28 من حديث ( الكيس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت..)

 
7/66- السَّابِعُ: عَنْ أبي يَعْلَى شَدَّادِ بْن أَوْسٍ عن النَّبيّ ﷺ قَالَ: الكَيِّس مَنْ دَانَ نَفْسَهُ، وَعَمِلَ لِما بَعْدَ الْموْتِ، وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَه هَواهَا، وتمَنَّى عَلَى اللَّهِ رواه التِّرْمِذيُّ وقالَ: حديثٌ حَسَنٌ، وقال الترمذي وغيره من العلماء: معني (دان نفسه): أي حاسبها.
8/67- الثَّامِنُ: عَنْ أبي هُرَيْرَةَ قَالَ: قالَ رسولُ اللَّه ﷺ: مِنْ حُسْنِ إِسْلامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَالاَ يَعْنِيهِ حديثٌ حسنٌ رواهُ التِّرْمذيُّ وغيرُهُ.
9/68- التَّاسعُ: عَنْ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: لاَ يُسْأَلُ الرَّجُلُ فيمَ ضَربَ امْرَأَتَهُ رواه أبو داود وغيرُه.

الشيخ:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث الثلاثة المروية عن النبي ﷺ كلها تتعلق بالمراقبة والعناية بما يأتي العبد وما يذر ويحاسب نفسه ويراقب ربه في كل أعماله حتى لا تقع منه الزلة والهفوة وهو لا يشعر، ومن هذا ما جاء في الحديث الكيس من دان نفسه، الكيس يعني الحازم الفطن القوي من دان نفسه يعني حاسبها وجاهدها حتى لا يقع منه إلا ما يوافق الشرع، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله وفي اللفظ الآخر: وتمنى على الله الأماني فالحازم الموفق الراغب في أسباب النجاة هو الكيس الحازم هو الذي يحاسب نفسه والذي يدينها ويحاسبها ويجاهدها، يعني حتى لا تقدم إلا على ما يرضي الله أو ما أباحه الله، وأما العاجز فهو ضد الكيس وهو المتساهل الذي تغلبه نفسه ويغلبه هواه هو الذي يتبعه هواه ولا يبالي إذا عنّ له شيء تابع الهوى وهذا العاجز وهو المفرط وهو المخاطر قال تعالى: وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ [ص:26]، وقال جل وعلا: وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ [القصص:50].
الحديث الثاني
ويقول ﷺ: من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه من حسن إسلام المرء وإيمانه عدم التشاغل بما لا يعنيه شيء لا يعنيه ولا يهمه ولا شرع الله له العناية به يتركه يعرض عنه، شئون الناس التي لا تعنيه ولا يترتب عليها أمر بالمعروف ولا نهي عن المنكر يعرض عنها ولا يدخل نفسه فيها، فإن هذا من العبث، أما ما له فيه شأن من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإصلاح بين الناس إلى غير هذا من وجوه الخير لا بأس.
فالمؤمن إذا أراد أن يدخل في شيء يتأمل، فإن كان فيه خير وأجر دخل، وإلا فليعرض عن ذلك، ومن حسن إسلامه وإيمانه أن لا يدخل فيما لا يعنيه، هكذا المؤمن الحازم الحريص على سلامة دينه.
الحديث الثالث
كذلك حديث عمر ما يرويه عن النبي ﷺ أنه قال: لا يسأل الرجل فيم ضرب امرأته؛ لأنها قد تكون أشياء داخلية بينه وبينها يستحيا من ذكرها فلا ينبغي أن يسأل عن ذلك إلا إذا دعت الحاجة إلى ذلك، كما يقع عند الخصومة بين الرجل وامرأته أو بين أوليائها هذا تدعو الحاجة إليه، وإلا فليعرض عن ذلك لا يسأله أخوه ولا صديقه: لم ضربت امرأتك؟ لأن هذا شيء قد يستحيا منه، قد لا يكون في إبرازه مصلحة للجميع، والزوج أعلم بأحوال امرأته وما يجري بينهما، والمشرع له التحمل والتصبر وعدم الضرب وعلاج الأمور بغير الضرب، اشتكى ناس من نساء الصحابة إلى النبي ﷺ ضرب أزواجهن لهن فنصح النبي ﷺ الأزواج وقال: بلغني كذا وكذا إن أولئك ليسوا بخياركم، الإنسان لا يضربها إلا عند الحاجة عند النشوز والحاجة، كما قال تعالى: وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ [النساء:34]، جعل الضرب هو الأخير ضربًا لا يؤثر ضربًا غير مبرح عند الحاجة والضرورة، وإلا فينبغي للمؤمن أن يتصبر ويتحمل ويعالج الأمور بغير الضرب؛ لأن الضرب قد يزيد المسألة شدة وقد يسبب الفرقة، فعلاج الأمور بالنصيحة والتوجيه والهجر عند الحاجة أولى من الضرب. وفق الله الجميع.

الأسئلة:

س: درجة الأحاديث الثلاثة؟
ج: ما اتبعتها، لكن الحافظ النووي يتحرى رحمه الله.
س: كذلك أهل الزوجة ما يسألون عن ضرب سبب الزوج لابنتهم؟
ج: إذا دعت الحاجة، كأن يكون الضرب مبرحًا أو تدعي أنه ضارب لها من دون سبب هذا لهم الدفاع عنها إذا ظلمها من طريق المحكمة إذا لم يحصل صلحًا.
س: النسخة التي علق عليها: الثلاثة الأحاديث التي وردت الآن طبعة للشيخ الألباني يقول: ضعيف الثلاثة يقول ضعيف.
ج: يحتاج تأمل لأنه قد يتساهل رحمه الله قد يصحح الضعيف وقد يضعف الصحيح.
س: حديث من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه.
ج: هذا من الأحاديث الأربعين ولا بأس به على كل حال مثل هذا الذي فيه شك يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم يذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا يجزم به إلا بعد التأكد من صحته
س: بعض الناس مثلاً يسأل يقول من هذا فلان من هو؟ بعض الناس اعتاد على هذا مثلاً يقول: من هذا الشخص من هو أبوه أو كذا؟
ج: ما في بأس في التعرف عليه بالمعرفة تحصل المحبة مع أهل الخير أقول التعرف غير مسألة السؤال عن ضرب امرأته.
س: والدي رحمه الله توفي وترك خمسة عشر عاملاً منهم المسلم ومنهم الكافر ومسرحين يعملون على حسابهم فما هو الواجب الآن على الورثة؟
ج: إذا مات انتهت الكفالة.
س: أقصد أنهم موجودين ما ذهبوا إلى ديارهم وبعضهم كافر، والورثة بعضهم هداهم الله يعينهم في الجوازات وكذا ويخلصون إقامتهم؟
ج: الواجب السعي في تسفير الكافر إلى أهله هذه الجزيرة لا يستخدم فيها الكفرة، يسعوا في ذهابهم إلى أهلهم والطيب إذا ساعدوه جزاكم الله خيرًا، أما الكفرة لا، ابعدوهم.
س: باقية باسم الوالد؟
ج: ولو باسمه علموا الجوازات أن الوالد توفي أنا ما نكفلهم حتى تتخلصوا منهم