298 من: (باب مَا يُدعى به للمريض)

 
145 - باب مَا يُدعى به للمريض
1/901- عن عائشة رضي اللَّه عنها: أَن النَّبِيَّ ﷺ كَانَ إِذا اشْتَكى الإِنْسانُ الشَّيءَ مِنْهُ، أَوْ كَانَتْ بِهِ قرْحةٌ أَوْ جُرْحٌ، قَالَ النَّبِيُّ ﷺ بأُصْبُعِهِ هكَذا -وَوَضَعَ سُفْيانُ بْنُ عُيَيْنَة الرَّاوي سبَّابتَهُ بِالأَرْضِ ثُمَّ رَفَعَهَا- وقال: بِسْمِ اللَّهِ، تُربَةُ أَرْضِنا، بِرِيقَةِ بَعْضِنَا، يُشْفَى بِهِ سَقِيمُنَا، بِإِذْن رَبِّنَا متفقٌ عَلَيْهِ.
2/902- وعنها رضي اللَّه عنها: أَنَّ النبيَّ ﷺ كَانَ يعُودُ بَعْضَ أَهْلِهِ يَمْسَحُ بيدِهِ اليُمْنى ويقولُ: اللَّهُمَّ ربَّ النَّاسِ، أَذْهِب الْبَأسَ، واشْفِ أَنْتَ الشَّافي، لا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفاءً لا يُغَادِرُ سقَمًا متفقٌ عَلَيْهِ.
3/903- وعن أَنسٍ أَنه قَالَ لِثابِتٍ رحمه اللَّه: أَلا أَرْقِيكَ بِرُقْيَةِ رسولِ اللَّه ﷺ؟ قَالَ: بَلى، قَالَ: اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ، مُذْهِبَ البَأسِ، اشْفِ أَنتَ الشَّافي، لا شَافِيَ إِلَّا أَنْتَ، شِفاءً لا يُغادِر سَقَمًا رواه البخاري.

الشيخ:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث تدل على شرعية الدعاء للمريض ورقيته إذا زاره أخوه، وأن ذلك من أسباب الشفاء والعافية، وكان ﷺ يرقي أصحابَه، ومن ذلك أنه في بعض الأحيان يضع إصبعه في الأرض ويقول: بسم الله، تربة أرضنا، بريقة بعضنا، يُشفى به سقيمُنا، بإذن ربنا، يقول هكذا ويضع على محلِّ الألم، يقول: بسم الله، تُربة أرضنا، بريقة بعضنا يعني: بريق بعضنا، يُشفى به سقيمُنا، بإذن ربِّنا.
وهكذا كان من رُقيته: اللهم ربّ الناس، أذهب البأس، واشفِ أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يُغادر سقمًا، وفي اللفظ الآخر: مُذهب البأس، لا يُغادر يعني: لا يترك، سقمًا يعني: مرضًا، فهذا من الدعاء الطيب، ومما يُسبب شفاء المرض مثلما تقدم.
وإن قلنا: اللهم اشفه، اللهم عافه، اللهم اشفه وعافه، أُعيذك بكلمات الله التَّامات من شرِّ ما خلق، كما كان النبيُّ يُعَوِّذ الحسنَ والحسينَ عليه الصلاة والسلام، فيقول: أُعيذكما بكلمات الله التَّامة، كلّ هذا من الدعاء الحسن، أو: شفاك الله وعافاك، أو: نسأل الله أن يشفيك ويُعافيك، أو: نسأل الله لك الشِّفاء والعافية، بالدَّعوات الطيبة.
وفَّق الله الجميع.

الأسئلة:

س: قول الرسول ﷺ: اللهم ربَّ الناس، مُذهب البأس .. هل يُكره هذا الدعاء لمَن حضر مريضًا طلعت عليه علاماتُ الموت؟
ج: لا.
س: طيب، روى مسلمٌ عن عائشة قالت: كان رسولُ الله ﷺ إذا اشتكى منا إنسانٌ مسحه بيمينه، ثم قال: أذهب البأس رب الناس، واشفِ أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يُغادر سقمًا، فلما مرض رسولُ الله ﷺ وثقل أخذتُ بيده لأصنع نحو ما كان يصنع، فانتزع يده من يدي، ثم قال: اللهم اغفر لي، واجعلني مع الرفيق الأعلى، قالت: فذهبتُ أنظر فإذا هو قد قضى؟
ج: اللهم صلِّ عليه، عرف نزولَ الأجل عليه الصلاة والسلام، ولهذا قال: اللهم في الرفيق الأعلى في الجنة.
س: واحد من الشَّباب يريد الزواج بغير علم أبيه، فهل هذا يجوز؟
ج: ما فيه مانع إذا كان أبوه يمنعه من الزواج، أما إذا كان الزواج من امرأةٍ لا يرضاها والده فلا ينبغي له أن يعجل، وعليه أن يلتمس امرأةً يرضاها، أما إذا كان والده لا يُريده أن يتعفف فلا بأس أن يتزوج ولو ما درى والده، حتى يعفّ نفسه.
س: الرفيق الأعلى يعني: الجنة؟
ج: نعم.
س: ..............؟
ج: نعم، مع نفثٍ.