30 من حديث ( اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى..)

 
3/71- الثالثُ: عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعفافَ والْغِنَى رواه مسلم.
4/72- الرَّابعُ: عَنْ أبي طَريفٍ عدِيِّ بْنِ حاتمٍ الطائِيِّ قالَ: سَمِعتُ رسولَ اللَّه ﷺ يقُولُ: مَنْ حَلَفَ عَلَى يمِين ثُمَّ رَأَى أتقَى للَّهِ مِنْها فَلْيَأْتِ التَّقْوَى رواه مسلم.
5/73- الْخَامِسُ: عنْ أبي أُمَامَةَ صُدَيَّ بْنِ عَجْلانَ الْباهِلِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّه ﷺ يَخْطُبُ في حَجَّةِ الْودَاع فَقَالَ: اتَّقُوا اللَّه، وصَلُّوا خَمْسكُمْ، وصُومُوا شَهْرَكمْ، وأَدُّوا زكَاةَ أَمْوَالِكُمْ، وَأَطِيعُوا أُمَرَاءَكُمْ، تَدْخُلُوا جَنَّةَ رَبِّكُمْ رواه التِّرْمذيُّ، في آخر كتابِ الصلاةِ وَقالَ: حديثٌ حسنٌ صحيح.

الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث الثلاثة كالتي قبلها فيما يتعلق بالتقوى، التقوى هي جماع الدين، والدين هو تقوى وهو الإيمان والهدى وهو الإسلام يسمى تقوى ويسمى دينًا ويسمى إسلامًا ويسمى إيمانًا ويسمى هدى ويسمى عبادة لله وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56]، يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ [البقرة:21]، هذه العبادة التي خلق الناس لها هي البر والتقوى هي طاعة الله ورسوله، هي توحيد الله واتباع شريعته هي الإيمان بالله هي الإسلام، فالواجب على المكلفين أن يعبدوا الله وحده دون كل ما سواه، وذلك هو التقوى هو توحيد الله والإخلاص وطاعة أوامره وترك نواهيه والوقوف عند حدود هذه هي التقوى، وهذه هي العبادة التي أنت مخلوق لها، وهذه هي الإسلام والإيمان والهدى، وكان من دعائه ﷺ يقول: اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى هذه من الدعوات الطيبة، وقال لمعاذ: اتق الله حيثما كنت كما تقدم وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن 
الرابع
ويقول ﷺ: من حلف على يمين فرأى غيرها أتقى لله فليأت التقوى مثل: والله ما أزور فلانًا، ثم رأى أن زيارته أصلح يزوره ويكفر عن يمينه، والله ما أسلم على فلان؛ رأى أن السلام عليه أصلح يسلم عليه ويكفر عن يمينه، والله ما أتصدق على فلانًا؛ ورأى أن الصدقة عليه مناسبة يتصدق عليه ويكفر عن يمينه. متى رأى أن ترك اليمين أتقى لله فليفعل، واللفظ الآخر: من حلف على يمين فرأى غيرها خيرًا منها فليكفر عن يمينه وليأت الذي هو خير ويقول ﷺ: والله إني إن شاء الله لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيرًا منها إلا كفرت عن يميني وائت الذي هو خير هذا هو المشروع للمؤمن، ومثله: والله ما أعود فلانًا المريض؛ يكفر عن يمينه ويعود المريض، والله ما أصل الأرحام؛ يكفر عن يمينه ويصل الأرحام، والله ما أحج هذا العام؛ يكفر عن يمينه ويحج؛ وهكذا إذا رأى أن ترك اليمين أصلح يكفر ويترك اليمين.
الخامس
وحديث أبي أمامة صدي بن عجلان الباهلي أنه سمع النبي ﷺ في حجة الوداع يقول: أيها الناس، اتقوا ربكم وصلوا خمسكم، وصوموا شهركم، وأدوا زكاة أموالكم وأطيعوا أمراءكم تدخلوا جنة ربكم هذه أركان الإسلام ما عدا الحج، تقوى الله هي توحيد الله والإخلاص له والإيمان به وبرسوله مع أداء الصلوات مع صيام شهر رمضان مع أداء الزكاة. الخامس: حج البيت وهو داخل في التقوى، وطاعة الأمراء من أهم المهمات؛ لأن طاعة الأمراء في المعروف من أسباب الأمن وترك الظلم وانصاف المظلوم وسير الأمور على المطلوب، فعند التنازع والخلاف يختل الأمن وتؤكل الحقوق ويظلم الناس وينتشر الفساد؛ فالسمع والطاعة في المعروف من أسباب السلامة ومن أسباب أمن البلاد ومن أسباب إعطاء الحقوق لأهلها، ولهذا أمر ﷺ بالسمع والطاعة لولاة الأمور بالمعروف، وقال: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق والله جل وعلا يقول:  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ [النساء:59]، طاعتهم متعينة ولازمة؛ لما فيها من الخير العظيم، لكن بالمعروف لا بالمعاصي، فإذا قال الأمير لأحد: تشرب الخمر، تعق والديك لا يطعه بالمعاصي تأكل الربا لا يطعه بالمعاصي إنما الطاعة بالمعروف، لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق لكن هذه المعاصي لا توجب الخروج عليه ولا شق العصا ولهذا أمر الصحابة بيعة معاهدة أن لا ينازعوا الأمر أهله، يعني أن يسمعوا ويطيعوا ولاة الأمور إلا أن تروا كفرًا بواحًا عندكم من الله فيه برهان، يعني مع القدرة على إزالته ولهذا يقول ﷺ: من رأى من أميره شيئًا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يدًا من طاعة ويقول: من أتاكم وأمركم جميع يريد أن يفرق جماعتكم فاضربوا عنقه كائنًا من كان ويقول ﷺ: على المرء السمع والطاعة في المنشط والمكره والعسر واليسر وفي أثرة عليه ما لم يؤمر بمعصية الله، فإذا أمر بمعصية الله فلا سمع ولا طاعة يعين حين المعصية والمقصود أن من التقوى طاعة الأمراء بالمعروف الأمراء في البلدان والأمير العام كلهم طاعتهم واجبة بالمعروف؛ لأن بذلك تنفذ الحقوق ويستتب الأمن وينصف الناس بعضهم بعضًا ويؤخذ الحق من القوي للضعيف، فإذا مرجت الأمور واختلفت ضاع الحق بين الناس، ولا حول ولا قوة إلا بالله! وفق الله الجميع.

الأسئلة:

س: صحة حديث صدي بن عجلان؟
ج: معناه صحيح، لكن ما أذكر سنده الترمذي قال: حسن صحيح ولا راجعته لكن معناه صحيح.
س: زيادة السداد إني أسألك الهدى والسداد؟
ج: كذلك في صحيح مسلم دعاء آخر قال لعلي: سل ربك الهدى والسداد واذكر هداية الطريق سداد الرمية. يعني سل ربك أن الله يهديك الصواب ويسددك في الأقوال والأعمال رواه مسلم أيضا علمه النبي عليا سل ربك الهدى والسداد.
س: السجع
ج: على ما جاء في القرآن تقرأه كما أنزل مثل ما في آيات الرحمن وغيره تقرأه كما أنزله الله.