الشيخ: يعني الشيخ محمد - رحمه الله - هذه طريقته؛ يُوالي أصحاب النبي ﷺ وأهل السنة والجماعة، ويسير على نهجهم، ويتبرأ من طريقة الجبرية القدرية المجبرة، والقدرية النُّفاة، والمرجئة، والخوارج، والشيعة، كل هؤلاء من أهل البدع يتبرأ من طرائقهم، ويتولى أهل السنة والجماعة عليه - رحمة الله.
الشيخ: يعني الصحابة ومَن سار على نهجهم.
وما جرى على أيديهم من فتح القلوب بالعلم النافع، وفتح البلاد، ومحو آثار الشرك وعبادة الأوثان والنيران والأصنام والكواكب، ونحو ذلك مما عبده جُهَّال الأنام.
ويرى البراءة مما عليه الرافضة، وأنَّهم سُفهاء، لئام.
الشيخ: كذلك يتبرأ من الرافضة؛ لأنهم غلوا في أهل البيت، وضلوا عن السبيل، كما يتبرأ من طريقة النواصب الذين يُؤذون أهل البيت بقولٍ أو عملٍ، فأهل السنة والجماعة بين هؤلاء وهؤلاء، لا يرون رأي النواصب، ولا يرون رأي الرافضة، ولكن يُوالون أصحاب النبي ﷺ، ويُوالون أهل البيت ولا يغلون فيهم، ويُوالون أصحاب الرسول ﷺ ولا يغلون فيهم، هكذا أهل السنة والجماعة؛ يُحبون أصحاب الرسول ﷺ ويتولون أهل البيت لكن من دون غلوٍّ.
الشيخ: وهذا هو قول أهل السنة، قول الشيخ محمد هنا هو قول أهل السنة؛ القرآن كلام الله منزل، غير مخلوقٍ، منه بدأ وإليه يعود - جلَّ وعلا -، هو كلام الله، نعم.
الشيخ: ومَن قال بأنَّ القرآن مخلوق - كالجهمية والمعتزلة - فقوله من أبطل الباطل، وأضلّ الضَّلال؛ ولهذا كفَّرهم السلف.
الشيخ: وهذا كلام باطل؛ كلام الكلابية، وأنه معنى قائم بذاته، هذا غلط كلامه، ما يسمع هذا الكلام؟! الكلام هو الذي نزل به الروح الأمين، وهو القرآن، يسمعه الناس، قرأه النبي ﷺ، وقرأه جبرائيل، هذا هو القرآن، أما المعنى الذي في القلب ليس هو هذا المعنى النفسي الذي قاله الكلابية، هذا قول باطل، فالكلام الذي نزل به الروح الأمين وهو كلام الله هو هذا، هذا القرآن الذي نتلوه.
الشيخ: وهذه قاعدة: كل مَن أحدث شيئًا يُخالف ما درج عليه رسولُ الله ﷺ فهو مُبتدع يجب أن يُخالف، سواء سُمي: صوفيًّا أو غير صوفي، في أي عملٍ أحدثه الناس يُخالف ما شرعه الله فهو بدعة يجب اطِّراحه.
س: قوله: إن كلام الكلابية هو قول الجهمية؟
ج: لأنَّ معناه هو قول مخلوق فقط خالفهم، قال: إنه حكاية عن كلام الله، خلاف لفظي، وإلا في الحقيقة هو مثل الجهمية، يقولون: الكلام مخلوق، ليس هو كلام الله، وإنما كلام الله المعنى القائم بالله، هذا معنى الكلابية، فاختلف معهم في اللفظ.
ولا يرى ما ابتدعته الصُّوفية من البدع والطرائق المُخالفة لهدي رسول الله ﷺ وسنته، في العبادات، والخلوات، والأذكار المُخالفة للشرع.
ولا يرى ترك السنن والأخبار النبوية لرأي فقيهٍ، ومذهب عالمٍ، خالف ذلك باجتهاده، بل السنة أجلّ في صدره وأعظم عنده من أن تُترك لقول أحدٍ، كائنًا مَن كان.
الشيخ: وهذا هو الواجب أن تُقدم السنة والكتاب على رأي الناس: فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ [النساء:59]، وهذا قول أهل السنة والجماعة، وعلى هذا درج الشيخُ محمد - رحمه الله - في تقديم الكتاب والسنة على آراء الناس، متى اتَّضح النص وجب تقديمه.
الشيخ: الاجتهاد واجب عند خفاء النصوص، والعاجز عن الاجتهاد يُقلد العلماء ...... العامَّة، وأما أهل العلم فعليهم الاجتهاد والتَّحري وطلب النَّص، فإذا عجزوا اجتهدوا.
ولا يرى إيجاب ما قاله المُجتهد إلا بدليلٍ تقوم به الحُجَّة من الكتاب والسنة، خلافًا لغُلاة المُقلدين.
ويُوالي الأئمة الأربعة، ويرى فضلَهم وإمامتَهم، وأنهم في الفضل والفضائل في غاية رتبة يقصر عنها المُتطاول، وميله إلى أقوال الإمام أحمد أكثر.
الشيخ: هذا الواجب؛ معرفة قدر الأئمة الأربعة وغيرهم، أهل السنة يعرفون قدر العلماء الأئمة الأربعة وغيرهم، ويعرفون لهم فضلهم، لكن لا يجوز تقليدهم فيما يُخالف النصَّ.
ويُوالي كافَّة أهل الإسلام وعلمائهم من أهل الحديث والفقه والتفسير، وأهل الزهد والعبادة، ويرى المنع من الانفراد عن أئمة الدين من السلف الماضين برأي مُبتدع، أو قول مُخترع، فلا يُحدث في الدين ما ليس له أصل يتبع، وما ليس من أقوال أهل العلم والأثر.
ويؤمن بما نطق به الكتاب، وصحَّت به الأخبار، وجاء الوعيد عليه من تحريم دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم، ولا يبيح من ذلك إلا ما أباحه الشرع، وأهدره الرسول ﷺ.
ومَن نسب إليه خلاف ذلك فقد كذب وافترى، وقال ما ليس له به علم، وسيجزيه الله ما وعد به أمثاله من المُفترين.