22 من حديث ( أن رجلا من الأنصار قال: يا رسول الله ألا تستعملني كما استعملت فلانا وفلانا..)

 
28/52- وَعن أبي يحْيَى أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ أَنَّ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ قَالَ: يَا رسولَ اللَّهِ أَلا تَسْتَعْمِلُني كَمَا اسْتْعْملتَ فُلاناً وفلاناً فَقَالَ: إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدي أَثَرَةً فاصْبِرُوا حَتَّى تلقَوْنِي علَى الْحوْضِ متفقٌ عَلَيهِ.
29/53- وَعنْ أبي إِبْراهيمَ عَبْدِاللَّه بْنِ أبي أَوْفي رضي اللَّهُ عنهمَا أَنَّ رسولَ اللَّه ﷺ في بعْضِ أَيَّامِهِ التي لَقِيَ فِيهَا الْعَدُوَّ، انْتَظرَ حَتَّى إِذَا مَالَتِ الشَّمْسُ قَامَ فِيهمْ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ لا تَتَمنَّوا لِقَاءَ الْعدُوِّ، وَاسْأَلُوا اللَّه العَافِيَةَ، فَإِذَا لقيتُموهم فاصْبرُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ الْجَنَّة تَحْتَ ظِلاَلِ السُّيُوفِ ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ وَمُجْرِيَ السَّحَابِ، وَهَازِمَ الأَحْزابِ، اهْزِمْهُمْ وَانْصُرْنا عَلَيْهِمْ. متفقٌ عليه وباللَّه التَّوْفيقُ..

الشيخ:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث فيها الحث على الصبر أيضاً، والصبر من أهم المهمات، وقد ندب الله إليه عباده  في مواضع كثيرة من كتابه العظيم؛ لأن بذلك تدفع الشرور الكثيرة ويقرأ على أسباب الشر ويؤدي المؤمن الحق الذي عليه  وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ [الأنفال:46] وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ [النحل:127] كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ [البقرة:249].
الحديث الأول
ويقول النبي ﷺ للصحابة كما في حديث أسيد بن حضير يقول لهم عليه الصلاة والسلام لما قال بعضهم: ألا تستعملني كما استعملت فلانًا وفلانًا؟ قال: إنكم ستلقون بعيد أثرة، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض. لا بدّ من الصبر قد يؤثر على الإنسان غيره ممن هو أولى منه، قد يبتلى بمرض، قد يبتلى بتلف مال، قد يبتلى بتلف قريب، إلى غير هذا، فهنا لا بدّ من الصبر والاحتساب، ويقول عليه الصلاة والسلام: عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، إن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له، وإن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وليس ذلك إلا للمؤمن فالمؤمن شأنه الصبر على ما أصابه سواء في ماله أو في نفسه أو في غير ذلك. لا بدّ من الصبر.
الحديث الثاني
كذلك حديث عبدالله بن أبي أوفى أن النبي ﷺ في بعض أيامه التي لقي فيها العدو فلما مالت الشمس قال: أيها الناس، لا تتمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا، واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف، ثم قال: اللهم منزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب، اهزمهم وانصرنا عليهم فالإنسان لا يتمنى لقاء العدو من أجل أنه شجاع وأنه كذا، لكن إذا صار له قصد للقتال في سبيل الله فلا بأس، لكن المقصود لا تتمنوا لقاء العدو، يعني أنكم قادرون وأنكم وأنكم لا الإنسان قد يهزم وقد يوكل إلى نفسه أما إذا تمنى لقاء العدو رغبة في الجهاد في سبيل الله ورغبة في الشهادة هذا جاءت النصوص بالترغيب في ذلك.
والواجب على المؤمن عند اللقاء الصبر وعدم الانهزام واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف يعني أن القتلى في سبيل الله لهم الجنة وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ [آل عمران:169]، فلا بدّ من الصبر عند لقاء العدو، ولا بدّ من الصبر في كل الأمور التي أمر الله بها من صلاة وصوم وصدقة وغير ذلك، ولا بدّ من الصبر في الانكفاف والحذر مما حرم الله، يقول عمر : وجدنا خير عيشنا بالصبر، ويروى عن علي أنه قال: الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، ثم رفع صوته فقال: ألا لا إيمان لمن لا صبر له! فهذه الدنيا دار الابتلاء فلا بدّ من الصبر كما قال جل وعلا: لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ [آل عمران:186]، ويقول الله جل وعلا: وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا [آل عمران:120]، ويقول لقمان لابنه: يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ [لقمان:17]. وفق الله الجميع.

الأسئلة:

س: ما المقصود بالعدو، هل يطلق على المسلم أم الكافر؟
ج: المقصود جهاد الكفار يعني العدو عند الإطلاق يعني الكافر.
س: ما يكون شخص عادى شخصا؟
ج: لا العدو الكفار عند الإطلاق، هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ  [المنافقون: 4]
س: قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [آل عمران:200] المصابرة هذه وأيش هي على الحق؟
ج: مصابرة العدو المصابرة مصابرة الغير متعدية.
س: والرباط؟
ج: الرباط لزوم الثغور للدفاع عن المسلمين، والتقوى عامة يدخل فيها الصبر وغيره.
س: ما يطلق عليه من يعاديك في الدين؟
ج: العدو عن الإطلاق العدو الكافر أما العداوة التي بين الناس هذه عداوة خاصة قد تكون لشحناء قد لأسباب أخرى
س:مواريث أو غيره؟
ج: هذه عداوة خاصة أمرها أسهل.