13 من قوله: (باب ذكر إثبات الرِجل لله)

26- بَابُ ذِكْرِ إِثْبَاتِ الرِّجْلِ لِلَّهِ وَإِنْ رَغَمَتْ أُنُوفُ الْمُعَطِّلَةِ الْجَهْمِيَّةِ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِصِفَاتِ خَالِقِنَا الَّتِي أَثْبَتَهَا لِنَفْسِهِ فِي مُحْكَمِ تَنْزِيلِهِ، وَعَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ الْمُصْطَفَى ﷺ.

قَالَ اللَّهُ يَذْكُرُ مَا يَدْعُو بَعْضُ الْكُفَّارِ مِنْ دُونِ اللَّهِ: أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ [الأعراف:195]، فَأَعْلَمَنَا رَبُّنَا جَلَّ وَعَلَا أَنَّ مَنْ لَا رِجْلَ لَهُ، وَلَا يَدَ، وَلَا عَيْنَ، وَلَا سَمْعَ؛ فَهُوَ كَالْأَنْعَامِ، بَلْ هُوَ أَضَلُّ، فَالْمُعَطِّلَةُ الْجَهْمِيَّةُ الَّذِينَ هُمْ شَرٌّ مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسِ كَالْأَنْعَامِ، بَلْ أَضَلُّ؛ فَالْمُعَطِّلَةُ الْجَهْمِيَّةُ عِنْدَهُمْ كَالْأَنْعَامِ، بَلْ هُمْ أَضَلُّ.

فَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حدَّثنا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ. وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ، قَالَ: حدثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ الْأَخْنَسِ، عَنْ عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ أَنْشَدَ قَوْلَ أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ الثَّقَفِيَّ:

رَجُلٌ وَثَوْرٌ تَحْتَ رِجْلِ يَمِينِهِ وَالنَّسْرُ لِلْأُخْرَى وَلَيْثٌ مُرصَدُ
وَالشَّمْسُ تُصْبِحُ كُلَّ آخِرِ لَيْلَةٍ حَمْرَاءَ يُصْبِحُ لَوْنُهَا يَتَوَرَّدُ
تَأْبَى فَمَا تَطْلُع لَنَا فِي رِسْلِهَا إِلَّا مُعَذَّبَةً وَإِلَّا تُجْلَدُ

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: صَدَقَ.

س: استدلاله بالآية: ألهم أرجل أم لهم أيدٍ، على أن نُثبتها لله؟

ج: واضح؛ لأنها أصنام، جمادات، أو شجر، أو حجر، أو كواكب لا تعقل ولا تفهم.

س: لكن كونه يستدلّ بها على أنَّ لله رِجْلًا؟

ج: لها أدلة أخرى، لكنه قصد أن نُضيفها إلى أدلةٍ أخرى أنه عاب آلهتهم بهذا؛ أنه عاب آلهتهم بأن لا رجلَ لها، ولا يد، ولا سمع، ولا بصر.

س: لكن الشاهد من استدلاله بشعر أمية؟

ج: "رَجُلٌ وَثَوْرٌ عند رِجْلِ يَمِينِهِ" هذا هو: عند رجل.

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى –يَعْنِي: ابْنَ الطَّبَّاعِ- قَالَ: حدَّثنا عَبْدَةُ –يَعْنِي: ابْنَ سُلَيْمَانَ- قَالَ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ مِثْلَهُ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: صَدَقَ أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ فِي بَيْتَيْنِ مِنْ شِعْرِهِ، قَالَ: رَجُلٌ وَثَوْرٌ، بِمِثْلِهِ لَفْظًا وَاحِدًا.

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ، قَالَ: حدثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ الْأَخْنَسِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: أَنْشَدَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بَيْتَيْنِ مِنْ قَوْلِ أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ الثَّقَفِيِّ:

رَجُلٌ وَثَوْرٌ تَحْتَ رِجْلِ يَمِينِهِ وَالنَّسْرُ لِلْأُخْرَى وَلَيْثٌ مُرْصَدُ

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: صَدَقَ، وَأَنْشَدَ قَوْلَهُ:

لَا الشَّمْسُ تَأْبَى فَمَا تَخْرُجُ إِلَّا مُعَذَّبَةً وَإِلَّا تُجْلَدُ

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: صَدَقَ.

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: "وَإِلَّا تُجْلَدُ" مَعْنَاهُ: اطْلعِي، كَمَا قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما.

الشيخ: علَّق عليه المحشي شيئًا؟

الطالب: قال: في (ك) معناه: عَلِّمِي، وهو تحريف، والصحيح ما أثبته.

الشيخ: الحاشية؟

الطالب: هذه الحاشية، يقول: في نسخةٍ معناه: عَلِّمِي، وهو تحريف.

الشيخ: هذا تفسير، ما في تخريج؟

الطالب: تخريج الحديث: أخرجه أحمد في "مسنده" عن محمد بن إسحاق، والدارمي في "سننه" عن عبيدة بن السلماني به، والبيهقي في "الأسماء" عن يونس بن بكير به، وابن أبي عاصم في "السنة"، والآجري في "الشريعة".

الشيخ: جيد، نعم، ماشي، وابن إسحاق صرَّح بالسماع.

مداخلة: فيه زيادة، هذه الزيادة التي ذكرها المؤلفُ غير موجودةٍ في الإسناد، وهي زيادة لا تطمئن إليها النفسُ؛ في حديث ابن عباس رضي الله عنهما لا يتصور منه أن يحلف بغير الله فيقول: لعكرمة وأبيه، وهو يعلم أنَّ هذا شرك. انتهى.

الشيخ: هذه الزيادة غلط.

س: تفسير قوله: وإلا تُجْلَد معناه: اطلعي؟

ج: إلَّا مُعذَّبة، وإلا تُجلد حتى تخرج يعني.

س: يقول: معناه اطلعي؟

ج: يعني: اظهري للناس، ابرزي للناس.

س: والصحيح أنها تُعذب الشمس وتُجلد؟

ج: على ظاهر الحديث نعم.

حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ قَالَ: حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ -يَعْنِي ابْنَ عُلَيَّةَ- قَالَ: حدَّثنا عُمَارَةُ ابْنُ أَبِي حَفْصَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما. فَذَكَرَ الْقِصَّةَ، قَالَ عِكْرِمَةُ: فَقُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: وَتُجْلَدُ الشَّمْسُ؟ فَقَالَ: عَضَضْتَ بِهَن أَبِيكَ، إِنَّمَا اضْطَرَّهُ الرَّوِيُّ إِلَى أَنْ قَالَ: تُجْلَدُ.

الشيخ: اضطره الرَّوي، يعني: اضطر الشاعر، ما هو بظاهر، أعد السند.

الطالب: حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ قَالَ: حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ -يَعْنِي ابْنَ عُلَيَّةَ- قَالَ: حدَّثنا عُمَارَةُ ابْنُ أَبِي حَفْصَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما. فَذَكَرَ الْقِصَّةَ.

الشيخ: تكلَّم على السند؟

الطالب: نعم.

الشيخ: انظر زياد في "التقريب".

الطالب: زياد بن أيوب: هو ابن زياد، البغدادي، أبو هاشم، الطوسي الأصل، يُلقب: دَلُّويَه -بفتح الدال وضمِّ اللام المُشددة وفتح الياء- ثقة، مضى.

إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم، الأسدي مولاهم، أبو بشر، البصري المعروف: بابن علية، ثقة.

عمارة ابن أبي حفصة: هو ابن ثابت، أوله نون، ويقال: مثلثة، وهو تصحيف، ثقة، روى له البخاري ومسلم.

الشيخ: ماشي.

مداخلة: زياد بن أيوب بن زياد البغدادي، أبو هاشم، طوسي الأصل، يُلقب: دلويه، وكان يغضب منها، ولقَّبه أحمد: شعبة الصغير، ثقة حافظ، من العاشرة، مات سنة اثنتين وخمسين.

الشيخ: ماشي، نعم.

س: قوله: اضطرَّه الرَّوي؟

ج: ما هو بظاهر.

س: الشاهد من هذا .........؟

ج: لقول النبي ﷺ: صدق أمية.

حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرِ بْنِ سَابِقٍ الْخَوْلَانِيُّ، قَالَ: حدَّثنا أَسَدُ السُّنَّةِ -يَعْنِي ابْنَ مُوسَى- قَالَ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: حَمَلَةُ الْعَرْشِ أَحَدُهُمْ عَلَى صُورَةِ إِنْسَانٍ، والثَّانِي عَلَى صُورَةِ ثَوْرٍ، وَالثَّالِثُ عَلَى صُورَةِ نَسْرٍ، وَالرَّابِعُ عَلَى صُورَةِ أَسَدٍ.

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: سَنَذْكُرُ قَوْلَهُ: وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ [الحاقة:17] فِي مَوْضِعِهِ مِنْ هَذَا الْكِتَابِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ذَلِكَ وَقَدَّرَهُ.

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ بِشْرِ بْنِ مَنْصُورٍ السَّلِيمِيُّ، قَالَ: حدَّثنا عَبْدُ الْأَعْلَى -يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الْأَعْلَى السَّامِيَّ- قَالَ: حدَّثنا هِشَامٌ -وَهُوَ ابْنُ حَسَّان- عَنْ مُحَمَّدٍ -وَهُوَ ابْنُ سِيرِينَ- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أنَّه قَالَ: اخْتَصَمَتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ إِلَى رَبِّهِمَا، فَقَالَتِ الْجَنَّةُ: أَيْ رَبِّ، مَا لَهَا إِنَّمَا يَدْخُلُهَا ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسَقَطُهُمْ! وَقَالَتِ النَّارُ: أَيْ رَبِّ، إِنَّمَا يَدْخُلُهَا الْجَبَّارُونَ وَالْمُتَكَبِّرُونَ! فَقَالَ: أَنْتِ رَحْمَتِي أُصِيبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ، وَأَنْتِ عَذَابِي أُصِيبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا مِلْؤُهَا، فَأَمَّا الْجَنَّةُ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِنْ خَلْقِهِ أَحَدًا، وَإِنَّهُ يُنْشِئُ لَهَا نَشْئًا، وَأَمَّا النَّارُ فَيُلْقَوْنَ فِيهَا، وَتَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ؟ وَيُلْقَوْنَ فِيهَا، وَتَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ؟ حَتَّى يَضَعَ الْجَبَّارُ فِيهَا قَدَمَهُ، هُنَاكَ تَمْتَلِئُ، وَيَدْنُو بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ، وَتَقُولُ: قَطْ، قَطْ.

حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ يَعْقُوبَ الرُّخَامِيُّ، قَالَ: حدَّثنا الْحَسَنُ بْنُ بِلَالٍ، قَالَ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حدَّثنا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: افْتَخَرَتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ.

حَدَّثَنَا جَمِيلُ بْنُ الْحَسَنِ الْجَهْضَمِيُّ، قَالَ: حدَّثنا مُحَمَّدٌ -يَعْنِي ابْنَ مَرْوَانَ الْعُقَيْلِيَّ- قَالَ: حدَّثنا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أبي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ. بِمِثْلِ حَدِيثِ عَبْدِ الْأَعْلَى، فَقَالَ: وَإِنَّهُ يُنْشِئُ لَهَا مَنْ يَشَاءُ كَذَا قَالَ، وَتَقُولُ: قِطٍ، قِطٍ بِخَفْضِ الْقَافِ.

الشيخ: عليه شيء؟ المعروف: قَطٍ، قَطٍ يعني: حسبي، حسبي.

الطالب: سيأتي أحسن الله إليك الكلامُ هنا.

الشيخ: نعم.

الطالب: يقول: بخفض القاف وفتحه، وسيأتي كلام المؤلف عليه.

الشيخ: نعم.

س: حملة العرش أحدهم على صورة إنسانٍ والثاني ..؟

ج: على ما في السند:

رجل وثور عند رجل يمينه وَالنَّسْرُ لِلْأُخْرَى وَلَيْثٌ مُرْصَدُ

س: وهل الحديث صحيح؟

ج: من حديث أمية، نعم.

س: يعني: بإقرار الرسول؟

ج: نعم، قال: صدق أمية.

الطالب: هذا من رواية هشام بن عروة.

الشيخ: نعم؟

الطالب: هشام بن عروة تابع التابعي.

الشيخ: وأيش فيه؟

الطالب: حديث: أحدهما على صورة إنسانٍ، والآخر على صورة ثور. هشام بن عروة قال: حملة العرش.

الشيخ: هذا معناه:

رجل وثور عند رجل يمينه وَالنَّسْرُ لِلْأُخْرَى وَلَيْثٌ مُرْصَدُ

هذا في الشعر نفسه.

مداخلة: في الحاشية يقول: لم يرد في هذا حديثٌ صحيحٌ، ولعلَّ هشامًا أخذه من كعب الأحبار أو غيره من مسلمة أهل الكتاب، والحديث إسناده مرسل: حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرِ بْنِ سَابِقٍ الْخَوْلَانِيُّ، قَالَ: حدَّثنا أَسَدُ السُّنَّةِ -يَعْنِي ابْنَ مُوسَى- قَالَ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قال: حملة العرش أحدهم على صورة إنسانٍ، والثاني على صورة ثور، والثالث على صورة نسر، والرابع على صورة أسدٍ.

الشيخ: ظاهر الشعر يدل على هذا.

س: له شاهد؟

ج: "رجل وثور" رجل يعني: على صورة رجل، وثور: على صورة ثور، والليث في الأخرى على صورة الأسد: "والنسر للأخرى وليث مرصد".

س: يعني الحديث يشهد له حديث أمية هذا؟

ج: نعم، نفس الحديث، صريح.

س: حديث هشام بن عروة قرأته أحسن الله إليك؟

ج: دع التفسير، أصل الحديث: صدق أمية.

س: الحديث صحيح؟

ج: نعم، نعم.

حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ يَعْقُوبَ الرُّخَامِيُّ، قَالَ: حدَّثنا الْحَسَنُ بْنُ بِلَالٍ، قَالَ: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حدَّثنا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أنَّه قَالَ: افْتَخَرَتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ.

حَدَّثَنَا جَمِيلُ بْنُ الْحَسَنِ الْجَهْضَمِيُّ، قَالَ: حدَّثنا مُحَمَّدٌ -يَعْنِي ابْنَ مَرْوَانَ الْعُقَيْلِيَّ- قَالَ: حدَّثنا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أبي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ. بِمِثْلِ حَدِيثِ عَبْدِ الْأَعْلَى، فَقَالَ: وَإِنَّهُ يُنْشِئُ لَهَا مَنْ يَشَاءُ كَذَا قَالَ وَتَقُولُ: قِطٍ، قِطٍ بِخَفْضِ الْقَافِ.

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ بْنِ جَهْمٍ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: اخْتَصَمَتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ، فَقَالَتِ النَّارُ: أُوثِرْتُ بِالْمُتَكَبِّرِينَ وَالْمُتَجَبِّرِينَ، قَالَ: وَقَالَتِ الْجَنَّةُ: مَا لِي لَا يُدْخِلُنِي إِلَّا سِفْلَةُ النَّاسِ وَسقَاطُهُمْ؟! أَوْ كَمَا قَالَ فَقَالَ اللَّهُ لَهَا -أَيْ لِلْجَنَّة- أَنْتِ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ شِئْتُ مِنْ خَلْقِي، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا مِلْؤُهَا، فَأَمَّا جَهَنَّمُ فَإِنَّهَا لَا تَمْتَلِئُ حَتَّى يَضَعَ اللَّهُ قَدَمَهُ فِيهَا، فَهُنَالِكَ تَمْتَلِئُ، وَيَنْزَوِي بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ وَتَقُولُ: قَدْ، قَدْ، قَدْ، وَأَمَّا الْجَنَّةُ فَإِنَّ اللَّهَ يُنْشِئُ لَهَا خَلْقًا.

حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قال: حدَّثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَ: حدَّثنا عَوْنٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : اخْتَصَمَتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ. بِهَذَا، وَلَمْ يَرْفَعْهُ، الْمَعْنَى وَاحِدٌ، وَلَفْظُهُمَا مُخْتَلِفٌ.

الشيخ: وأصل الحديث في "الصحيحين".

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حدَّثنا حَمَّادٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عُبَيْدِاللَّهِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ : أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: افْتَخَرَتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى: وَسَاقَ الْحَدِيثَ نَحْوَ حَدِيثِهِمْ.

قَالَ مُحَمَّدٌ: حدَّثنا عُقْبَةُ، قَالَ: حدَّثنا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ بِمِثْلِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: قَطْ، قَطْ، قَطْ.

حَدَّثَنَا عَبْدُالرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرِ بْنِ الْحَكَمِ، قَالَ: حدَّثنا عَبْدُالرَّزَّاقِ، قَالَ: حدَّثنا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: هَذَا مَا حدَّثنا أَبُو هُرَيْرَةَ ، عَنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ. فَذَكَرَ أَحَادِيثَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: تَحَاجَّتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ، فَقَالَتِ النَّارُ: أُوثِرْتُ بِالْمُسْتَكْبِرِينَ وَالْمُتَجَبِّرِينَ! وَقَالَتِ الْجَنَّةُ: فَمَا لِي لَا يَدْخُلُنِي إِلَّا ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسَقَطُهُمْ وَعَجَزُهُمْ؟! قَالَ اللَّهُ لِلْجَنَّةِ: إِنَّمَا أَنْتِ رَحْمَتِي، أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي، وَقَالَ لِلنَّارِ: إِنَّمَا أَنْتِ عَذَابِي، أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا مِلْؤُهَا، وَأَمَّا النَّارُ فَلَا تَمْتَلِئُ حَتَّى يَضَعَ اللَّهُ رِجْلَهُ فِيهَا، فَتَقُولُ: قَطْ، قَطْ، قَطْ، فَهُنَالِكَ تَمْتَلِئُ، وَيُزْوَى بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ، وَلَا يَظْلِمُ اللَّهُ مِنْ خَلْقِهِ أَحَدًا، وَأَمَّا الْجَنَّةُ فَإِنَّ اللَّهَ يُنْشِئُ لَهَا خَلْقًا.

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَلَمْ أَجِدْ فِي التَّصْنِيفِ هَذِهِ اللَّفْظَةَ مُقَيَّدَةً لَا بِنَصْبِ الْقَافِ، وَلَا بِخَفْضِهَا.

الطالب: في التَّعليق يقول: سيذكر بعد نهاية سياقه للحديث أنَّ هذه اللَّفظة "قط" قد جاءت بنصب القاف وخفضها، فلعله اطلع عليها فيما بعد، أو وجدها في كتابٍ.

مداخلة: في "هدي الساري" يقول الحافظ: قوله "قط" هو بالتشديد إذا كانت ظرفًا، وقد تُخفف، والقاف مفتوحة على الأشهر، وحُكي ضمّها، وقيل: إذا كانت بمعنى حسب فالطاء ساكنة جزمًا، وفي وصف جهنم فتقول: "قط، قط، قط" بسكون الطاء وبكسرها، وفي روايةٍ: "قطني، قطني" بزيادة نون، وكله بمعنى: حسبي، وبمعنى التقليل.

الشيخ: نعم.

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حدَّثنا الْحَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، قَالَ: حدَّثنا حَمَّادٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عُبَيْدِاللَّهِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أنَّه قَالَ: افْتَخَرَتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ، فَقَالَتِ النَّارُ: أَيْ رَبِّ، يَدْخُلُنِي الْجَبَابِرَةُ وَالْمُلُوكُ وَالْأَشْرَافُ، وَقَالَتِ الْجَنَّةُ: أَيْ رَبِّ، يَدْخُلُنِي الْفُقَرَاءُ وَالضُّعَفَاءُ وَالْمَسَاكِينُ، فَقَالَ اللَّهُ لِلنَّارِ: أَنْتِ عَذَابِي أُصِيبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ، وَقَالَ لِلْجَنَّةِ: أَنْتَ رَحْمَتِي وَسِعْتِ كُلَّ شَيْءٍ، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا مِلْؤُهَا، فَأَمَّا النَّارُ فَيُلْقَى فِيهَا أَهْلُهَا، فَتَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ؟ حَتَّى يَأْتِيَهَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَيَضَعُ قَدَمَهُ عَلَيْهَا فَتَنْزَوِي وَتَقُولُ: قَدْنِي، قَدْنِي، وَأَمَّا الْجَنَّةُ فَيَبْقَى مِنْهَا مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَبْقَى، فَيُنْشِئُ اللَّهُ لَهَا خَلْقًا مما يَشَاءُ.

س: قوله: وَإِنَّهُ يُنْشِئُ لَهَا مَنْ يَشَاءُ، وَتَقُولُ: قِطٍ، قِطٍ المعنى مُستقيم؟

ج: ....... فينزوي بعضها إلى بعضٍ وتقول: قط، قط، حسبي، امتلأت. هذه النار، أما الجنة فيُنشئ الله لها مَن يبقى بلا فضلٍ، وهذا من رحمته؛ يُنشئ الله لها أقوامًا فيُدخلهم الجنةَ فضلًا منه.

س: وفي الرِّواية هذه .......؟

ج: نعم.

س: يُنشئ الله لها خلقًا لم يعبدوه من قبل؟

ج: نعم، لم يعملوا خيرًا قط؛ فضلًا منه.

س: رجل يُريد الحجَّ، وينزل منه بعد البول قطرات إلى نصف ساعةٍ، فكيف يفعل في إحرامه؟ هل يجوز له أن يلبس سراويل قصيرة يضع تحتها ما يحفظ إحرامه؟

ج: لا يعجل حتى ينزل الذي هو اعتاده، حتى ينزل ثم يستنجي، والحمد لله.

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عُبَيْدِاللَّهِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أنَّه قَالَ: اخْتَصَمَتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ. قَالَ إِسْحَاقُ: فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى: وَلَم أَسْتَزِدْهُ عَلَى هَذَا. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى: الْحَدِيثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مُسْتَفِيضٌ، فَأَمَّا عَنْ أَبِي سَعِيدٍ فَلَا.

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حدَّثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُالْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، وَقَالَ: حَدَّثَنِي الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِالرَّحْمَنِ مَوْلَى الْحُرَقَةِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: يَجْمَعُ اللَّهُ النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ يَطَّلِعُ عَلَيْهِمْ رَبُّ الْعَالَمِينَ فَيَقُولُ: أَلَا لِيَتْبَعْ كُلُّ أُنَاسٍ مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ. فَيُمَثَّلُ لِصَاحِبِ الصَّلِيبِ صَلِيبُهُ، وَلِصَاحِبِ التَّصْوِيرِ تَصْوِيرُهُ، وَلِصَاحِبِ النَّارِ نَارُهُ، فَيَتْبَعُونَ مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ، وَيَبْقَى الْمُسْلِمُونَ، فَيَطَّلِعُ عَلَيْهِمْ رَبُّ الْعَالَمِينَ فَيَقُولُ: أَلَا تَتَّبِعُونَ النَّاسَ؟ فَيَقُولُونَ: نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ، اللَّهُ رَبُّنَا، وَهَذَا مَكَانُنَا حَتَّى نَرَى رَبَّنَا، وَهُوَ يَأْمُرهُمْ وَيُثَبِّتُهُمْ، ثُمَّ يَتَوَارَى، ثُمَّ يَطَّلِعُ فَيَقُولُ: أَلَا تَتَّبِعُونَ النَّاسَ؟ فَيَقُولُونَ: نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ، اللَّهُ رَبُّنَا، وَهَذَا مَكَانُنَا حَتَّى نَرَى رَبَّنَا، وَهُوَ يَأْمُرُهُمْ وَيُثَبِّتُهُمْ.ثُمَّ قَالُوا: وَهَلْ نَرَاهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: وَهَلْ تَتَمَارَوْنَ فِي رُؤْيَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ؟ قَالُوا: لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ:

فَإِنَّكُمْ لَا تَتَمَارَوْنَ فِي رُؤْيَتِهِ تِلْكَ السَّاعَةَ، ثُمَّ يَتَوَارَى، ثُمَّ يَطَّلِعُ عَلَيْهِمْ، فَيُعَرِّفُهُمْ بِنَفْسِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ، فَاتَّبِعُونِ، فَيَقُومُ الْمُسْلِمُونَ، وَيضَعُ الصِّرَاط، فَيَمُرُّ عَلَيْهِ مِثْلُ جِيَادِ الْخَيْلِ وَالرِّكَابِ، وَقَوْلُهُمْ عَلَيْهِ: سَلِّمْ، سَلِّمْ، وَيَبْقَى أَهْلُ النَّارِ، فَيُطْرَحُ مِنْهُمْ فِيهَا فَوْجٌ، ثُمَّ يُقَالُ: هَلِ امْتَلَأْتِ؟ فَتَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ؟ ثُمَّ يُطْرَحُ فِيهَا فَوْجٌ آخَرُ، فَيُقَالُ: هَلِ امْتَلَأْتِ؟ فَتَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ؟ ثُمَّ يُطْرَحُ فِيهَا فَوْجٌ آخَرُ، فَيُقَالُ: هَلِ امْتَلَأْتِ؟ فَتَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ؟ حَتَّى إِذَا أُوعِبُوا فِيهَا وَضَعَ الرَّحْمَنُ قَدَمَهُ فِيهَا، فَانْزَوَى بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ، ثُمَّ قَالَ: قَطْ، قَالَتْ: قَطْ، قَطْ.

فَإِذَا صُيِّرَ أَهْلُ الْجَنَّةِ فِي الْجَنَّةِ، وَأَهْلُ النَّارِ فِي النَّارِ، أُتِيَ بِالْمَوْتِ مُلَبَّبًا، فَيُوقَفُ عَلَى السُّورِ الَّذِي بَيْنَ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَهْلِ النَّارِ، ثُمَّ يُقَالُ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، فَيَطَّلِعُونَ خَائِفِينَ، ثُمَّ يُقَالُ: يَا أَهْلَ النَّارِ، فَيَطَّلِعُونَ مُسْتَبْشِرِينَ فَرِحِينَ لِلشَّفَاعَةِ وَالِهِينَ، فَيُقَالُ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ وَلِأَهْلِ النَّارِ: هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟ فَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ: قَدْ عَرَفْنَاهُ، هَذَا الْمَوْتُ الَّذِي وُكِّلَ بِنَا، فَيُضْجَعُ، فَيُذْبَحُ ذَبْحًا عَلَى السُّورِ، ثُمَّ يُقَالُ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، خُلُودٌ فَلَا مَوْتَ، وَيَا أَهْلَ النَّارِ، خُلُودٌ فَلَا مَوْتَ

.

حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قال: حدَّثنا عَبْدُ الصَّمَدِ، قال: حدَّثنا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ: حدَّثنا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: لَا تَزَالُ جَهَنَّمُ تَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ؟ فَيَنْزِلُ رَبُّ الْعَالَمِينَ، فَيَضَعُ قَدَمَهُ فِيهَا، فَيَنْزَوِي بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ، فَتَقُولُ: بِعِزَّتِكَ قَطْ قَطْ، وَمَا يَزَالُ فِي الْجَنَّةِ فَضْلٌ حَتَّى يُنْشِئَ اللَّهُ لَهَا خَلْقًا آخَرَ، فَيُسْكِنَهُ الْجَنَّةَ فِي فَضْلِ الْجَنَّةِ.

س: كيف نجمع بين أنَّ الجنة في السماء والنار في الأرض وبينهما سور؟

ج: لا منافاة، أقول: لا منافاة.

حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى، قَالَ: حدَّثني عُقْبَةُ، قَالَ: حدَّثنا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: حدَّثنا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: حدَّثنا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: مَا تَزَالُ جَهَنَّمُ تَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ؟ قَالَ أَبُو مُوسَى: فَذَكَرَ نَحْوَهُ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: أَوْ كَمَا قَالَ.