303 من: (باب الدعاء للميت بعد دفنه والقعود عند قبره ساعةً للدُّعاء له والاستغفار والقراءة)

 
161- باب الدعاء للميت بعد دفنه والقعود عند قبره ساعةً للدُّعاء له والاستغفار والقراءة
1/946- عن أَبي عَمْرٍو -وقيل: أَبُو عبداللَّه، وقيل: أَبو لَيْلى- عُثْمَانَ بن عَفَّانَ قَالَ: كانَ النَّبيُّ ﷺ إِذَا فرَغَ مِن دَفْنِ المَيِّتِ وقَفَ علَيهِ وقال: استَغْفِرُوا لأَخِيكُم، وسَلُوا لَهُ التَّثبيتَ، فإنَّهُ الآنَ يُسأَلُ رواه أَبُو داود.
2/947- وعن عمرو بن العاص قَالَ: "إِذَا دفنتُمُوني فَأقِيمُوا حَوْل قَبرِي قَدْرَ مَا تُنْحَرُ جَزُورٌ، ويُقَسَّمُ لَحْمُها، حَتَّى أَسْتَأْنِسَ بِكم، وأَعْلَم مَاذَا أُرَاجِعُ بِهِ رُسُلَ ربِّي". رواه مسلم، وَقَدْ سبق بطوله.
قَالَ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّه: ويُسْتَحَبُّ أَنْ يُقْرَأَ عِنْدَهُ شيءٌ مِنَ القُرآنِ، وَإن خَتَمُوا القُرآنَ عِنْدهُ كانَ حَسنًا.

الشيخ:
الحمد لله، وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه.
أما بعد:
فهذان الحديثان -حديث عثمان وحديث عمرو بن العاص- فيهما الدلالة على شرعية الدعاء للميت بعد دفنه، والوقوف عند ذلك، كما في حديث عثمان: أن النبي ﷺ كان إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال: استغفروا لأخيكم، وسَلُوا له التَّثبيت، فإنَّه الآن يُسْأَل، وهكذا أراد عمرو أن يبقوا بعد دفنه بعض الشيء للدعاء والترحم، من باب الدعاء له، والترحم عليه، والاستغفار له، فهذا مُستحبٌّ للمُشيعين للجنازة، فإذا فرغوا من الدفن فعليهم أن يدعوا للميت، ويستغفروا له: اللهم اغفر له، اللهم ثَبِّتْهُ بالقول الثابت، ويُكرر الدَّاعي هذا الدعاء ما شاء الله؛ عملًا بحديث عثمان ومعنى حديث عمرو، وهذا اجتهادٌ من عمرو، فقوله: "قدر ما تُنْحَر جَزُورٌ" هذا من اجتهاده ، وليس مرفوعًا إلى النبي ﷺ، إنما المعنى: أطيلوا الجلوسَ عند قبري للدّعاء بعد الدفن والاستغفار، ويكفي لذلك ما تيسر ......... حديث عثمان ما فيه تطويل، فيه الدعاء له والاستغفار، فإذا تيسر الدعاء له وقت من الزمن: خمس دقائق، أو أقل، أو أكثر، كفى والحمد لله بعد الدفن.
أما ما يُروى عن الشافعي من القراءة له، فهذا ليس عليه دليل، فالقراءة لا تكون في المقابر، وإنما تكون في المساجد والبيوت، أما المقبرة فليست محلَّ قراءة، فهذا المنقول عن الشافعي في صحَّته نظر عنه، ولو صحَّ عنه رحمه الله فهذا من اجتهاده، وهو مخالفٌ للسنة، ولهذا قال ﷺ: اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم، ولا تتخذوها قبورًا، فإن الشيطان يفرّ من البيت الذي تُقْرأ فيه سورة البقرة، فدلَّ على أن القبور ما هي محل صلاة، ولا محل قراءة، البيوت هي محل الصلاة، ومحل القراءة، وهكذا المساجد، أما القبور إذا مرَّ بها أو زارها فإنه يُسلِّم عليهم، ويدعو لهم، وهكذا بعد الدفن يقف عليه، ويدعو له، أما القراءة فليست محل قراءة.
وفَّق الله الجميع.

الأسئلة:

س: إذا علم من حال شخصٍ أنه لا يُصلِّي، هل يُصلِّي عليه إذا مات؟
ج: لا، لا يُصَلِّ عليه، فالذي لا يُصلِّي كافر.
س: ويُنَبِّه الناس؟
ج: لا يُنبه الناس إلا إذا كان هناك شاهدان عدلان يشهدان أنه لا يُصلِّي.
س: إذا دُفن الميت، فهل هناك مدَّة معينة للصلاة عليه؟
ج: المشهور شهر وما يُقاربه، فإذا مرَّ شهر وما يقاربه انتهى، هذا أكثر ما ورد عن النبي ﷺ، فإنه صلَّى على الميت بعد شهرٍ.
س: ...............؟
ج: الله يهديهم، ادعُ لهم بالهداية.