521 من: (باب النهي عن ترك النار في البيت عند النوم ونحوه سواء كانت في سراجٍ أو غيره)

 
300- باب النهي عن ترك النار في البيت عند النوم ونحوه سواء كانت في سراجٍ أو غيره
1/1652- عنِ ابْنِ عُمرَ رضي اللَّه عنْهُمَا، عنِ النَّبي ﷺ قَال: لا تَتْرُكُوا النَّار فِي بُيُوتِكُمْ حِين تَنامُونَ متفق عليه.
2/1653- وعَنْ أبي مُوسَى الأشْعريِّ قَالَ: احْتَرَقَ بيْتٌ بِالمدينةِ عَلَى أَهْلِهِ مِنَ اللَّيْلِ، فَلَمَّا حُدِّثَ رسُولُ اللَّه ﷺ بِشَأْنِهِمْ قَال: إنَّ هَذِهِ النَّارَ عدُوٌّ لكُمْ، فَإذَا نِمْتُمْ فأَطْفِئُوها متفق عليه.
3/1654- وعَنْ جابِرٍ ، عنْ رسُول اللَّهِ ﷺ قَال: غَطُّوا الإنَاء، وأوْكِئُوا السِّقَاءَ، وَأَغْلِقُوا الْبابَ، وَأطفِئُوا السِّراجِ، فإنَّ الشَّيْطَانَ لا يحِلُّ سِقَاءً، ولا يفتَحُ بَابًا، ولا يَكْشِفُ إنَاءً، فإنْ لَمْ يجِدْ أحَدُكُمْ إلا أنْ يَعْرُضَ عَلَى إنَائِهِ عُودًا ويَذْكُر اسْمَ اللَّهِ فَلْيَفْعَلْ، فَإنَّ الفُوَيْسِقَةَ تُضْرِمُ عَلَى أَهْلِ البيتِ بيْتَهُمْ رواهُ مسلم.

الشيخ:
الحمد لله، وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث الثلاثة في شيءٍ من الآداب الشرعية، فيما يتعلق بإطفاء النار، وكونها من الآداب الشرعية، ومن الحيطة، فلحفظ البيت وأهله لا بدَّ من إطفاء النار عند النوم، سواء كانت سراجًا، أو لمبةً، أو جمرةً في البيت، أو نحو ذلك مما يُخشى منه، فإن السنة إطفاء ذلك حتى لا يتعرض البيتُ لشيءٍ من الخطر بعبث العابثين، أو بسبب الفُوَيْسِقَة –الفأرة- أو بسبب الهواء، أو بأسبابٍ أخرى، فالسنة إطفاء اللمبات، والسُّرُج المعلَّقة، والنار الموجودة، وما أشبه ذلك، حتى لا يتعرض البيتُ للخطر.
كما أنَّ السنة أيضًا إغلاق الباب، وتغطية الإناء، وإيكاء السِّقاء؛ لئلا يقع فيه شيءٌ، والشيطان لا يفتح مغلقًا، ولا يحلّ وكاءً، فإن لم يجد إلا أن يعرض عودًا على الإناء الذي فيه شيءٌ فليضع عودًا فوقه، سواء كان ماءً، أو تمرًا، أو لبنًا، أو غير ذلك، يعرض عليه عودًا ويُسمِّي الله، يُوكِئ السِّقاء ويُسَمِّي الله.
كل هذا من باب الأخذ بالأسباب، وهذا يُبين لنا أنَّ الشرع جاء بالأخذ بالأسباب، مع التوكل على الله جل وعلا، فالإنسان يتوكل على الله ويأخذ بالأسباب: يأكل، يشرب، يُغلق بابه عن السُّرَّاق، يُطفئ النار عن الخطر، يُوكئ السقاء لئلا يخرج منه الماء أو اللبن، يُغطي الإناء إن كان فيه شيء، ولو أن يعرض عليه عودًا، يبيع ويشتري، يزرع الأرض، يرعى الإبل، يرعى الغنم، يرعى البقر، يطلب الصيد، يطلب الرزق بأيِّ طريقٍ أباحه الله، لا يجلس هكذا مُعطَّلًا، بل عليه أن يفعل الأسباب والله هو الرَّزَّاق : فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ [العنكبوت:17]، وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ [العنكبوت:60]، وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ۝ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ ۝ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ [الذاريات:56-58].
فالحاصل أنَّ المؤمن يفعل الأسباب التي أباحها الله في طلب الرزق، وكذلك في حماية البيت، أو حماية المزرعة، أو حماية الغنم، أو ما أشبه ذلك، يجعل راعيًا جيدًا، وإذا دعت الحاجة إلى اتِّخاذ كلبٍ اتَّخذ كلبًا، وإذا دعت الحاجةُ إلى سورٍ وضع سورًا، وإذا دعت الحاجةُ إلى بابٍ وضع بابًا وأغلقه، وهكذا في بيته، وهكذا في حانوته، وهكذا في جميع شؤونه: سفينته، سيارته، إلى غير ذلك.
وفَّق الله الجميع.

الأسئلة:

س: الدفاية تكون من جنس النار؟
ج: الأقرب أنها ما هي من جنسها؛ لأنها للتدفئة، لحاجتهم إليها.
س: لأنَّ منها أنواعًا تكون شبه النار؟
ج: على كل حال، إذا كان فيها خطرٌ تدخل في الموضوع، لكن المقصود منها ما يحصل ..............
س: وضع التَّمر على الإناء؟
ج: أيش فيه؟
س: بعض الناس يضع تمرةً إذا كان لديه طعامٌ باقٍ في قدرٍ أو كذا؟
ج: لا، ما له أصل، يضع عودًا، أو يُغطيه إن كان عنده غطاء.
س: يعرض العودَ ويُسمِّي؟
ج: يُسمِّي الله.
س: حتى لو كان العودُ صغيرًا؟
ج: يضع عودًا ويُسمِّي الله على حافتيه، أو يُغطيه ويُسمِّي الله، أو يُوكئ السقاء ويُسمِّي الله، ويُغلق الباب ويُسمِّي الله، كلها من الأسباب.
س: كثير من البيوت يتركون الكهرباء –يعني: النور- في الليل كله، هل هذا من الإسراف؟
ج: على كل حال، بعضهم من الجهل، وبعضهم يظن أنه لا بدّ منه في الليل، فهذا يقوم، وهذا ينزل، وهذا يخرج للحمام، فلا بد من وجود النور، يرون أنه بحمد الله مأمون وما هناك خطر، والغالب أنه ليس هناك خطر، لكن الحيطة فعل السنة، فإطفاؤها أحوط وأحسن على فعل السنة، وإلا فالغالب أنه لا يوجد خطر مثل النار التي تشتعل.
س: الضوء مثل النار؟
ج: أسهل وأخفّ.
س: الأفضل إطفاؤه؟
ج: ما في شك مطلقًا، الأفضل إطفاؤه.
س: بالنسبة لحجز المكان قبل الدرس بيومٍ وأحيانًا مثلًا يأتي الشخصُ في العصر ويجلس، فأيهما أولى بالمكان: الذي حجز قبل الدرس بيومٍ، أو الذي أتى من بعد صلاة العصر مباشرةً؟
ج: الذي حجز ما له حق، يُؤخَذ متاعه و............. ما له حق، أما الذي جاء بنفسه وجلس في الصف فهو أحق.
س: طيب، لو قلنا له: إن الشيخ عبدالعزيز بن باز يُفتي بأنه لا يجوز أن تحجز المكان، فقال: ولو كان فالشريعة تقتضي أني أضع الغرضَ وكذا؟
ج: لا، يكذب، النبي ﷺ قال: مَن سبق فهو أحقّ به، هذا ما سبق، هذا وضع نعاله أو.........
س: يستدل على مَن سبق بمتاعه؟
ج: لا، ما يصح، المسبوق أي: يسبق بنفسه فيُصلي أو يقرأ، وإلا فهذا عدوان على الناس.
س: يعني: يُزيله ويجلس مكانه؟
ج: نعم، ما أعلم فيه خلافًا بين أهل العلم أنَّ هذا منكر.