289 من: (باب الاستئذان وآدابه)

 
باب الاستئذان وآدابه
قَالَ الله تَعَالَى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا [النور:27]، وقال تَعَالَى: وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ [النور:59].
1/870- وعن أَبي موسى الأشعري قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: الاستِئْذان ثَلاثٌ، فَإِنْ أُذِنَ لَكَ وَإلَّا فَارْجِع متفق عليه.
2/871- وعن سهلِ بنِ سعدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: إنَّمَا جُعِلَ الاستئذانُ منْ أَجْلِ البَصَر متفقٌ عَلَيْهِ.
3/872- وعن رِبْعِيِّ بن حِرَاشٍ قَالَ: حدَّثنا رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَامرٍ أنَّهُ استأذَنَ عَلَى النَّبيِّ ﷺ وهو في بيتٍ فَقَالَ: أَأَلِجُ؟ فَقَالَ رسولُ الله ﷺ لخادِمِهِ: اُخْرُجْ إِلَى هَذَا فَعَلِّمْهُ الاستئذان، فَقُلْ لَهُ: قُل: السَّلامُ عَلَيكُم، أَأَدْخُلُ؟ فَسَمِعهُ الرَّجُلُ فَقَالَ: السَّلام عَلَيكم، أَأَدْخُلُ؟ فَأذن لَهُ النَّبيُّ ﷺ فَدَخَلَ. رواه أَبُو داود بإسنادٍ صحيحٍ.
4/873- وعن كِلْدَةَ بن الحَنْبل قَالَ: أتَيْتُ النَّبيَّ ﷺ، فَدَخَلْتُ عَلَيْه وَلَمْ أُسَلِّم، فَقَالَ النَّبيُّ ﷺ: ارْجِعْ فَقُل: السَّلامُ عَلَيكُم، أَأَدْخُلُ؟ رواه أَبُو داود والترمذي وقال: حديثٌ حسنٌ.

الشيخ:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث الأربعة كلها في الاستئذان، والاستئذان واجبٌ، فليس لأحدٍ أن يدخل على أحدٍ بغير استئذانٍ، بل يجب الاستئذان، والله سبحانه أمر بالاستئذان في قوله جل وعلا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا [النور:27]، هذا هو الاستئذان، فلا بدّ من الاستئذان قبل أن يَلِجَ -قبل أن يدخل.
والاستئذان يكون ثلاثًا: "السلام عليكم، السلام عليكم، السلام عليكم"، وإن كانت هناك حلقة أو جرس ضربه حتى ينتبهوا، فإن أُذِنَ له وإلا فليرجع، هذا هو المشروع.
والحديث الثاني يدل على أن الاستئذان من أجل البصر، وأنَّ الأعمى لا جناح عليه في الدخول بغير استئذانٍ في أهله؛ لأنَّه لو كان عنده ........... ما رآه، فإذا دخل بيته ولم يستأذن فلا حرج، لكن السنة إذا دخل أن يُسلِّم على الموجودين، وإذا كانت النساء غير متسترين فلا بأس؛ لأن الاستئذان من أجل البصر، فلا بأس أن يدخل عليهنَّ الأعمى وهنَّ غير متسترين في الوجه أو غيره.
وفي الحديث الثالث أنَّ رجلًا استأذن وقال: "أَأَلِجُ"، فأمر النبيُّ غلامَه أن يُبلغه أن يقول في الاستئذان: السلام عليكم، أَأَدْخُل، فالجاهل يُعلَّم كيف يستأذن، ويقول: السلام عليكم، أَأَدْخُل، هذا هو المشروع للمسلمين، وإذا دخل ولم يستأذن يُؤْمَر أن يرجع فيستأذن ثم يُؤْذَن له، حتى يتعلم الآداب الشَّرعية ويسير عليها.
وفَّق الله الجميع.

الأسئلة:

س: إذا وصل إلى جانب البيت ودقَّ ثلاث مراتٍ هل يكون ذلك من السنة؟
ج: إن أُذِنَ له وإلا يرجع.
س: يعني: إذا ما وجد أحدًا، دقَّ ثلاث مرات من السنة ثم رجع؟
ج: ما فيه شيء، لا يُؤذيهم، قد يكون لهم شغل.
س: هل يُشرع الاستئذان ثلاثًا في غير السلام أو دخول البيوت؟ كمعاملةٍ في جهازٍ ما يريد أن يُنجزها، فهل تكون ثلاث مرات؟
ج: إذا جاء على أهل الدّكان أو (المبسطة) وكذا يقول: "السلام عليكم".
س: أقصد: مثلًا معاملة في جهةٍ حكوميةٍ، قد يرفضون، يعني: حاول في المرة الأولى ورفضوا، والمرة الثانية ورفضوا، والثالثة؟
ج: وأيش رفضوا؟
س: يعني: مثلًا إنجاز هذه المعاملة؟
ج: لا، ولو، إذا جئتهم قل: "السلام عليكم"، يعني: في محلِّهم الذي هم فيه -بسطة أو دكان أو غير ذلك- تقول: "السلام عليكم"، ثم تسأل عن حاجتك، تسأل عن المعاملة ولو مئة مرة، كلما جئتَ تسأل ولو مئة.