25 باب المراقبة

 
5- بَابُ المراقبة
قَالَ الله تَعَالَى: الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ ۝ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ [الشعراء:218-219] وَقالَ تَعَالَى: وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ [الحديد:4] وَقالَ تَعَالَى: إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ [آل عمران:5] وَقالَ تَعَالَى: إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ [الفجر:14] وَقالَ تَعَالَى: يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ [غافر:19] وَالآيات في البابِ كثيرة معلومة.
1/60-وأَمَّا الأحاديثُ، فالأَوَّلُ: عَنْ عُمرَ بنِ الخطابِ، ، قَالَ: بَيْنما نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْد رسولِ اللَّه ﷺ، ذَات يَوْمٍ إِذْ طَلع عَلَيْنَا رجُلٌ شَديدُ بياضِ الثِّيابِ، شديدُ سوادِ الشَّعْر، لا يُرَى عليْهِ أَثَر السَّفَرِ، وَلا يَعْرِفُهُ منَّا أَحدٌ، حتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَأَسْنَدَ رَكْبَتَيْهِ إِلَى رُكبَتيْهِ، وَوَضع كفَّيْه عَلَى فخِذيهِ وَقالَ: يَا محمَّدُ أَخبِرْنِي عَنِ الإسلامِ فقالَ رسولُ اللَّه ﷺ: الإِسلامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وأَنَّ مُحَمَّداً رسولُ اللَّهِ وَتُقِيمَ الصَّلاَةَ، وَتُؤتِيَ الزَّكاةَ، وتصُومَ رَمضَانَ، وتحُجَّ الْبيْتَ إِنِ استَطَعتَ إِلَيْهِ سَبيلاً. قَالَ: صدَقتَ. فَعجِبْنا لَهُ يسْأَلُهُ ويصدِّقُهُ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الإِيمانِ. قَالَ: أَنْ تُؤْمِن بِاللَّهِ وملائِكَتِهِ، وكُتُبِهِ ورُسُلِهِ، والْيومِ الآخِرِ، وتُؤمِنَ بالْقَدَرِ خَيْرِهِ وشَرِّهِ. قَالَ: صدقْتَ قَالَ: فأَخْبِرْنِي عَنِ الإِحْسانِ. قَالَ: أَنْ تَعْبُدَ اللَّه كَأَنَّكَ تَراهُ. فإِنْ لَمْ تَكُنْ تَراهُ فإِنَّهُ يَراكَ قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ السَّاعةِ. قَالَ: مَا المسْؤُولُ عَنْهَا بأَعْلَمَ مِن السَّائِلِ. قَالَ: فَأَخْبرْنِي عَنْ أَمَاراتِهَا. قَالَ: أَنْ تلدَ الأَمَةُ ربَّتَها، وَأَنْ تَرى الحُفَاةَ الْعُراةَ الْعالَةَ رِعاءَ الشَّاءِ يتَطاولُون في الْبُنيانِ ثُمَّ انْطلَقَ، فلبثْتُ ملِيًّا، ثُمَّ قَالَ: يَا عُمرُ، أَتَدرِي منِ السَّائِلُ قلتُ: اللَّهُ ورسُولُهُ أَعْلمُ قَالَ: فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعلِّمُكم دِينِكُمْ رواه مسلمٌ.

الشيخ: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد: فهذه الآيات الكريمات والحديث الشريف كلها تدل على وجوب مراقبة الله، وأن المؤمن يراقب ربه ويعلم أنه سبحانه يراه ويشاهده ويعلم حركاته وسكناته فليحذر أن يقيم على معصيته، وليحذر أن يبتعد عما أوجب عليه؛ فإن الله سبحانه عليم بأحوال عباده لا تخفى عليه خافية، فالواجب على كل مكلف أن يستقيم على أمر الله وأن يتباعد عن مناهي الله وأن يحذر أن يراه الله على معصيته أو يراه تاركًا لما أوجب عليه؛ فإنه لا تخفى عليه خافية جل وعلا الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ ۝ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ۝ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ  [الشعراء:218-220]، ويقول سبحانه: وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ [الحديد:4]، ويقول جل وعلا:: إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ [آل عمران:5] فلا يخفى عليه خافية جل وعلا، وهو سبحانه رقيب على عباده يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، فالواجب على كل مكلف من الرجال والنساء أن يتقي الله في أعماله جميعها وأن يراقب ربه في كل عمل ؛ فإن الله سبحانه يراه ويشاهده قال تعالى: وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُوا مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ [يونس:61]، ويقول جل وعلا: إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [الحج:17]، ويقول ﷺ في حديث جبرائيل المذكور لما سأله عن الإحسان، قال: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه؛ فإنه يراك. فالإنسان يعبد ربه كأنه يراه كأنه يشاهده حتى يستحي منه حتى يؤدي العمل كاملاً فإن لم يرتق إلى هذه الحال فليعمل على أن الله يراقبه ويشاهده ولا تخفى عليه خافية حتى يكمل عمله حتى ينصح بعمله حتى يصدق في عمله، يقول الله جل وعلا:  اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ [التوبة:119]، ويقول سبحانه: هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ [المائدة:119]، ويقول جل وعلا: فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ [محمد:21]، فالمقام مقام العبودية يحتاج إلى صدق في العمل ونصح في العمل حتى كأنك تشاهد ربك عند عملك فتستحي منه أن يراك على معصيته أو يراك مقصرًا في أداء الواجب. وفق الله الجميع.

الأسئلة:

س: يقول الله : إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ [الفجر:14]؟
ج: في كل شيء هذا عام، هو بالمرصاد لعباده، يعلم صالحهم من طالحهم وسوف يصلون إليه وسوف يلقونه فيجازيهم بأعمالهم لا أحد يفوته.
س: الملائكة الحفظة هل يطلعون على النيات، أم يكتبون الأعمال والأفعال فقط؟
ج: يكتبون أعمال القلوب وأعمال الجوارح كلها، الله يطلعهم على أعمال القلوب من خوف ورجاء ومحبة كل شيء.
س: إذا أصيب إنسان بعين ولا يعرف من أصابه كيف العلاج أحسن الله عملك؟
ج: ويش يدريه أنه أصيب بالعين؟
س: مثلاً أحيانًا يكون فيه ضيق الصدر؟
ج: ما هو كلها على أنها عين، قد تكون أمراضًا داخلية غير العين، لكن إذا ظن بإنسان يطلب منه أن يغسل له وجهه ويديه أو يتوضأ له وجهه وكفيه وأطراف قدميه كما جاء في الحديث ثم يتروش بذلك، إذا تيسر له ذلك.
س: أحسن الله عملك بعض الناس مثلاً يقول: هذا نفس فيه يعني أصابته نفس؟
ج: عند الناس الظنون كثيرة اللي ما عليها سلطان، هذا يظن نفس، وهذا يظن سحر، وهذا يظن جن، الناس يتخبطون في المسائل هذه.
س: يعني يكتفي بالرقية أحسن الله عملك؟
ج: الرقية كافية  لكل شيء، إلا من عين أو حمية.
س: أحسن الله إليك بالنسبة لآخر الحديث من علامات الساعة: ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاة يتطاولون في البنيان في هذا الزمن يكون؟
ج:  هذه صفات العرب السابقة، ثم تطور الناس من قديم ما هو ... هذا من العلامات المتقدمة المستمرة.
س: وهذا الزمان شبيها...
ج: أو أكتر  لكن العلامات الكبيرة سوف تأتي