

الشيخ: محتمل، المقصود أنَّ النَّفخة اتَّصلت بالفرج: فَنَفَخْنَا فِيهِ يعني: في الفرج، مِنْ رُوحِنَا [التحريم:12]، فِيهَا [الأنبياء:91] يعني: في مريم.

 

وامتنع أن تكون إضافتُه إضافةَ مخلوقٍ مربوبٍ.

وإذا كان المضافُ عينًا قائمةً بنفسها: كعيسى وجبريل -عليهما السلام- وأرواح بني آدم، امتنع أن تكون صفةً لله تعالى؛ لأنَّ ما قام بنفسه لا يكون صفةً لغيره.

لكن الأعيان المضافة إلى الله تعالى على وجهين:

أحدهما: أن تُضاف إليه لكونه خلقها وأبدعها، فهذا شامل لجميع المخلوقات، كقولهم: سماء الله، وأرض الله. فجميع المخلوقين عبيدالله، وجميع المال مال الله.

الوجه الثاني: أن يُضاف إليه لما خصَّه به من معنى يُحبه ويأمر به ويرضاه، كما خصَّ البيتَ العتيق لعبادةٍ فيه لا تكون في غيره، وكما يُقال في مال الخمس والفيء: هو مال الله ورسوله.

ومن هذا الوجه فعباد الله هم الذين عبدوه وأطاعوا أمره، فهذه إضافة تتضمن ألوهيته وشرعه دينه، وتلك إضافة تتضمن ربوبيته وخلقه. اهـ مُلخَّصًا.

الشيخ: والمعنى أنَّ الإضافة قسمان:

إضافة خلقٍ وإيجادٍ، فجميع المخلوقات كلهم مخلوقون لله، خلق الله، وأرض الله، وسماء الله.

والقسم الثاني: إضافة تشريفٍ، مع الخلق إضافة تشريفٍ وتكريمٍ: كناقة الله، وبيت الله، ورسول الله.