297 من حديث: (عودوا المَريض وأطعموا الجائع وفكوا العاني)

 
4/897- وعن أَبي موسى قال: قالَ رسولُ اللهِ ﷺ: عُودُوا المَرِيضَ، وَأَطْعِمُوا الجَائعَ، وفَكُّوا العَاني رواه البخاري.
5/898- وعن ثوبان ، عن النبي ﷺ قَالَ: إنَّ المُسْلِمَ إِذَا عَادَ أخَاهُ المُسْلِمَ لَمْ يَزَلْ في خُرْفَةِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَ، قِيلَ: يَا رَسولَ الله، وَمَا خُرْفَةُ الجَنَّةِ؟ قَالَ: جَنَاها رواه مسلم.
6/899- وعن عليٍّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يقُولُ: مَا مِنْ مُسْلِم يَعُودُ مُسْلِمًا غُدْوةً إِلَّا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ ألْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمْسِيَ، وَإنْ عَادَهُ عَشِيَّةً إِلَّا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ ألْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ، وَكَانَ لَهُ خَرِيفٌ في الْجَنَّةِ رواه الترمِذِي وقال: حديثٌ حسنٌ.
7/900- وعن أَنسٍ قَالَ: كانَ غُلامٌ يَهُودِيٌّ يَخْدُم النَّبيَّ ﷺ، فمَرِضَ، فأَتَاهُ النَّبِيُّ ﷺ يعُودهُ، فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ، فقالَ لَهُ: أَسْلِمْ، فنَظَرَ إِلى أَبِيهِ وهُو عِنْدَهُ، فَقَالَ: أَطِعْ أَبا الْقاسِمِ، فَأَسْلَم، فَخَرَجَ النَّبِيُّ ﷺ وَهُوَ يقولُ: الحَمْدُ للَّهِ الَّذي أَنْقَذهُ مِنَ النَّارِ رواه البخاري.

الشيخ:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث فيها الحثّ والتَّحريض على عيادة المرضى، والمسلمون فيما بينهم حقٌّ عليهم أن يعود صحيحُهم مريضَهم، وأن يتعاونوا على البر والتَّقوى، وأن يتواصوا بالحق، ولهذا قال ﷺ: عودوا المريض، وأطعموا الجائع، وفكُّوا العاني يعني: الأسير، فالواجب على المسلمين فيما بينهم: أن يتواصوا بالحق، ويتناصحوا، وأن يعودوا مرضاهم، وأن يفكّوا أسراهم، وأن يُطعموا جائعَهم، هكذا شرع الله جلَّ وعلا لعباده، فينبغي للمؤمن أن يعتني بهذا الأمر، ويحرص عليه.
ويقول ﷺ: مَن عاد أخاه فإنه يمشي في جنى الجنة يعني: في ثمرها، يجني جناها في سيره وذهابه إلى أخيه وعوده منه.
فأنت يا عبدالله في خيرٍ عظيم في ذهابك وسعيك إلى زيارة أخيك، لم تزل في خرفة الجنة حتى ترجع من سيرك إلى أخيك.
وكان عنده عليه الصلاة والسلام خادم يهودي، فمرض، فعاده النبيُّ ﷺ، وقال له: أَسْلِمْ، فقال له أبوه: أَطِعْ أبا القاسم، فأسلم، فخرج النبيُّ ﷺ وهو يقول: الحمد لله الذي أنقذه بي من النار، فهذا من أسباب عيادة المرضى، وهو أنك قد تُرشده وتنصحه وتُوجهه إلى الخير، فيهديه الله بسببك.
فالسنة للمسلمين فيما بينهم أن يعودوا مرضاهم، وإن كانوا غير أقارب: من الجيران والإخوة.
كذلك حديث ........... ذكره ابنُ القيم رحمه الله في بعض كتبه، وفيه بعض الكلام، ولكن أحاديث فضل العيادة كثيرة تُغني عنه.
نسأل الله للجميع التوفيق.

الأسئلة:

س: إذا كان المريضُ فاقد العقل فزيارته ..؟
ج: الظاهر أنه تعمّه الأحاديث، فقد ينصحه، وقد يُوجهه إلى الخير، وقد ينفعه بشيءٍ، وقد يصله بصلةٍ.
س: إذا كان المريضُ في غيبوبةٍ هل تُشرع زيارته؟
ج: الله أعلم، لكن إن زاره فلا أعلم به بأسًا، وإلا فما أعلم في الموضوع شيئًا، لكن إن زاره قد ينفع الله بزيارته: فقد ينتبه له، وقد تكون الزيارة سببًا لانتباهه، وقد يدعو له إذا زاره ويشفيه الله بسبب دعائه.
س: تفسير هذا الحديث: لو عدتَه لوجدتَه عندي؟
ج: هذا من أحاديث الصفات، والله أعلم بمراده جلَّ وعلا.