308 من: (كتَاب آداب السَّفَر)

 
كتَاب آداب السَّفَر
166- باب استحباب الخروج يوم الخميس واستحبابه أول النهار

1/956- عن كعبِ بن مالك : أَنَّ النبيَّ ﷺ خَرَجَ في غَزْوَةِ تَبُوكَ يَوْمَ الخَمِيسِ، وَكَانَ يُحِبُّ أَنْ يَخْرُجَ يَوْمَ الخَمِيس. متفقٌ عَلَيْهِ.
وفي روايةٍ في "الصحيحين": لقلَّما كانَ رسولُ اللَّهِ ﷺ يَخْرُجُ إِلَّا في يَوم الخَمِيسِ.
2/957- وعن صَخْرِ بنِ وَدَاعَةَ الغامِدِيِّ الصَّحابيِّ : أَنَّ رسُول اللَّهِ ﷺ قَالَ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتي في بُكُورِها، وكَان إِذا بعثَ سَرِيَّةً أَوْ جَيْشًا بعَثَهُم مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ، وَكان صَخْرٌ تَاجِرًا، فَكَانَ يَبْعثُ تِجارتهُ أَوَّلَ النَّهار، فَأَثْرى وكَثُرَ مالُهُ. رواه أَبو داود والترمذيُّ وَقالَ: حديثٌ حسن.

الشيخ:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذان الحديثان فيهما الدلالة على تحرِّي الخروج في السفر صباح الخميس إذا تيسّر، وأن يكون مبكرًا؛ تأسِّيًا بالنبي عليه الصلاة والسلام، فإنه في الغالب كان يخرج يوم الخميس في أسفاره، فيكون صباحًا، ولهذا في الحديث يقول ﷺ: اللهم بارك لأُمتي في بكورها، وفي اللفظ الآخر: بُورك لأُمَّتي في بكورها.
وكان صخرٌ الراوي الغامدي يتعاطى التِّجارة، ويبعث تجارته في أول النهار، فأثرى وكثُر ماله، عملًا بهذا الحديث.
وقد خرج النبيُّ ﷺ في غزوة تبوك يوم الخميس، وكان يُحب أن يفعل ذلك، وربما خرج في غير الخميس؛ لأنه خرج في حجّة الوداع يوم السبت.
فالحاصل أنَّ يوم الخميس أفضل إذا تيسر، وإلا فبأي يومٍ خرج لا بأس: يوم السبت، أو الأحد، أو الإثنين، أو الجمعة، أو غيرها لا بأس، لكن إذا تيسر يوم الخميس صباحًا فهو أفضل؛ لأنَّه الغالب من فعل النبي عليه الصلاة والسلام.
وفي هذا الحثّ على التَّأسِّي بالنبي ﷺ في أقواله وأعماله وسيرته عليه الصلاة والسلام؛ لأنَّ الله يقول: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا [الأحزاب:21]، ولكن الأحوال تختلف: فقد تدعو الحاجة إلى السفر آخر النهار، وإذا سافر في غير الخميس يخرج متى دعت الحاجة للخروج، لكن إذا تيسر له أن يكون السفر يوم الخميس صباحًا فهذا حسن.
وفَّق الله الجميع.

الأسئلة

س: كيف يُجْمَع بين هذا الحديث وحديث أنسٍ عند الإمام أحمد: أَدْلِجُوا فإنَّ الأرض تُطوى بالليل؟
ج: هذا لا يُنافي هذا، فخروجه في الليل يسري ولا يُخالف، فلا منافاة.