545 من: (باب النَّهي عن الفُحش وبَذاءِ اللِّسان)

 
327- باب النَّهي عن الفُحش وبَذاءِ اللِّسان
1/1734- عَن ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رسُولُ اللَّهِ ﷺ: لَيْسَ المُؤْمِنُ بالطَّعَّانِ، وَلا اللَّعَّانِ، وَلا الْفَاحِشِ، وَلا الْبَذِيء رواه الترمذي وقال: حديثٌ حسنٌ.
2/1735- وعَنْ أَنَسٍ قَاَل: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: مَا كَانَ الْفُحْشُ فِي شَيْءٍ إِلَّا شانَهُ، ومَا كَانَ الحَيَاءُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ رواه الترمذي وقال: حديثٌ حسنٌ.

328- باب كراهة التَّقعير في الكلام بالتَّشَدُّق وتكلُّف الفصاحة واستعمال وَحشيِّ اللُّغة ودقائق الإعراب في مخاطبة العوام ونحوهم
1/1736- عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ : أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: هَلَكَ المُتَنَطِّعُون قَالَهَا ثَلاثًا. رَوَاهُ مُسْلِم.
2/1737- وَعَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَمْرو بْنِ العَاصِ رَضِيَ اللَّه عنْهُمَا: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: إِنَّ اللَّه يُبْغِضُ الْبَلِيغَ مِنَ الرِّجَالِ الَّذي يَتَخَلَّلُ بِلِسَانِهِ كَمَا تَتَخَلَّلُ الْبَقَرَةُ رَواه أَبو داودَ والترمذي وقال: حديثٌ حسنٌ.
3/1738- وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ رَضِيَ اللَّه عَنْهُما: أَنَّ رَسُولَ اللَّه ﷺ قَالَ: إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِليَّ، وَأَقْرَبِكمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيامةِ: أَحَاسِنَكُمْ أَخْلاقًا، وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِليَّ، وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي يوْمَ الْقيَامَةِ: الثَّرْثَارُونَ، وَالمُتَشَدِّقُونَ، وَالمُتَفَيْهِقُونَ رواه الترمذي وقال: حديثٌ حسنٌ.

الشيخ: بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه.
أما بعد: فهذه الأحاديث فيها التحذير من الفُحش والتَّفحش وسُوء الكلام، والحثّ على طيب الكلام، والحرص على الحياء، وعدم التَّكلف في الكلام والتَّقعر، يكون سمحًا في كلامه، وسمحًا في مخاطباته، لا يتكلَّف، ولهذا أخبر ﷺ أنَّ الله يبغض الفُحْشَ والتَّفحش، وقال: ليس المؤمنُ بالطَّعَّان، ولا اللَّعَّان، ولا الفاحش، ولا البذيء، وقال عليه الصلاة والسلام: ما كان الفُحشُ في شيءٍ إلا شانه، وما كان الحياءُ في شيءٍ إلا زانه.
فالمؤمن يتباعد عن الفُحش في الكلام، ورديء الكلام: من ذكر الفواحش، والمعاصي، وقلّة الحياء، ويكون طيب الكلام، نزيه اللسان، ولا ينبغي له التَّقعر في الكلام بالمبالغة؛ لحديث: إنَّ الله يبغض البليغَ من الرجال، الذي يتقَعَّر بلسانه ويتكلَّف، وكذلك قوله ﷺ: هلك المتنطِّعون، هلك المتنطِّعون، هلك المتنطِّعون قالها ثلاثًا، والمتنطع: المتشدد، المبالغ في الكلام بدون حاجةٍ، وكذلك قوله ﷺ: إنَّ أحبَّكم إليَّ، وأقربَكم مني مجلسًا يوم القيامة: أحاسنُكم أخلاقًا، وإنَّ أبغضَكم إليَّ، وأبعدَكم مني منزلةً يوم القيامة: الثَّرثارون، والمتشَدِّقون، والمتفَيْهِقُون، الثَّرثارون: هم أهل الكلام الكثير بلا فائدةٍ، والمتكبِّرون: التَّكبر معروف والتَّغطرس والتَّرفع عن الناس وغمطهم واحتقارهم، والمتفيهِق: هو الذي عنده الزيادة في التَّكبر والتَّكلف.
فينبغي للمؤمن أن يكون متواضعًا، طيب الكلام، بعيدًا عن الثَّرثرة، والفُحش، وسوء الكلام، والغيبة، والنميمة، حريصًا على الكلام الطيب، والأسلوب الحسن، والرفق، والتواضع.
فالتَّواضع من أحسن خِصال المؤمن، والرفق، وطيب الكلام، أما الفُحش والتَّفحش والتَّكلف فليس من صفات المؤمن، بل هو من صفات المتكبرين، والمترفعين عن الناس، والمحتقرين للناس.
نسأل الله للجميع الهداية.

الأسئلة:

س: التَّكلم مع الناس باللغة الفصحى؟
ج: حدِّثوا الناسَ بما يعرفون، خاطبهم بلغتهم وعُرْفِهم، يتحدَّث معهم بعُرْفِهم، ما يتكلَّف، يُخاطبهم بالكلام المعتاد الذي يعرفونه ويفهمونه، حدِّثوا الناسَ بما يعرفون، أتُحبُّون أن يُكذَّبَ اللهُ ورسولُه؟، الناس يُخاطَبون بما يُناسبهم، وبما يفهمونه، حتى لا تشتبه عليهم الأمور.
س: الإمام شرع فيما تيسر له من القراءة الجهرية، فشرع في الركوع ورفع يديه ولم يُكبِّر، فظنَّ أحدُ المأمومين أنه نسي الآيةَ التي تليها فقرأها له، فأكمل الإمامُ القراءة ولم يركع؟
ج: ما يضرّه، لكن إذا سمع التَّكبير يُكبِّر ولو ترك بعض الآيات والحمد لله، ولا يلزم أن يقرأ الآيات كلها.
س: هو نوى أن ..؟
ج: إذا قرأ ما يضرّه.
س: ما يضرّه التغيير؟
ج: لا، ما يضرّه.