57 من حديث: (لا أحد أَصبر على أذى يسمعه من الله عز وجل..)

49 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَأَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ بِمِثْلِهِ، إِلَّا قَوْلَهُ وَيُجْعَلُ لَهُ الْوَلَدُ فَإِنَّهُ لَمْ يَذْكُرْهُ.
50 - (2804) وحَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ قَيْسٍ، قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: مَا أَحَدٌ أَصْبَرَ عَلَى أَذًى يَسْمَعُهُ مِنَ اللهِ تَعَالَى، إِنَّهُمْ يَجْعَلُونَ لَهُ نِدًّا وَيَجْعَلُونَ لَهُ وَلَدًا وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ يَرْزُقُهُمْ وَيُعَافِيهِمْ وَيُعْطِيهِمْ.

الشيخ: وعبد الله بن قيس هو أبو موسى.

51 - (2805) حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِأَهْوَنِ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا: لَوْ كَانَتْ لَكَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، أَكُنْتَ مُفْتَدِيًا بِهَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَيَقُولُ: قَدْ أَرَدْتُ مِنْكَ أَهْوَنَ مِنْ هَذَا وَأَنْتَ فِي صُلْبِ آدَمَ: أَنْ لَا تُشْرِكَ - أَحْسِبُهُ قَالَ: وَلَا أُدْخِلَكَ النَّارَ - فَأَبَيْتَ إِلَّا الشِّرْكَ.
الشيخ:
هذه الإرادة ما هي، شرعية وإلا كونية؟ قال: أردت منك وأنت في صلب أبيك أن لا تشرك بي فأبيت إلا تشرك بي؟
الطالب: كلاهما.
الشيخ: شرعية وإلا كونية؟ الكونية تخالف وإلا ما تخالف؟ تقع إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [يس:82] هذه إرادة شرعية يعني أمر بها ورضيت منك، نعم معناه الأمر والرضى، نعم شرعية، ولهذا لم يقع منه، ولو كانت كونية لما أشرك لكنها شرعية أراد الله من العباد ألا يشركوا فأبى أكثرهم إلا الكفر، نسأل الله العافية.

51 - حَدَّثَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ بِمِثْلِهِ، إِلَّا قَوْلَهُ: وَلَا أُدْخِلَكَ النَّارَ فَإِنَّهُ لَمْ يَذْكُرْهُ.
52 - (2805) حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَابْنُ بَشَّارٍ - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا، وقَالَ الْآخَرُونَ: حَدَّثَنَا - مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ، قَالَ: يُقَالُ لِلْكَافِرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ لَكَ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا، أَكُنْتَ تَفْتَدِي بِهِ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَيُقَالُ لَهُ: قَدْ سُئِلْتَ أَيْسَرَ مِنْ ذَلِكَ.
53 - (2805) وَحَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ح وحَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ يَعْنِي ابْنَ عَطَاءٍ، كِلَاهُمَا عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ بِمِثْلِهِ. غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: فَيُقَالُ لَهُ: كَذَبْتَ، قَدْ سُئِلْتَ مَا هُوَ أَيْسَرُ مِنْ ذَلِكَ.

الشيخ: وهذا يبين معنى أردت، وأنه يعني أمر أن يعبد الله وأمر بهذا، فأبى وأطاع هواه والشيطان، نسأل الله العافية.

54 - (2806) حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ - وَاللَّفْظُ لِزُهَيْرٍ - قَالَا: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ كَيْفَ يُحْشَرُ الْكَافِرُ عَلَى وَجْهِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: أَلَيْسَ الَّذِي أَمْشَاهُ عَلَى رِجْلَيْهِ فِي الدُّنْيَا، قَادِرًا عَلَى أَنْ يُمْشِيَهُ عَلَى وَجْهِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ قَتَادَةُ: بَلَى، وَعِزَّةِ رَبِّنَا.
الشيخ: ويشير إلى قوله جل وعلا: وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا [الإسراء:97] بين عليه الصلاة والسلام أن الذي أمشاه على رجليه هو القادر على أن يمشيه على وجهه، نسأل الله السلامة، هكذا يسحب على وجهه، نسأل الله السلامة، ولا حول ولا قوة إلا بالله!.
س: ...............
الشيخ: من جهة المعنى لكن هذا يوم القيامة يسحبون على وجوههم إلى النار نعوذ بالله، إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ [غافر:71] فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ [غافر:72]، نسأل الله العافية.

55 - (2807) حَدَّثَنَا عَمْرٌو النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: يُؤْتَى بِأَنْعَمِ أَهْلِ الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُصْبَغُ فِي النَّارِ صَبْغَةً، ثُمَّ يُقَالُ: يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ خَيْرًا قَطُّ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ نَعِيمٌ قَطُّ؟ فَيَقُولُ: لَا، وَاللهِ يَا رَبِّ وَيُؤْتَى بِأَشَدِّ النَّاسِ بُؤْسًا فِي الدُّنْيَا، مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيُصْبَغُ صَبْغَةً فِي الْجَنَّةِ، فَيُقَالُ لَهُ: يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ بُؤْسًا قَطُّ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ شِدَّةٌ قَطُّ؟ فَيَقُولُ: لَا، وَاللهِ يَا رَبِّ مَا مَرَّ بِي بُؤْسٌ قَطُّ، وَلَا رَأَيْتُ شِدَّةً قَطُّ.
الشيخ:
يعني ليس كل واحد ما كان في الدنيا من شدة ومن رخاء الكافر إذا أدخل النار وسئل: هل مر بك نعيم هل مر بك خير؟ يقول لا، نسي النعيم الذي في الدنيا ذهب كل ذلك لما رأى من العذاب الأليم الذي أنساه وأفقده كل شيء، والمؤمن إذا دخل الجنة وقد أصابه في الدنيا فقر وحاجة وشدة وبلاء ويقال له: هل مر بك شدة؟ فيقول: لا  يا رب، نسي ذلك وذهب ذلك عنه، هذا يدل على عظم نعيم الآخرة وعظم عذابها، فعذابها ينسي كل شيء، ونعيمها ينسي كل شيء، والله المستعان.
س: هذا عام أو خاص بأنعم أهل الدنيا؟
الشيخ: مثل ما قال النبي ﷺ أنعم أهل الدنيا ............. يمكن هذا عند أول من يدخل وإلا هم بعد ذلك في الجنة يتحدثون ويتساءلون عما أصابهم في الدنيا وما حصل لهم في الدنيا وما هم فيه من النعيم، لعل هذا والله أعلم مثل ما قال أول ما يصبغ يعني أول ما يدخل وكذلك الكافر أول ما يدخل، نسأل الله العافية.
س: لكن ما يكون خاص بأنعم أهل الدنيا وأشقى أهلها؟
الشيخ: هذا ظاهر السياق ولكن ما يمنع من الثاني لأنه إذا كان أنعم أهل الدنيا................ فمن باب أولى من كان دونه يعني ............... فمن باب أولى.
س: هل الصبغ يكون عام لكل أحد أو أنه خاص به ؟
الشيخ: الظاهر والله أعلم أنه لغيره من باب أولى، لما ذكر أنعم أهل الدنيا لأنه هو الذي قد لا ينسى ما هو فيه من النعيم العظيم والقصور والجواري والملك وما يحصل له من النعيم من الملابس والمآكل فإذا كان هذا ينسى فكيف بالضعيف الآخر الذي هو دونه من باب أولى من باب ضرب الأمثال، ما تكلم على يصبغ؟
الطالب: ما تكلم عليه.
الشيخ: والأبي تكلم شيء؟
الطالب: ......................
الشيخ: أيش هذا؟
الطالب : النووي.
الشيخ: أعد.
الطالب: ......................
الشيخ: نعم المقصود دخوله أول ما يدخل الجنة أول ما يدخلها، نعم.

56 - (2808) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ - وَاللَّفْظُ لِزُهَيْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: إِنَّ اللهَ لَا يَظْلِمُ مُؤْمِنًا حَسَنَةً، يُعْطَى بِهَا فِي الدُّنْيَا وَيُجْزَى بِهَا فِي الْآخِرَةِ، وَأَمَّا الْكَافِرُ فَيُطْعَمُ بِحَسَنَاتِ مَا عَمِلَ بِهَا لِلَّهِ فِي الدُّنْيَا، حَتَّى إِذَا أَفْضَى إِلَى الْآخِرَةِ، لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَةٌ يُجْزَى بِهَا.
الشيخ:
وهذا من فضل الله وإحسانه، المؤمن يجمع الله له بين الخيرين فيجزى في الدنيا خيرًا على أعماله الصالحات وأعظم من ذلك ما يقع لقلبه من السرور والغبطة والراحة والنعيم، ثم ما يحصل له من الخير العاجل بالنصر والتأييد والنعم الكثيرة، ومع ذلك له في الجنة أكمل من ذلك وأفضل، يجمع الله له بين الخيرين والناس في هذا متفاوتون على حسب أعمالهم، أما الكافر فيطعم بأعماله الطيبة في الدنيا يجازى بها في الدنيا: كالصدقات أو عتق أو صلة رحم أو بر والدين يجزى في الدنيا فإن أفضى إلى الآخرة ما له حسنة ليس له إلا النار - نعوذ بالله - كل أعماله ذهبت، جوزي بها في الدنيا وتحبط يوم القيامة: وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُون [الأنعام:88] لا يجزون بها في الآخرة لأنها حابطة وقد جوزوا بها في الدنيا أيضًا إذا كان قد جوزي بها في الدنيا.
س:......................
الشيخ: هذا في الآخرة .............. في الآخرة، وأما في الدنيا يجزى في الدنيا ما يشاءه الله على أعماله على صلة الرحم أو بره لوالديه أو إكرامه الضيف أو اعتاقه العبيد أو الصدقة على الفقراء لا يضيع عند الله عمل يجزى بها في الدنيا.
س:......................
الشيخ: الظاهر والله أعلم أنه يعملها لله هذا الكلام للذي في الله لأن الكافر قد يعمل أشياء لله يظن أنه مفيد يظن أنه مهتدي كما قال : إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ [الأعراف:30] قد يعملها يرجو ما عند الله من خلف من جود ومن كرم فيجازى بها يشاءه سبحانه وتعالى، أما الغافل الذي ما قصد الله في شيء وإنما يعمل حسب طبيعته وحسب رغبته فهذا ما هو داخل في هذا قد لا يجزى بشيء.
س:................
الشيخ: يروى وما في دليل يعتمد عليه جاء في بعض الروايات أنه يسقى بعتاقته ثويبة يسقى بشيء في طرف أصبعه، والله أعلم.
الطالب: هنا كلام للنووي يقول وفي هذا الحديث دليل على أنه يجوز أن يقول الإنسان: الله يقول.
الشيخ: ما فيه شيء.
الطالب: وَقَدْ أَنْكَرَهُ بَعْضُ السَّلَفِ، وَقَالَ: يُكْرَهُ أَنْ يَقُولَ اللَّهُ يَقُولُ، وَإِنَّمَا يُقَالُ: قَالَ اللَّهُ.
الشيخ: لا حرج في هذا وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ [الأحزاب:4] وهذا الذي يروى عن بعض السلف ليس بشيء إن صح فهو خطأ سواء قال الله قال الله تعالى: اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ [الأعراف:3] قال الله تعالى: .................. أو يقول الله كذا وكذا ما في بأس مثل ما قال سبحانه: وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ [الأحزاب:4].
س:......................
الشيخ: تسامح في العبارة ما يضر.

57 - (2808) حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ النَّضْرِ التَّيْمِيُّ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ حَدَّثَ عَنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ إِنَّ الْكَافِرَ إِذَا عَمِلَ حَسَنَةً أُطْعِمَ بِهَا طُعْمَةً مِنَ الدُّنْيَا، وَأَمَّا الْمُؤْمِنُ، فَإِنَّ اللهَ يَدَّخِرُ لَهُ حَسَنَاتِهِ فِي الْآخِرَةِ وَيُعْقِبُهُ رِزْقًا فِي الدُّنْيَا عَلَى طَاعَتِهِ.
57 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الرُّزِّيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ بِمَعْنَى حَدِيثِهِمَا.
58 - (2809) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ الزَّرْعِ لَا تَزَالُ الرِّيحُ تُمِيلُهُ، وَلَا يَزَالُ الْمُؤْمِنُ يُصِيبُهُ الْبَلَاءُ، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ كَمَثَلِ شَجَرَةِ الْأَرْزِ، لَا تَهْتَزُّ حَتَّى تَسْتَحْصِدَ.
58 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ، غَيْرَ أَنَّ فِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ - مَكَانَ قَوْلِهِ: تُمِيلُهُ - تُفِيئُهُ.
59 - (2810) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنِي ابْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ كَعْبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ الْخَامَةِ مِنَ الزَّرْعِ، تُفِيئُهَا الرِّيحُ، تَصْرَعُهَا مَرَّةً وَتَعْدِلُهَا أُخْرَى، حَتَّى تَهِيجَ، وَمَثَلُ الْكَافِرِ كَمَثَلِ الْأَرْزَةِ الْمُجْذِيَةِ عَلَى أَصْلِهَا، لَا يُفِيئُهَا شَيْءٌ، حَتَّى يَكُونَ انْجِعَافُهَا مَرَّةً وَاحِدَةً.

الشيخ:
المقصود من هذا أنه في حال المؤمن وحال الكافر، وأن المؤمن في الغالب في الوصف الأغلبي لا يزال تصيبه المصائب مثل خامة الزرع تفيئها الريح هكذا وهكذا تجعفها تارة وتقيمها أخرى الرياح ولا يلزم من هذا سقوطها وتلفها لكن تصيبه الآفات والمصائب من مرض من حمى من ألم عين ألم ضرس ألم كذا يلحقه أشياء كما تلحق الزرع بعض الآفات بخلاف الكافر والمنافق فإنه في الغالب يعيش صحيح البدن صحيح القوى حتى يموت كشجرة الأرزة شجرة معروفة في الشام قوية صلبة إنما تموت مرة واحدة لا تميلها الرياح ولا يأتيها شيء من الآفات في حال نشاطها وقوتها حتى تنتهي مدتها وتسقط، فالمقصود أن الكافر قليل المصائب يملى له ويمهل: وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ [الأعراف:183] سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ [الأعراف:182] فالمؤمن يبتلى بأشياء تكفر بها سيئاته وتحط بها خطاياه ويكون قدوة لغيره في ذلك، كالأنبياء عليهم الصلاة والسلام أشد الناس بلاء الأنبياء.

60 - (2810) حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ الْخَامَةِ مِنَ الزَّرْعِ، تُفِيئُهَا الرِّيَاحُ، تَصْرَعُهَا مَرَّةً وَتَعْدِلُهَا، حَتَّى يَأْتِيَهُ أَجَلُهُ، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ مَثَلُ الْأَرْزَةِ الْمُجْذِيَةِ الَّتِي لَا يُصِيبُهَا شَيْءٌ حَتَّى يَكُونَ انْجِعَافُهَا مَرَّةً وَاحِدَةً.
الشيخ:
تكلم على شجرة الأرزة؟
الطالب: نعم، وَأَمَّا الْأَرْزَةُ فَبِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَرَاءٍ سَاكِنَةٍ ثم زاي هذا هو المشهور في ضَبْطِهَا وَهُوَ الْمَعْرُوفُ فِي الرِّوَايَاتِ وَكُتُبِ الْغَرِيبِ، وَذَكَرَ الْجَوْهَرِيُّ وَصَاحِبُ نِهَايَةِ الْغَرِيبِ أَنَّهَا تُقَالُ أَيْضًا بِفَتْحِ الرَّاءِ، قَالَ فِي النِّهَايَةِ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ هِيَ الْآرِزَةُ بِالْمَدِّ وَكَسْرِ الرَّاءِ عَلَى وَزْنِ فَاعِلَةٍ وَأَنْكَرَهَا أَبُو عُبَيْدٍ، وَقَدْ قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ: الْآرِزَةُ بِالْمَدِّ هِيَ الثَّابِتَةُ وَهَذَا الْمَعْنَى صَحِيحٌ هُنَا فَإِنْكَارُ أَبِي عُبَيْدٍ مَحْمُولٌ عَلَى إِنْكَارِ رِوَايَتِهَا كَذَلِكَ لَا إِنْكَارَ لِصِحَّةِ مَعْنَاهَا، قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ وَالْغَرِيبِ شَجَرٌ مَعْرُوفٌ يُقَالُ لَهُ الْأَرْزَنُ يُشْبِهُ شَجَرَ الصَّنَوْبَرِ بِفَتْحِ الصَّادِ يَكُونُ بِالشَّامِ وَبِلَادِ الْأَرْمَنِ، وَقِيلَ: هُوَ الصَّنَوْبَرُ.
الشيخ: الأبي زاد شيء؟
غير واضح.......................
الشيخ: نعم، نعم.

61 - (2810) وحَدَّثَنِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ وَمَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ، قَالَا: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، غَيْرَ أَنَّ مَحْمُودًا قَالَ فِي رِوَايَتِهِ، عَنْ بِشْرٍ: وَمَثَلُ الْكَافِرِ كَمَثَلِ الْأَرْزَةِ وَأَمَّا ابْنُ حَاتِمٍ فَقَالَ: مَثَلُ الْمُنَافِقِ كَمَا قَالَ زُهَيْرٌ.
62 - (2810) وَحَدَّثَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ هَاشِمٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا يَحْيَى وَهُوَ الْقَطَّانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: ابْنُ هَاشِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، وقَالَ ابْنُ بَشَّارٍ: عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ بِنَحْوِ حَدِيثِهِمْ، وَقَالَا جَمِيعًا فِي حَدِيثِهِمَا: عَنْ يَحْيَى «وَمَثَلُ الْكَافِرِ مَثَلُ الْأَرْزَةِ».
63 - (2811) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ السَّعْدِيُّ - وَاللَّفْظُ لِيَحْيَى - قَالُوا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنُونَ ابْنَ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةً لَا يَسْقُطُ وَرَقُهَا، وَإِنَّهَا مَثَلُ الْمُسْلِمِ، فَحَدِّثُونِي مَا هِيَ؟ فَوَقَعَ النَّاسُ فِي شَجَرِ الْبَوَادِي، قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ، فَاسْتَحْيَيْتُ، ثُمَّ قَالُوا: حَدِّثْنَا مَا هِيَ؟ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ فَقَالَ: هِيَ النَّخْلَةُ قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعُمَرَ، قَالَ: لَأَنْ تَكُونَ قُلْتَ: هِيَ النَّخْلَةُ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كَذَا وَكَذَا.

الشيخ:
هذا مثل المؤمن في كثرة نفعه كثرة خيره، المثل الأول في الزرع فيما يصيبه من البلاوي والآفات والمصائب فهما مثلان: الأول: فيما يصيبه ويعتريه من المصائب فيصبر ويحتسب، والثاني: تمثيله بالنخلة كثرة نفعه فهو ناصح محسن جواد كريم فيه أنواع الخير كالشجرة من النخل فيها أنواع الخير من الثمرة النافعة العظيمة جذعها نافع وسعفها نافع وليفها نافع وشحمها نافع وكلها نافعة فهكذا المؤمن كله نفع.
س: هل هي شجرة الأرزالمعروفة الآن؟
الشيخ: الأرزة شجرة، وأما المأكول هذا أرز هذا زرع، الأرزة هذه تشبه الصنوبر كما قال شجرة عظيمة طويلة قوية ضخمة صلبة تكون في الشام........... موجودة في لبنان كما ذكروا معروفة عندهم، وموجودة في دمشق نعم.

64 - (2811) حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْغُبَرِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ الضُّبَعِيِّ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: يَوْمًا لِأَصْحَابِهِ: أَخْبِرُونِي عَنْ شَجَرَةٍ، مَثَلُهَا مَثَلُ الْمُؤْمِنِ فَجَعَلَ الْقَوْمُ يَذْكُرُونَ شَجَرًا مِنْ شَجَرِ الْبَوَادِي، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: وَأُلْقِيَ فِي نَفْسِي أَوْ رُوعِيَ، أَنَّهَا النَّخْلَةُ، فَجَعَلْتُ أُرِيدُ أَنْ أَقُولَهَا، فَإِذَا أَسْنَانُ الْقَوْمِ، فَأَهَابُ أَنْ أَتَكَلَّمَ، فَلَمَّا سَكَتُوا، قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: هِيَ النَّخْلَةُ.
الشيخ:
تقدم أن عمر قال: لئن كنت قلتها أحب إليّ من كذا وكذا، يعني: ينبغي للطالب أن يتكلم بما عنده ولو  أنه صغير ولو مع طلبة أكبر منه، فابن عمر استحيا أنه يقول هي النخلة لأن هناك من هو أكبر منه في السن، المقصود أنه استحيا من وجود كبار السن فعمر أحب منه أن يتكلم فالإنسان لا يحقر نفسه في العلم، يتكلم بالعلم ويسأل ويبحث ويجيب السائل حسب ما ظهر له، وكان من أسباب فهم ابن عمر لها أنه ذكر ذلك وبيده جمار شحمة النخل، فهذا من القرائن أنه أراد النخلة عندما تحدث عن شجرة لا يسقط ورقها وهو بيده جمار شحم النخل نعم.
الطالب: الأرزة بالضم شجر الصنوبر أو ذكره .
الشيخ: يعني فحاله، المقدم أنه شجر الصنوبر مطلقًا يعني ذكره وأنثاه.
الطالب: ......................
الشيخ: نعم، نعم.

64 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَابْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: صَحِبْتُ ابْنَ عُمَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَمَا سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ إِلَّا حَدِيثًا وَاحِدًا، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ، فَأُتِيَ بِجُمَّارٍ، فَذَكَرَ بِنَحْوِ حَدِيثِهِمَا.
64 - وَحَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا سَيْفٌ، قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا، يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: أُتِيَ رَسُولُ اللهِ ﷺ بِجُمَّارٍ فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِهِمْ.
64 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ ﷺ، فَقَالَ: أَخْبِرُونِي بِشَجَرَةٍ شِبْهِ، أَوْ كَالرَّجُلِ الْمُسْلِمِ لَا يَتَحَاتُّ وَرَقُهَا - قَالَ إِبْرَاهِيمُ: لَعَلَّ مُسْلِمًا قَالَ: وَتُؤْتِي أُكُلَهَا، وَكَذَا وَجَدْتُ عِنْدَ غَيْرِي أَيْضًا، وَلَا تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ. قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ، وَرَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ لَا يَتَكَلَّمَانِ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ أَوْ أَقُولَ شَيْئًا، فَقَالَ عُمَرُ: لَأَنْ تَكُونَ قُلْتَهَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كَذَا وَكَذَا.

الشيخ:
وفيه من الفوائد كما تقدم طرح العالم المسألة بين الطلبة ليختبر ما عندهم من الفهم وليحذقوا العلم لأن السؤال له أثر كبير في استحضار الفهم والاستعداد للعلم ولفت القلوب إلى ما يقال والصحابة خير الناس وأفهمهم وأفضلهم ومع هذا أوقع عليهم الكثير، دائمًا يقول كذا وكذا ما معنى كذا وكذا لينتبه المسؤول وليستعد لما يقوله النبي عليه الصلاة والسلام مثل ما قال لمعاذ: أتدري ما حق الله على العباد.. ومثل ما قال هنا: إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها أخبروني ما هي؟ وله أسئلة كثيرة مع أصحابه عليه الصلاة والسلام فإلقاء السؤال من المعلم على الطلبة ومن الزميل على زملائه ومن العلماء فيه فوائد كثيرة؛ لأن ذلك يعين على فهم العلم ويذكر بالعلم والشيء الذي يقع السؤال يكون أوقع في الذهن من الذي يمر من دون سؤال يبقى في الذهن أكثر. تكلم على الجمار؟
الطالب: هُوَ بِضَمِّ الْجِيمِ وَتَشْدِيدِ الْمِيمِ وَهُوَ الَّذِي يُؤْكَلُ مِنْ قَلْبِ النَّخْلِ يَكُونُ لَيِّنًا.
الشيخ: بس؟
الطالب: نعم.
الشيخ: نعم.

65 - (2812) حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا، وقَالَ عُثْمَانُ حَدَّثَنَا - جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ، يَقُولُ: إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ.
65 - وَحَدَّثَنَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، ح وَحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، كِلَاهُمَا عَنِ الْأَعْمَشِ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ.

الشيخ:
قد غلط بعض الناس في فهم هذا الحديث حتى ظنوا أن الجزيرة لا يقع فيها شرك وأن ما يقع فيها من عبادة غير الله والاستغاثة بغير الله ونحو ذلك أن هذا ليس بشرك، وظن هؤلاء أن ما يفعله عباد القبور من دعوة الأموات والاستغاثة بالأموات أن هذا ليس بشرك؛ لأنه وقع في الجزيرة والرسول قال: إن الشيطان قد يئس أن يعبد في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم وهذا وهم عظيم، وخطر كبير، نشأ عن سوء الفهم، وعن عدم العلم بالروايات الأخرى والأحاديث الأخرى الدالة على وقوع الشرك في هذه الجزيرة وفي الأمة فإن الرسول ﷺ قال: إن الشيطان قد يئس ما قال إن الله يأسه فإنه قد ييأس من الشيء فيحصل، ويرجوه ولا يحصل ليس بمعصوم في يئسه ولا في رجائه هو أخبث الناس وأكفرهم وأشرهم فيأسه ورجاؤه كلاهما غير معصوم فقد يئس من الشيء ويحصل وقد يرجوه ولا يحصل، والشيطان لما رأى ظهور الإسلام ودخول الناس في دين الله أفواجًا وانتصار الدين وظهور أمر الله على أعدائه يئس من عودة الناس إلى الكفر وأن يعبده أصحاب الجزيرة العربية، وقال آخرون إنه يئس أن يعبده المصلون يعني في وقت النبي ﷺ وهم الصحابة وأن يكفروا بعد إسلامهم، وقال آخرون جوابًا ثالثًا وهو: أن المراد أنه يأس أن يطبق الناس على الشرك وأن يكفروا كلهم، فالناس لا يزال منهم طائفة على الحق، وكل الأجوبة صحيحة أما قول من قال إنه لا يقع الشرك هذا هو الباطل هذا هو الفساد، أما أهل العلم فأجابوا بهذه الأجوبة أنه ييأس وهو غير معصوم، الجواب الثاني: أنه ييأس أن يعبده المصلون أل للعهد الصحابة ومن كان في زمانهم ممن أظهر الله على يده الإسلام والتوحيد وهدم الله على يديه أحزاب الكفر فيأس أن يعودوا إلى الكفر بعدما هداهم الله وهذا حق لم يعودوا والحمد لله.
والقول الثالث: أنه يأس أن يجمع الناس على الكفر وأن يرتدوا عن دينهم، والجواب الأول أظهرها والجوابان الآخران صحيحان وقد دلت الأدلة على وقوع الشرك في هذه الجزيرة قال ﷺ: لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض الله الله، وقال عليه الصلاة والسلام: لا تقوم الساعة حتى تعبد فئام من أمتي الأوثان وقال: لا تقوم الساعة حتى تضطرب آليات نساء دوس حول ذي الخلصة وهي في الجزيرة العربية وقال: لا تقوم الساعة حتى تعبد اللات والعزى لا تمر الليالي والأيام حتى تعبد اللات والعزى، واللات والعزى في الجزيرة وقال: لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه إلى غير ذلك من الأدلة الدالة على أن الشرك يقع في الجزيرة وفي غير الجزيرة، وأنه بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ، وأن هذا اليأس من الشيطان ليس معناه أن الشرك لا يقع، بل هو يأس من شيء لما رأى ظهور الإسلام وانتصار المسلمين ويأسه غير معصوم كما أن رجاءه غير معصوم.
س: القول الأول ما هو؟
الشيخ: هذا الأول يأسه غير معصوم، أما القول الثاني: أنه يأس من عودة المصلين العهد الذهني يعني الصحابة ومن كان في زمانهم، والقول الثالث: أنه يأس أن يجمع الناس على الكفر وهذا حق.
................. مناقشة غير واضحة.
س: يقول النووي أن الشرك لا يقع في الجزيرة؟
الشيخ: هذا غلط من النووي أيش يقول؟
الطالب: يقول: وهذا الحديث من معجزات النبوة وقد سبق بيان جزيرة العرب ومعناه أيس أن يعبده أهل جزيرة العرب ولكنه سعى في التحريش بينهم والخصومات والشحناء والحروب والفتن ونحوها.
الشيخ: ما فهم الحديث كما ينبغي النووي وأشباهه، لهم أغلاط كثيرة، عفا الله عنا وعنهم.

66 - (2813) حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا، وقَالَ عُثْمَانُ: حَدَّثَنَا - جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ، يَقُولُ: إِنَّ عَرْشَ إِبْلِيسَ عَلَى الْبَحْرِ، فَيَبْعَثُ سَرَايَاهُ فَيَفْتِنُونَ النَّاسَ، فَأَعْظَمُهُمْ عِنْدَهُ أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً.
الشيخ: جعله الله فتنة للناس ليصدهم عن سبيل الله وليوقعهم في الشرك وليفرق بين الناس هذا مقدم عنده.

67 - (2813) حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ - وَاللَّفْظُ لِأَبِي كُرَيْبٍ - قَالَا: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: إِنَّ إِبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ، ثُمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ، فَأَدْنَاهُمْ مِنْهُ مَنْزِلَةً أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً،
الشيخ: يعني يتشبه بالله لأن الله عرشه على الماء فهو يتشبه بالله، فيضع عرشه على الماء تشبهًا بالله عز وجل ليصد الناس، ويغري الناس بالفساد والضلال.

فَأَدْنَاهُمْ مِنْهُ مَنْزِلَةً أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً، يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ: فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا، فَيَقُولُ: مَا صَنَعْتَ شَيْئًا، قَالَ ثُمَّ يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ: مَا تَرَكْتُهُ حَتَّى فَرَّقْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ، قَالَ: فَيُدْنِيهِ مِنْهُ وَيَقُولُ: نِعْمَ أَنْتَ قَالَ الْأَعْمَشُ: أُرَاهُ قَالَ: فَيَلْتَزِمُهُ.
الشيخ: يعني فرق بين الرجل وأهله لما في التفريق بين الرجل وأهله من الفساد والشر.

68 - (2813) حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَعْيَنَ، حَدَّثَنَا مَعْقِلٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ ﷺ، يَقُولُ: يَبْعَثُ الشَّيْطَانُ سَرَايَاهُ، فَيَفْتِنُونَ النَّاسَ، فَأَعْظَمُهُمْ عِنْدَهُ مَنْزِلَةً، أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً.
س:.......................
الشيخ: لا، ما هو أعظم من الشرك؛ لكن لأنه يحصل فساد وشر، ولا كل أحد يطاوعه على الشرك، لكن هذا يقع كثيرًا بين الناس يسهل عليه التفريق بين الرجل وامرأته حتى يحصل الغضب والنزاع ............. حتى يحصل الفراق ويترتب على هذا من الزنا والفواحش الشيء الكثير، نسأل الله العافية.

69 - (2814) حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا، وقَالَ عُثْمَانُ: حَدَّثَنَا - جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ، إِلَّا وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنَ الْجِنِّ قَالُوا: وَإِيَّاكَ؟ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: وَإِيَّايَ، إِلَّا أَنَّ اللهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ، فَلَا يَأْمُرُنِي إِلَّا بِخَيْرٍ.
الشيخ:
يعني كل إنسان معه قرينه من الملائكة وقرينه من الشياطين حتى الرسول ﷺ، لكن الله أعانه عليه فأسلم، يعني ذل وانقاد حتى لا يأمره إلا بالخير، أسلم: ذل وانقاد حتى لا يأمره إلا بالخير، وقال بعضهم: أسلم يعني دخل في الإسلام، وهذا استغربه بعضهم لأن الشيطان لا يسلم، ولكن هذا فيه نظر لأن شياطين الجن متمردوهم مثل شياطين الإنس، فكما قد يسلم شيطان الإنس كذلك يسلم شيطان الجن ............... أيش قال النووي عليه؟
الطالب: أسلم برفع الميم وفتحها وهما روايتان مشهورتان، فمن رفع قال: معناه أسلم أنا من شره وفتنته، ومن فتح قال: إن القرين أسلم من الإسلام وصار مؤمنًا لا يأمره إلا بخير، واختلفوا في الأرجح منهما فقال الخطابي: والصحيح المختار الرفع، ورجح القاضي عياض الفتح وهو المختار، وقوله ﷺ فلا يأمرني إلا بخير واختلفوا على رواية الفتح قيل: أسلم بمعنى استسلم وانقاد، وقد جاء هكذا في غير صحيح مسلم فاستستلم، وقيل: معناه صار مسلمًا مؤمنًا وهذا هو الظاهر، قال القاضي: واعلم أن الأمة مجتمعة على عصمة النبي ﷺ من الشيطان في جسمه وخاطره ولسانه.
وفي هذا الحديث إشارة إلى التحذير من فتنة القرين ووسوسته وإغواءه. فأعلمنا أنه معنا لنحترز منه بحسب الإمكان.
الشيخ: نعم الله المستعان.

69 - حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، وَابْنُ بَشَّارٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَعْنِيَانِ ابْنَ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، ح وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ رُزَيْقٍ، كِلَاهُمَا عَنْ مَنْصُورٍ، بِإِسْنَادِ جَرِيرٍ، مِثْلَ حَدِيثِهِ، غَيْرَ أَنَّ فِي حَدِيثِ سُفْيَانَ وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنَ الْجِنِّ وَقَرِينُهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ.
70 - (2815) حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَيْلِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو صَخْرٍ، عَنِ ابْنِ قُسَيْطٍ، حَدَّثَهُ أَنَّ عُرْوَةَ حَدَّثَهُ، أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ ﷺ، حَدَّثَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا لَيْلًا، قَالَتْ: فَغِرْتُ عَلَيْهِ، فَجَاءَ فَرَأَى مَا أَصْنَعُ، فَقَالَ: مَا لَكِ؟ يَا عَائِشَةُ أَغِرْتِ؟ فَقُلْتُ: وَمَا لِي لَا يَغَارُ مِثْلِي عَلَى مِثْلِكَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: أَقَدْ جَاءَكِ شَيْطَانُكِ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ أَوْ مَعِيَ شَيْطَانٌ؟ قَالَ: نَعَمْ قُلْتُ: وَمَعَ كُلِّ إِنْسَانٍ؟ قَالَ: نَعَمْ قُلْتُ: وَمَعَكَ؟ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: نَعَمْ، وَلَكِنْ رَبِّي أَعَانَنِي عَلَيْهِ حَتَّى أَسْلَمَ.

الشيخ: شف حسن الأدب والفهم أول بدأت بنفسها قالت: معي شيطان؟ قال: نعم، قال: مع كل إنسان؟ قال: نعم، ثم قالت: ومعك يا رسول الله؟
س:...................
الشيخ: محتمل أنه الحافظ ومحتمل أنه الذي يكتب الحسنات ومحتمل أنه غيره لكن الأقرب والله أعلم أنه الذي يكتب الحسنات ما في شيء واضح أنه غيره ومحتمل أن يكون ملكًا آخر.
س:....................
الشيخ: هذا هو الأصل مثل ما قال النووي والقاضي عياض إطلاق الإسلام يقتضي ذلك.
س:..................
الشيخ: قال: فأعانني عليه فأسلم كذلك الذي عندك أيش، قال رواية عائشة قالت ومعك يا رسول الله؟

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: أَقَدْ جَاءَكِ شَيْطَانُكِ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ أَوْ مَعِيَ شَيْطَانٌ؟ قَالَ: نَعَمْ قُلْتُ: وَمَعَ كُلِّ إِنْسَانٍ؟ قَالَ: نَعَمْ قُلْتُ: وَمَعَكَ؟ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: نَعَمْ، وَلَكِنْ رَبِّي أَعَانَنِي عَلَيْهِ حَتَّى أَسْلَمَ.
الشيخ: نعم هذا يؤيد قول من قال الإسلام نعم القاضي عياض والنووي رحمه الله.