49 من حديث: (من غدا إلى المسجد أو راح، أعد الله له في الجنة نزلا كلما غدا أو راح..)

 
7/123-الحديث السابع: عَنْ أبي هريرة عن النَبِيِّ ﷺ قَالَ: منْ غدَا إِلَى المَسْجِدِ أَوْ رَاحَ، أعدَّ اللَّهُ لَهُ في الجنَّةِ نُزُلاً كُلَّمَا غَدا أوْ رَاحَ متفقٌ عَلَيهِ.
8/124-الثامن: عَنْهُ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّه ﷺ: يَا نِسَاء المُسْلِماتِ لاَ تَحْقِرنَّ جارَةٌ لِجارتِهَا ولَوْ فِرْسِنَ شاةٍ متفقٌ عَلَيهِ.
9/125-التاسع: عَنْهُ أيضاً عن النَّبيّ ﷺ قَالَ: الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسبْعُونَ، أوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شَعْبَةً: فَأفْضلُهَا قوْلُ لاَ إلَهَ إلاَّ اللَّهُ، وَأدْنَاهَا إمَاطَةُ الأذَى عنِ الطَّرِيقِ، وَالحيَاءُ شُعْبةٌ مِنَ الإِيمانِ متفقٌ عَلَيهِ.

الشيخ:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث الثلاثة كالتي قبلها في بيان كثرة طرق الخير وأن الله جل وعلا وسع في طريق في الخير وندب إليها؛ ليتعاون المسلمون في ذلك وليجتهدوا في أنواع الخير حتى تكثر حسناتهم وتعظم أجورهم، وهذا من فضل الله جل وعلا أن شرع لنا أنواعًا كثيرة من الخير، فمن هذا قوله ﷺ: من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له نزلاً في الجنة كلما غدا أو راح نزلاً يعني ضيافة وقرى فضلاً من الله جل وعلا، فهذا يدل على أن الذهاب إلى المساجد صباح ومساء لصلاة الجماعة من أسباب الفوز بالجنة والنجاة من النار ومن أسباب وجود النزل والضيافة الكريمة لأهل الصلاة، وهم ضيوف الله وفي كرامته وفي نعمته؛ فالصلاة هي عمود الإسلام وهي أعظم الفرائض وأهمها بعد الشهادتين؛ فالمحافظون عليها مشهود لهم بالخير والجنة؛ ولهذا يقول ﷺ: جعلت قرة عيني في الصلاة، ويقول ﷺ في الصلاة: من حافظ عليها كانت له نورًا وبرهانًا ونجاة يوم القيامة والحديث الصحيح: أول ما يحاسب عنه العبد من عمله صلاته، فإن صلحت فقد  أفلح وأنجح وإن فسدت فقد خاب وخسر فالصلاة عمود الإسلام وأعظم أركانه بعد الشهادتين وأعظم الأعمال أجرًا بعد التوحيد؛ فينبغي للمؤمن الحرص على إكمالها وإتقانها وأدائها في المساجد في جميع الأوقات عملاً بقوله تعالى: حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى [البقرة:238]، قوله جل وعلا: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ۝ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ  [المؤمنون:1-2] إلى أن قال سبحانه: وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ۝ أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ ۝ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ  [المؤمنون:9-11] الفردوس أعلا الجنة وأوسطها فمن أعظم طرق الخير العناية بالصلاة في المساجد فجر ظهر عصر مغرب عشاء جميع الأوقات.

 ويقول ﷺ: يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة متفق عليه، حث للجيران على التعاون وتبادل الهدايا بين الجيران بين النساء والرجال.
وفي الحديث الآخر يقول ﷺ: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره فليكرم جاره فلا يؤذي جاره فالجيران مشروع لهم التعاون وإكرام الجار كل واحد يكرم جاره ويهدي إليه ما يناسبه في حديث أبي ذر: لا تحقرن من المعروف شيئًا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق كما تقدم، ويقول ﷺ: إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك يعني إذا كانوا محاويج فهكذا النساء المتجاورات يتهادين يتزاورن؛ لأجل صفاء القلوب والتعاون على الخير، ويقول ﷺ: الإيمان بضع وسبعون شعبة أو قال: بضع وستون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان فالإيمان شعب، الصلاة شعبة، الزكاة، الشهادتان، الصيام، الحج، الجهاد، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بر الوالدين، صلة الرحم، زيارة القبور، اتباع الجنائز، عيادة المريض إلى غير هذا شعب كثيرة، ومنها إماطة الأذى عن الطريق، كون الإنسان يمر في الطريق يرى في الطريق حجرًا أو شوكة أو حفرة فيزيل ذلك حتى لا يعثر بها أحد حتى لا يتأذى بها أحد مأجور على هذا، وفي الحديث الصحيح: أن رجلاً رأى غصن شوك في الطريق فأزاله فأوجب الله له به الجنة. فالمسلم على خير عظيم بأعماله كلها ومنها الحياء الإنسان يستحي من الأخلاق الذميمة والأعمال الرديئة، يستحي من ربه، يستحي من عباده أن يباشر أعمالاً سيئة، فالحياء خلق من أخلاق الإيمان، وأن يستحي من الأشياء التي لا ينبغي فعلها ولا قولها، أما الحياء الذي يمنعه من العلم والسؤال، هذا ما هو بحياء، هذا جبن وضعف، فالمؤمن يسأل ويتفقه في دينه، لكن الحياء الذي يمنعك من المعاصي ومن الكلام الرديء ومن المهاترات ومن سوء الأدب هذا هو الحياء الذي من الإيمان.
وفق  الله الجميع.

الأسئلة:

س: قوله: بضع وسبعون هذا له مفهوم الحصر أو ليست محصورة الشعب؟
ج: هذا أمره بسيط، قد تزيد إذا أحصيت قد تزيد، لكن أخبر النبي ﷺ عن البضع وبالتأمل قد تزيد وقد تنقص.
س: قيام بعض العلماء بحصرها في مؤلف في ذلك؟
ج: على حسب ما ورد.
س: كذلك الكفر والنفاق له شعب؟
ج: فيه شعب كثيرة شعب لا تحصى.
س: السعي بين الصفا والمروة بعضهم يستقبل الكعبة ثم يشير بيده ويكبر الله أكبر الله أكبر، ثم ينصرف يسعى، هل هذا مخالف؟
ج: يجزئ، ولكن الأفضل أنه يرفع يده هكذا ويكبر ويحمد الله ويدعوه ثلاث مرات كل مرة يعيده ثلاث مرات، وما واجب استقبال القبلة، هو لو صعد ونزل أو ما صعد أجزأ، لكن كونه يصعد ويستقبل القبلة ويفعل ما فعله النبي فيرفع يديه يكبر الله ويدعوه ثلاث مرات هذا أفضل هذا أكمل يعني ...
س: لكن الأول ما يخل؟
ج: يجزئ، لو صعد وكبر أجزأ.
س: في رجل عنده خير كثير لكنه عند صلاة الفجر يقول: أعوذ بالله أن أترك صلاة الفجر، ولكن يأتيني شيء عند الصلاة فأتكلم وأتلفظ بألفاظ غير طيبة ثم أتساءل وأسأل أهلي عن هذه الكلمات فيقولون لي: قد قلتها، وأقول: أعوذ بالله أنتم تكذبون يقول: فلا أستطيع أن أستيقظ لصلاة الفجر إلا بعد أن يسلم الإمام واستمررت على ذلك فترة من الزمان؟
ج: على كل حال يجاهد نفسه ويتقي الله وينام مبكرًا لا يسهر، ويوقت الساعة وقت الأذان وإلا أهله يوقظونه إذا صدق أعانه الله، أما إذا كان يدور البطالة ويدور الكسل يجيه الكسل. لكن إذا كان صادق يبكر بالنوم ويوقت الساعة قبل الأذان ويعلم أهله إن كانوا جادين أو جيرانه ينبهونه ويضربون الباب أو نحو ذلك أو يضربون التلفون الإنسان الذي يريد الخير يعرف طرق الخير.
س: يقول: لا أدخل في جهة الكفر؟
ج: إذا تعمد يدخل، إذا تعمد الترك.