50 من حديث: (ألا أخبرك بأحب الكلام إلى الله؟)

85 - (2731) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْجِسْرِيِّ، مِنْ عَنَزَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: أَلَا أُخْبِرُكَ بِأَحَبِّ الْكَلَامِ إِلَى اللهِ؟ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَخْبِرْنِي بِأَحَبِّ الْكَلَامِ إِلَى اللهِ، فَقَالَ: إِنَّ أَحَبَّ الْكَلَامِ إِلَى اللهِ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ.

الشيخ: أيش قال الشارح عليه؟
الطالب: قَوْلُهُ (عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْجَسْرِيِّ) بِفَتْحِ الْجِيمِ وَكَسْرِهَا وَبِالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ اسْمُهُ حِمْيَرُ بِكَسْرِ الْحَاءِ وَبِالرَّاءِ هَذَا هُوَ الْأَصَحُّ الْأَشْهَرُ، وَقِيلَ حُمَيْدُ بْنُ بَشِيرٍ يُقَالُ الْعَنَزِيُّ الْجَسْرِيُّ مَنْسُوبٌ إلى بني جسر وهم بَطْنٌ مِنْ بَنِي عَنَزَةَ وَهُوَ جَسْرُ بْنُ تَيْمِ بْنِ الْقَدَمِ بْنِ عَنَزَةَ بْنِ أَسَدِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ نزار بْنِ مَعْدِ بْنِ عَدْنَانَ، كَذَا ذَكَرَهُ السَّمْعَانِيُّ وَآخَرُونَ.
الشيخ: أيش قال على سبحان الله وبحمده؟
....
قَوْلُهُ ﷺ: أَحَبُّ الْكَلَامِ إِلَى اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، وَفِي رِوَايَةٍ أَفْضَلُ هَذَا مَحْمُولٌ عَلَى كَلَامِ الْآدَمِيِّ وَإِلَّا فَالْقُرْآنُ أَفْضَلُ، وَكَذَا قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ أَفْضَلُ مِنَ التَّسْبِيحِ وَالتَّهْلِيلِ الْمُطْلَقِ فَأَمَّا الْمَأْثُورُ فِي وَقْتٍ أَوْ حَالٍ وَنَحْوِ ذَلِكَ فَالِاشْتِغَالُ بِهِ أَفْضَلُ، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
الشيخ: فات الشارح أن الأفضل قول لا إله إلا الله أفضل من سبحان الله وبحمده ولهذا في الصحيح عن النبي ﷺ أنه قال في شعب الإيمان: الإيمان بضع وسبعون شعبة أو قال بضع وستون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق هذا لفظ مسلم رحمه الله، وفي الباب أحاديث كثيرة تدل على أن أفضل الكلام كلام الناس لا إله إلا الله، وأما فضل الكلام من حيث هو فهو كلام الرب القرآن خير الكلام كلام الله، لكن المراد الرسول ﷺ أفضل الكلام كلام الناس فهذا يحتمل أن يكون هذا كان أولاً ثم ظهر له ﷺ أو جاءه الوحي بأن أفضل الكلام لا إله إلا الله ويحتمل أنه أراد بأحب الكلام يعني من أحب الكلام ................... لا على صيغة التفضيل على تقدير من فيكون لا منافاة بينه وبين رواية أفضل الكلام لا إله إلا الله أو يكون هذا قبل أن يعلم ﷺ أن أفضل الكلام لا إله إلا الله ويحتمل على طريقة جماعة من العلم تقدير من من أحب الكلام إلى الله سبحانه الله وبحمده ويكون لا إله إلا الله هي أفضل الكلام الذي تكلم به الناس لأنها أصل الدين وأساس الملة ولأنها في مقام التفضيل ............... قال: الإيمان بضع وسبعون شعبة أو قال بضع وستون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله، هذا صريح أن شعب الإيمان متفاضلة متباينة لكن أعلاها وأفضلها هذه الكلمة العظيمة وهي لا إله إلا الله.
س: هل معنى هذا أن هذا الذكر أفضل من القرآن؟
الشيخ: ما ينافي الفضل كل شيء يؤتى في وقته أفضل لو تقرأ القرآن في الركوع فأنت منهي عن ذلك، وهكذا في السجود، وهكذا بين السجدتين، القرآن في محله، والأذكار في محلها كل شيء في محله أفضل لكن ما ينافي كونه أفضل الكلام كونه أفضل الكلام ما يقتضي أنه يقرأ في السجود أو في الركوع أو في محلات ليست محلا للقراءة كل عبادة في محلها.
س: حديث خير الدعاء دعاء يوم عرفة؟
الشيخ: هذا فيه ضعف يؤيد هذا لكن فيه ضعف.
...........................المناقشة غير واضحة

86 - (2732) حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ الْوَكِيعِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ كَرِيزٍ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ، إِلَّا قَالَ الْمَلَكُ: وَلَكَ بِمِثْلٍ.
الشيخ: في رواية أخرى: بمثله.

87 - (2732) حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ سَرْوَانَ الْمُعَلِّمُ، حَدَّثَنِي طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ كَرِيزٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ الدَّرْدَاءِ، قَالَتْ: حَدَّثَنِي سَيِّدِي أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: مَنْ دَعَا لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ، قَالَ الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِهِ: آمِينَ، وَلَكَ بِمِثْلٍ.
الشيخ: كذلك بدون هاء؟
الطالب: نعم.
الشيخ: أيش قال الشارح؟ الذي أحفظ من الرواية ولك بمثله بالهاء، كما عند الأبي.
الطالب: قَوْلُهُ (بِمِثْلٍ) هُوَ بِكَسْرِ الْمِيمِ وَإِسْكَانِ الثَّاءِ هَذِهِ الرِّوَايَةِ الْمَشْهُورَةِ قَالَ الْقَاضِي وَرَوَيْنَاهُ بِفَتْحِهَا أَيْضًا يُقَالُ هُوَ مِثْلُهُ وَمَثِيلُهُ بِزِيَادَةِ الْيَاءِ أي عديله سواء وفى هذا فضل ..
الشيخ: بس.
الطالب: .........................
الشيخ: والأبي أيش قال؟ ما تكلم؟
الشيخ : نعم نعم
88 - (2733) حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ صَفْوَانَ وَهُوَ ابْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ صَفْوَانَ، وَكَانَتْ تَحْتَهُ الدَّرْدَاءُ، قَالَ: قَدِمْتُ الشَّامَ، فَأَتَيْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ فِي مَنْزِلِهِ، فَلَمْ أَجِدْهُ وَوَجَدْتُ أُمَّ الدَّرْدَاءِ، فَقَالَتْ: أَتُرِيدُ الْحَجَّ الْعَامَ، فَقُلْتُ: نَعَمْ، قَالَتْ: فَادْعُ اللهَ لَنَا بِخَيْرٍ، فَإِنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ يَقُولُ: دَعْوَةُ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ مُسْتَجَابَةٌ، عِنْدَ رَأْسِهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ كُلَّمَا دَعَا لِأَخِيهِ بِخَيْرٍ، قَالَ الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِهِ: آمِينَ وَلَكَ بِمِثْلٍ.
(2732) قَالَ: فَخَرَجْتُ إِلَى السُّوقِ فَلَقِيتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ، فَقَالَ لِي مِثْلَ ذَلِكَ يَرْوِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ.

الشيخ: هذا فيه الحث والتحريض على دعاء المؤمنين لأخيه وأن هذا خير عظيم إذا دعا لأخيه حصل الأمران الإحسان إلى أخيه والملك الموكل يدعو له ويقول ولك بمثله وهذا خير عظيم وفضل كبير ولا ينبغي للمؤمن أن يبخل بدعوة صالحة لأخيه ولاسيما إذا كان مبتلى بمعصية أو أمر يكرهه له فيدعو له أن الله يوفقه وأن الله يمن عليه بالتوبة وأن الله يزيده خيرًا وعلمًا وتوفيقًا ونحو ذلك مما يرضاه لأخيه، ثم هو في هذا قد أحسن إلى نفسه لأنه إذا دعا بهذا الخير فقال له الملك الموكل أمين ولك بمثله.
س:........................
الشيخ: كذلك هذا يدل على هذا المعنى مثل ما قالت أم الدرداء وأصرح منه حديث أويس القرني كما تقدم: من لقيه منكم فليطلب منه الاستغفار ................ خبر عمر في قصة عمرته لما قال له ﷺ: لا تنسنا يا أخي من دعائك، وإن كان فيه مقال لأنه من رواية عاصم بن عبيد الله لكن صححه جماعة والأصل فيه كلام لكن له شواهد يترقى بها إلى الحسن.
س: ماذا عن قول شيخ الإسلام في هذا؟
الشيخ: الذي يظهر أن قول شيخ الإسلام في هذا مرجوح، السنة مقدمة عليه وعلى غيره، السنة صريحة بهذا، فإن قوله إذا دعا لأخيه الموكل يقول ولك بمثل مما يشعر الرغبة بهذا الشيء، وأما حديث صريح وهو صحيح رواه مسلم في الصحيح وحديث عمر صريح وإن كان فيه مقال لكن له شواهد في المعنى وهو إحسان لأخيه لكن بعض الناس قد يكثر من هذا، بعض الناس ينبغي له ألا يكثر، بعض كلما لقيك يقول كلما شافك يقول لا تنسنا من دعائك كل ساعة كل ساعة، ترك هذا أولى، في بعض الأوقات يعني في أوقات غير متكررة يكون بين وقت وآخر لا يلح دائمًا في ذلك؛ لأن هذا قد يثقل على النفوس، لكن إذا كان فعله بعض الأحيان أو عند طول الغربة أو طول الغيبة أو نحو هذا فلعل هذا يكون أولى من الإكثار.
س:............................
الشيخ: المهم عدم الإكثار لأن الإكثار قد يؤذي قد يشق على الناس.
س: قوله: ثم سلوا لي الوسيلة والفضيلة ما فيه جواز  طلب الدعاء من الأدنى؟
الشيخ: كذلك هذا شاهد للمقام أحسنت وهو أفضل الخلق.
.................... المناقشة غير واضحة

88 - وَحَدَّثَنَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ مِثْلَهُ، وَقَالَ: عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ صَفْوَانَ.
89 - (2734) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَابْنُ نُمَيْرٍ - وَاللَّفْظُ لِابْنِ نُمَيْرٍ - قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: إِنَّ اللهَ لَيَرْضَى عَنِ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الْأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا.
89 - وحَدَّثَنِيهِ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ.

الشيخ: وهذا يدل على شرعية الحمد بعد الأكل والشرب وأنه ينبغي للمؤمن أن يحافظ على ذلك، إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، وأن يشرب الشربة فيحمده عليها، هذا فيه فضل عظيم وخير عظيم إن الله ليرضى من عبده هذا، وهو سبحانه المستحق لذلك بإنعامه وإفضاله وإحسانه.

إِنَّ اللهَ لَيَرْضَى عَنِ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الْأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا.
89 - وحَدَّثَنِيهِ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ.
90 - (2735) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، مَوْلَى ابْنِ أَزْهَرَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ، قَالَ: يُسْتَجَابُ لِأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ..

س:......................
الشيخ: .................... ما يجوز ما يصلح تدعو على أخيك .............. إذا كانت قصاص لا بأس إذا قال أخوه له قاتلك الله فقال قاتلك الله أنت هذا قصاص لا بأس، لا يزيد بس عليها، النبي ﷺ قال: المستبان ما قالا فعلى البادئ ما لم يعتد المظلوم إذا قال: قاتلك الله فقال قاتلك الله ولعنك الله يكون زائد عليه في الثانية الأولى قصاص والثانية ظلم أو قال قاتلك الله كررها التكرار غلط أما إذا قال مثلما قال فقط قال: أخزاك الله قال: بل أنت أخزاك الله أو قاتلك الله قال: بل أنت قاتلك الله هذا قصاص وإن زاد فهو يكون ظالم.
س:..........................
الشيخ: الدعاء عليه سواء بالغيب أو بالشهادة كله منكر لا يجوز إلا من باب القصاص.

90 - (2735) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، مَوْلَى ابْنِ أَزْهَرَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ، قَالَ: يُسْتَجَابُ لِأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ، فَيَقُولُ: قَدْ دَعَوْتُ فَلَا - أَوْ فَلَمْ - يُسْتَجَبْ لِي.
91 - (2735) حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ لَيْثٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، حَدَّثَنِي عُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّهُ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدٍ، مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَكَانَ مِنَ الْقُرَّاءِ وَأَهْلِ الْفِقْهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: يُسْتَجَابُ لِأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ، فَيَقُولُ: قَدْ دَعَوْتُ رَبِّي فَلَمْ يَسْتَجِبْ لِي.
92 - (2735) حَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ وَهُوَ ابْنُ صَالِحٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ قَالَ: لَا يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ، مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ، مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا الِاسْتِعْجَالُ؟ قَالَ: يَقُولُ: قَدْ دَعَوْتُ وَقَدْ دَعَوْتُ، فَلَمْ أَرَ يَسْتَجِيبُ لِي، فَيَسْتَحْسِرُ عِنْدَ ذَلِكَ وَيَدَعُ الدُّعَاءَ.

الشيخ:
والمعنى في هذا أنه ينبغي للمؤمن أن يلح في الدعاء وأن يكثر من الدعاء ولا يستبطئ الإجابة فإن الله حكيم عليم   قد يعجل الإجابة لحكمة وقد يقدمها لحكمة وقد يعطى خيرًا مما دعا وقد يصرف عنه من الشر أعظم مما دعا وهو إلى صرفه عنه أشد حاجة وربك أحكم وأعلم ثم الدعاء عبادة أنت مأجور عليه ولو لم يستجب لك أنت مأجور فربما صار هذا الدعاء من أعظم الأسباب في رقة قلبك وصلاح قلبك وإقبالك على الله واجتنابك أسباب المنع من المحارم والمعاصي قد يكون لك فيه خير كثير فلو عجلت الإجابة لربما تركت وتغيرت حالك ولهذا يستجاب لأحدكم ما لم يستعجل ما لم يعجل يقول دعوت ودعوت فلا أراه يستجاب لي ويستحسر عند هذا ويدع الدعاء والله يقول: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60] وفي الحديث الصحيح: ما من عبد يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته في الدنيا وإما أن تدخر له في الآخرة وإما أن ينصرف عنه من الشر مثل ذلك، قالوا: يا رسول الله، إذًا نكثر؟ قال: الله أكثر، فالمؤمن يكثر من الدعاء والإجابة من الله يسأل ربه يستغيث به يضرع إليه يبتعد عن أسباب الشر فالمعاصي وأكل الربا وأكل الحرام من أسباب عدم الإجابة والغفلة عن الله وعدم الإقبال عليه عند الدعاء وعدم العناية بالذل والخضوع والاستكانة والانكسار من أسباب عدم الإجابة كون الدعاء فيه إثم أو قطيعة رحم من أسباب عدم الإجابة فلا بدّ أن ينظر في الأسباب التي قد تكون منعت الإجابة فيتخلى منها ويحذرها ثم ليحسن ظنه بربه فقد يكون في علم الله أنه لو أجيب لكان في ذلك شر عليه فتأخير الإجابة قد يكون فيه خير له ومصلحة له وقد يعطى خيرًا مما طلب قد يدعو بزوجة يطلب الزواج منها أو مال فيعطى خيرًا من ذلك يعطى غيرها يسهل الله له غيرها أحسن منها وقد يطلب مالاً فيعطى ما هو خير من ذلك المال قد يطلب الشفاء من مرض فيؤجل دعاؤه ولا يعجل له الإجابة لما في ذلك من الخير له وأن هذا المرض يكون كفارة لذنوبه فيكون سببًا لصلاح قلبه واستقامة حاله مع ربه وتركه الذنوب الماضية والتوبة إلى الله فلو عجلت له الإجابة لربما بقي على حاله وغفلته وقسوة قلبه إلى غير ذلك من الأسباب إن ربك حكيم عليم .

كتاب الرقاق
93 - (2736) حَدَّثَنَا هَدَّابُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، ح وحَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ، ح وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ، ح وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، كُلُّهُمْ عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، ح وَحَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ فُضَيْلُ بْنُ حُسَيْنٍ - وَاللَّفْظُ لَهُ - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: قُمْتُ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ، فَإِذَا عَامَّةُ مَنْ دَخَلَهَا الْمَسَاكِينُ، وَإِذَا أَصْحَابُ الْجَدِّ مَحْبُوسُونَ، إِلَّا أَصْحَابَ النَّارِ، فَقَدْ أُمِرَ بِهِمْ إِلَى النَّارِ، وَقُمْتُ عَلَى بَابِ النَّارِ، فَإِذَا عَامَّةُ مَنْ دَخَلَهَا النِّسَاءُ.

الشيخ: الجد يعني الغنى والسعة، والمقصود قد يكون أفضل من الفقراء لكن لهم تبعات وعليهم حساب وعليهم شؤون فلهذا حبسوا ولم يعجلوا إلى الجنة حتى يقضى ما لهم وما عليهم والفقراء دخلوا قبل ذلك لقلة الحساب وقلة المسؤولية.

94 - (2737) حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: قَالَ مُحَمَّدٌ ﷺ: اطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ، وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ.
94 - وَحَدَّثَنَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا الثَّقَفِيُّ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ.
94 - وَحَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ، حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ، اطَّلَعَ فِي النَّارِ، فَذَكَرَ بِمِثْلِ حَدِيثِ أَيُّوبَ.
94 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، سَمِعَ أَبَا رَجَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: فَذَكَرَ مِثْلَهُ.
95 - (2738) حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، قَالَ: كَانَ لِمُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ امْرَأَتَانِ، فَجَاءَ مِنْ عِنْدِ إِحْدَاهُمَا، فَقَالَتِ الْأُخْرَى: جِئْتَ مِنْ عِنْدِ فُلَانَةَ؟ فَقَالَ: جِئْتُ مِنْ عِنْدِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، فَحَدَّثَنَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ، قَالَ: إِنَّ أَقَلَّ سَاكِنِي الْجَنَّةِ النِّسَاءُ.

الشيخ: غضبان عليها فلهذا حدثها بهذا الحديث ومشاكل النساء كثيرة ولهذا هن أكثر أهل النار لكثرة شرهن من حديث ابن عباس لما خطبهن ﷺ يوم العيد قال: يا معشر النساء تصدقن وأكثرن الاستغفار فإني رأيتكن أكثر أهل النار فقالت امرأة ولم يا رسول الله؟ قال: لأنكن تكثرن اللعن وتكفرن العشير، اللعن السب والكلام السيئ، وتكفرن العشير يعني الزوج لو أحسن إلى إحداكن الدهر يعني جميع الزمان ثم رأت منه شيئًا يعني شيئًا لا يناسبها قالت: ما رأيت منك خيرًا قط! يعني نسيت كل ما مضى من الإحسان الذي في عشرات السنين المقصود أن لهن مشاكل وسيئات كثيرة لقلة صبرهن وكثرة إقدامهن على ما لا ينبغي ولهذا جرى ما جرى من دخول النار أن أكثر أهلها النساء ومع ذلك هم أكثر أهل الجنة أيضًا لأن معهن الحور العين وكل واحد من أهل الجنة له زوجتان من الحور العين غير زوجاته من أهل الدنيا بضمهن إلى الحور العين هم أكثر أهل الجنة، وأكثر أهل النار بالمعاصي التي يقدمن عليها وكثرة شرهن إلا من هداها الله والجنة لأن كل واحد له زوجات من الحور العين زوجتان أقل واحد له زوجتان غير ما يحصل له من نساء الدنيا فصرن أكثر أهل الجنة أيضًا بضم النساء من الحور العين إليهن كما قال أبو هريرة هن أكثر أهل الجنة وهن أكثر أهل النار.

95 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، قَالَ: سَمِعْتُ مُطَرِّفًا يُحَدِّثُ أَنَّهُ كَانَتْ لَهُ امْرَأَتَانِ، بِمَعْنَى حَدِيثِ مُعَاذٍ.
96 - (2739) حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ أَبُو زُرْعَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ مِنْ دُعَاءِ رَسُولِ اللهِ ﷺ: اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ.

الشيخ: وهذا من جوامع الكلم من الدعوات العظيمة الجامعة يدعو بها عليه الصلاة والسلام: اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، يقال فُجاءة ويقال فَجأة وَجَمِيعِ سَخَطِكَ هذا عام دعاء عظيم فينبغي الإكثار منه ينبغي الإكثار من هذا الدعاء في السجود وفي آخر التحيات وفي آخر الليل وفي سائر الأوقات.

97 - (2740) حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً هِيَ أَضَرُّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ.
98 - (2741) حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، جَمِيعًا عَنِ الْمُعْتَمِرِ - قَالَ: ابْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ - قَالَ: قَالَ أَبِي، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ، وَسَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، أَنَّهُمَا حَدَّثَا عَنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ أَنَّهُ قَالَ: مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِي النَّاسِ فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ.

الشيخ: والواقع شاهد لما قاله عليه الصلاة والسلام فينبغي للمؤمن الحذر أولاً: من جهة ما حرم الله من الفاحشة، وثانيًا: من جهة ما  قد يقع بينه وبين أهله، ينبغي له الحذر سواء كان في بيته وأهله أو في غير ذلك فالخطر عظيم فليس هناك فتنة أشد على الرجال من النساء، نسأل الله السلامة.

98 - وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، ح وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، ح وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، كُلُّهُمْ عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ مِثْلَهُ.
99 - (2742) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي مَسْلَمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نَضْرَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ: إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ، وَإِنَّ اللهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا، فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ، فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ، فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ بَشَّارٍ: لِيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ.

الشيخ:............... فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، اتقوا الدنيا وفتنتها فيما يتعلق بأكل الحرام ولا بالحرام والاشتغال بها عن الآخرة وغير ذلك مما يكون في الدنيا والنساء كذلك اتقوا النساء لئلا يفتن الرجل بهن.

100 - (2743) حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمُسَيِّبِيُّ، حَدَّثَنِي أَنَسٌ يَعْنِي ابْنَ عِيَاضٍ أَبَا ضَمْرَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ أَنَّهُ قَالَ: بَيْنَمَا ثَلَاثَةُ نَفَرٍ يَتَمَشَّوْنَ أَخَذَهُمُ الْمَطَرُ، فَأَوَوْا إِلَى غَارٍ فِي جَبَلٍ، فَانْحَطَّتْ عَلَى فَمِ غَارِهِمْ صَخْرَةٌ مِنَ الْجَبَلِ، فَانْطَبَقَتْ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: انْظُرُوا أَعْمَالًا عَمِلْتُمُوهَا صَالِحَةً لِلَّهِ، فَادْعُوا اللهَ تَعَالَى بِهَا، لَعَلَّ اللهَ يَفْرُجُهَا عَنْكُمْ، فَقَالَ أَحَدُهُمْ: اللهُمَّ إِنَّهُ كَانَ لِي وَالِدَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَانِ، وَامْرَأَتِي، وَلِي صِبْيَةٌ صِغَارٌ أَرْعَى عَلَيْهِمْ، فَإِذَا أَرَحْتُ عَلَيْهِمْ، حَلَبْتُ، فَبَدَأْتُ بِوَالِدَيَّ، فَسَقَيْتُهُمَا قَبْلَ بَنِيَّ، وَأَنَّهُ نَأَى بِي ذَاتَ يَوْمٍ الشَّجَرُ، فَلَمْ آتِ حَتَّى أَمْسَيْتُ، فَوَجَدْتُهُمَا قَدْ نَامَا، فَحَلَبْتُ كَمَا كُنْتُ أَحْلُبُ، فَجِئْتُ بِالْحِلَابِ، فَقُمْتُ عِنْدَ رُءُوسِهِمَا أَكْرَهُ أَنْ أُوقِظَهُمَا مِنْ نَوْمِهِمَا، وَأَكْرَهُ أَنْ أَسْقِيَ الصِّبْيَةَ قَبْلَهُمَا، وَالصِّبْيَةُ يَتَضَاغَوْنَ عِنْدَ قَدَمَيَّ، فَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ دَأْبِي وَدَأْبَهُمْ حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ، فَافْرُجْ لَنَا مِنْهَا فُرْجَةً، نَرَى مِنْهَا السَّمَاءَ، فَفَرَجَ اللهُ مِنْهَا فُرْجَةً، فَرَأَوْا مِنْهَا السَّمَاءَ، وَقَالَ الْآخَرُ: اللهُمَّ إِنَّهُ كَانَتْ لِيَ ابْنَةُ عَمٍّ أَحْبَبْتُهَا كَأَشَدِّ مَا يُحِبُّ الرِّجَالُ النِّسَاءَ، وَطَلَبْتُ إِلَيْهَا نَفْسَهَا، فَأَبَتْ حَتَّى آتِيَهَا بِمِائَةِ دِينَارٍ، فَتَعِبْتُ حَتَّى جَمَعْتُ مِائَةَ دِينَارٍ، فَجِئْتُهَا بِهَا، فَلَمَّا وَقَعْتُ بَيْنَ رِجْلَيْهَا، قَالَتْ: يَا عَبْدَ اللهِ اتَّقِ اللهَ، وَلَا تَفْتَحِ الْخَاتَمَ إِلَّا بِحَقِّهِ، فَقُمْتُ عَنْهَا، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ، فَافْرُجْ لَنَا مِنْهَا فُرْجَةً، فَفَرَجَ لَهُمْ، وَقَالَ الْآخَرُ: اللهُمَّ إِنِّي كُنْتُ اسْتَأْجَرْتُ أَجِيرًا بِفَرَقِ أَرُزٍّ، فَلَمَّا قَضَى عَمَلَهُ قَالَ: أَعْطِنِي حَقِّي، فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ فَرَقَهُ فَرَغِبَ عَنْهُ، فَلَمْ أَزَلْ أَزْرَعُهُ حَتَّى جَمَعْتُ مِنْهُ بَقَرًا وَرِعَاءَهَا، فَجَاءَنِي فَقَالَ: اتَّقِ اللهَ وَلَا تَظْلِمْنِي حَقِّي، قُلْتُ: اذْهَبْ إِلَى تِلْكَ الْبَقَرِ وَرِعَائِهَا، فَخُذْهَا فَقَالَ: اتَّقِ اللهَ وَلَا تَسْتَهْزِئْ بِي فَقُلْتُ: إِنِّي لَا أَسْتَهْزِئُ بِكَ، خُذْ ذَلِكَ الْبَقَرَ وَرِعَاءَهَا، فَأَخَذَهُ فَذَهَبَ بِهِ، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ، فَافْرُجْ لَنَا مَا بَقِيَ، فَفَرَجَ اللهُ مَا بَقِيَ.
100 - وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، ح وحَدَّثَنِي سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، ح وحَدَّثَنِي أَبُو كُرَيْبٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ طَرِيفٍ الْبَجَلِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، وَرَقَبَةُ بْنُ مَسْقَلَةَ، ح وحَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وَحَسَنٌ الْحُلْوَانِيُّ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ يَعْنُونَ ابْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، كُلُّهُمْ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ بِمَعْنَى حَدِيثِ أَبِي ضَمْرَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَزَادُوا فِي حَدِيثِهِمْ: وَخَرَجُوا يَمْشُونَ، وَفِي حَدِيثِ صَالِحٍ يَتَمَاشَوْنَ إِلَّا عُبَيْدَ اللهِ فَإِنَّ فِي حَدِيثِهِ: وَخَرَجُوا وَلَمْ يَذْكُرْ بَعْدَهَا شَيْئًا.
100 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ التَّمِيمِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بِهْرَامَ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ - قَالَ ابْنُ سَهْلٍ: حَدَّثَنَا، وقَالَ الْآخَرَانِ: أَخْبَرَنَا - أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ، يَقُولُ: انْطَلَقَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، حَتَّى آوَاهُمُ الْمَبِيتُ إِلَى غَارٍ وَاقْتَصَّ الْحَدِيثَ بِمَعْنَى حَدِيثِ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: اللهُمَّ كَانَ لِي أَبَوَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَانِ، فَكُنْتُ لَا أَغْبِقُ قَبْلَهُمَا أَهْلًا وَلَا مَالًا وَقَالَ: فَامْتَنَعَتْ مِنِّي حَتَّى أَلَمَّتْ بِهَا سَنَةٌ مِنَ السِّنِينَ، فَجَاءَتْنِي فَأَعْطَيْتُهَا عِشْرِينَ وَمِائَةَ دِينَارٍ وَقَالَ: فَثَمَّرْتُ أَجْرَهُ حَتَّى كَثُرَتْ مِنْهُ الْأَمْوَالُ، فَارْتَعَجَتْ وَقَالَ: فَخَرَجُوا مِنَ الْغَارِ يَمْشُونَ.

الشيخ: فارتعجت؟
الطالب: نعم يقول: هو بالعين المهملة ثم الجيم أي كثرت.
الشيخ: هذا الحديث حديث عظيم فيه آية من آيات الله ودلالة على قدرته العظيمة، وفيه تشجيع على بر الوالدين، وعلى العفة عن المحرمات، وعلى أداء الأمانة والإحسان فيها، فهؤلاء ثلاثة ممن كان قبلنا كما قال النبي ﷺ نزلت بهم مصيبة كارثة عظيمة جعلها الله عبرة للناس ليعلموا أن ربهم بالمرصاد وأنه على كل شيء قدير وأنه القادر على كل شيء وأنه الخلاق العليم، وأنه سبحانه يثيب المطيعين ويجازيهم ولاسيما عند الشدائد لا تذهب تلك الأعمال يجزون عليها في الدنيا مع جزائهم في الآخرة، فهؤلاء ثلاثة آواهم المطر وفي رواية ثانية المبيت ولا مانع منهما قد يكون اجتمع لهم هذا وهذا المطر والليل فجاء الليل والمطر فاضطروا إلى غار فدخلوا فيه فانحدرت صخرة من فوق فسدت عليهم الغار وهي عظيمة لا يستطيعون دفعها فعظم عليهم الأمر واشتد بهم الكرب حتى اجتمع رأيهم أن يفزعوا إلى الله وأن يسألوه سبحانه أن يخلصهم من هذه المصيبة وهذه الكارثة وأن يتوسلوا إليه بصالح أعمالهم وفي هذا حث على اللجأ إلى الله والبدار بدعائه والضراعة إليه عند الشدائد والكروب وهو القائل سبحانه: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ  [النمل:62] وهو القائل: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60] فهذه ضرورة عظيمة فلهذا ضرعوا إليه ودعوه واستغاثوا به وبينوا بعض الأعمال التي عملوها لوجهه الكريم وتوسلوا بها إليه ليخلصهم من هذا الكرب العظيم، فأحدهم توسل إليه ببره لوالديه وأنه كان لا يغبق قبل والديه أهلاً ومالاً والغبوق اللبن يشربونه في أول الليل بعد العشاء والصبوح ما يشرب في أول النهار فنأى به طلب الرعي ذات ليلة فلم يرح إلا وقد ناما فوقف عند رؤوسهما بالقدح ينتظر استيقاظهما وكره أن يسقيا صبيته وأهله قبلهما فما زال هكذا دأبه ودأبهما حتى طلع الفجر وهو واقف ينتظرهما وكره إيقاظهما قال اللهم إن كنت تعلم أني فعلت هذا ابتغاء وجهك فافرج عنا فرجة نرى منها السماء فأجاب الله دعوته وانحدرت الصخرة قليلاً ورأوا السماء فصار هذا من مفاتيح الفرج ومما يبشرهم بأن دعوتهم مستجابة وأنهم وفقوا، ثم قال الثاني: اللهم إنه كانت له ابنة عم يحبها كأشد ما يحب الرجال النساء فأرادها على نفسها فامتنعت منه يعني للفاحشة فألمت بها سنة يعني حاجة وشدة فجاءت إليه فأبى إلا أن تمكنه من نفسه فاتفقا على مائة وعشرين دينارًا مائة وعشرين جنيه من الذهب حتى تمكنه من نفسها فسلم لها الذهب وجلس بين رجليها للجماع فقالت لها: يا عبد الله اتق الله ولا تفتح الخاتم إلا بحقه، وفي اللفظ الآخر: ولا تفض الخاتم إلا بحقه، فعند هذا خاف من الله وقام ولم يجامعها مع كونه يحبها كثيرا ومع كونها سلمت له نفسها وأعطاها المال لكنها خوفته من الله فخاف بعد قدرته، وفي هذا الحث على الخوف من الله ومراقبته ولاسيما مع القدرة على المعصية الواجب الحذر والخوف فإن الله أقدر منه على ما فعل فقام وترك لها الذهب خوفًا من الله وقال: اللهم إن كنت تعلم أني فعلت هذا  ابتغاء وجهك يعني خوفًا منك ورغبة فيما عندك في العفة عما حرم الله فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة بعض الشيء ولكنهم لا يستطيعون الخروج، ثم دعا الثالث وذكر أنه استأجر أجراء وأخذوا أجورهم إلا شخصًا واحدًا لم يأخذ أجره فنماه له وعمل فيه حتى صار له أبل ورعاءها وهي رقيق وفي الرواية الأخرى ............. إبل وغنم وبقر ورقيق فجاءه بعد دهر فقال: أعطني حقي، فقال: كل ما ترى من حقك خذه، فقال: اتق الله ولا تستهزئ بي، قال: ما استهزئ بك خذه هو مالك فاستاقه كله من البقر والغنم والإبل والرقيق بدلاً من آصع من ذرة أو أرز ............ نماها وثمرها حتى صارت هذه الأموال الكثيرة هذه ثمرة أداء الأمانة والحرص على أداء الأمانة والنصح ثم سلم ذلك كله له وسأل ربه اللهم إن كنت تعلم أني فعلت هذا ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة خرجوا.
هذا فيه فوائد عظيمة وأن الإنسان قد يصاب ببعض النوازل والكروب والكوارث وأنه ينبغي له عند ذلك أن يضرع إلى الله وأن يلجأ إليه ويسأله التفريج وهو قريب مجيب .
وفيه دلالة على ما قاله سبحانه: إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [يس:82] صخرة نزلت حالاً ثم انفرجت حالاً وفيه فضل الدعاء والضراعة إلى الله والإخلاص له واللجأ إليه جل وعلا وأنه يجيب الدعاء وأنه يجيب المضطر والأعمال الصالحة تشفع لأهلها وتنفعهم عند التوسل بها، وفيه الحرص على العفة عما حرم الله، والحرص على بر الوالدين، والحرص على أداء الأمانة كل ذلك يستفاد من هذا الحديث العظيم، والله المستعان.