566 من: ( باب التحذير من ارتكاب ما نهى الله عزَّ وجلَّ أَو رسوله صلى الله عليه وسلم عنه)

 
368 - باب التحذير من ارتكاب ما نهى الله عزَّ وجلَّ أَو رسوله ﷺ عنه
قال الله تعالى: فلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [النور:63]. وقال تعالى: وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ [آل عمران:28]. وقال تعالى: إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ [البروج:12]. وَقالَ تَعَالَى: وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ [هود:102].
1/1806- وَعَنْ أبي هُرَيْرَةَ أنَّ النَّبيّ ﷺ قَالَ: إنَّ اللَّه تَعَالى يَغَارُ، وَغَيْرَةُ اللَّهِ أنْ يَأْتيَ المَرْءُ مَا حَرَّمَ اللَّه عَليهِ متفقٌ عليه.

369 - باب ما يقوله ويفعله من ارتكب منهيًا عنه
قال الله تعالى: وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ [الأعراف:200]. وقال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ [الأعراف:201]. وقال تعالى: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ [آل عمران:135-136]. وقال تعالى: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور:31].
1/1807- وعَنْ أبي هُرَيْرَةَ عَن النَّبيِّ ﷺ قال: مَنْ حَلَف فَقَالَ في حلفِهِ: بِالَّلاتِ والْعُزَّى، فَلْيقُلْ: لاَ إلَهَ إلاَّ اللَّه ومَنْ قَالَ لِصَاحِبِهِ، تَعَالَ أقَامِرْكَ فَليتَصَدَّق. متفقٌ عليه.

الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الآيات الكريمات والحديث الشريف كلها فيها التحذير من ارتكاب محارم الله، وأن الواجب الحذر من المعاصي، فإن الله جل وعلا يغار، وغيرته أن تنتهك محارمه، وفي الحديث الصحيح: ما أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته وهو يغار، ولهذا نهى عن الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وقال جل وعلا: وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ [آل عمران:28]، وقال: إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ [البروج:12]، وقال: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [النور:63]، ويقول جل وعلا: وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ [هود:102] فالواجب الحذر من معاصي الله جل وعلا، والمسارعة إلى التوبة والندم والإقلاع والتعوذ بالله من الشيطان، كما قال : وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [فصلت:36]، ويقول جل وعلا: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور:31]، ويقول سبحانه: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ۝ أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ [آل عمران:135، 136]، ويقول سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا [التحريم:8]، ويقول سبحانه: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر:53] يعني بادروا بالتوبة، ولهذا قال بعدها: وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ [الزمر:54] يعني سارعوا بالتوبة والعمل الصالح ولا تقنطوا، فعلى المؤمن أن يحذر غضب الله، ويحذر نقمته، ويحذر أسباب عقوبته، كذلك فيه الحذر من الحلف بغير الله، وأن الواجب الحلف بالله وحده، يقول النبي ﷺ: من حلف بشيء دون الله فقد أشرك، ويقول ﷺ: من حلف باللات والعزى فليقل: لا إله إلا الله، وفي اللفظ الآخر: فلينفث عن يساره ثلاثًا، ويتعوذ بالله من الشيطان، وليقل: لا إله إلا الله لأن الحلف بغير الله شرك، ودواء الشرك التوحيد والإخلاص لله جل وعلا، نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

الأسئلة:
س: الحلف بغير الله شرك أصغر؟
الشيخ: من الشرك الأصغر نعم، نسأل الله العافية.
س: من قال أن الحالف بغير الله يرتد فإذا قال: لا إله إلا الله؟
الشيخ: لأن دواء الشرك التوحيد مثل ما قال ابن مسعود: (لأن أحلف بالله كاذبًا أحب إليّ من أحلف بغيره صادقًا)، وكانوا في أول الإسلام يحلفون بآبائهم، فلما هاجروا المدينة ومضى بعد المدة نهاهم النبي عن الحلف بآبائهم عليه الصلاة والسلام، كانوا يحلفون بآبائهم وشرف آبائهم، ثم نسخ.
س: قوله ﷺ: لا تجعلوا بيوتكم قبورًا يفيد عدم الدفن في البيوت؟
الشيخ: لا، المقصود من ذلك مثل ما في اللفظ الآخر: اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ولا تتخذوها قبورًا لأن القبور ما هي محل صلاة، قال: اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ولا تتخذوها قبورا القبور لا يصلى عندها لأن الصلاة عندها وسيلة إلى الشرك، فالصلاة محلها المساجد والبيوت وأما القبور لا، المقابر ما هي محل الصلاة، محل الدعاء لهم والزيارة والدعاء لهم.
س: الدفن في البيوت؟
الشيخ: لا، ما ينبغي الدفن في البيوت، لا ما ينبغي، الدفن في المقابر، في الصحراء كما فعل النبي ﷺ، في المدينة كان يدفن في البقيع وغير البقيع.
س:..
الشيخ: هذا النبي ﷺ خافوا عليه من الغلو إذا برز ودفنوا معه صاحبيه رضي الله عنهما لخوف الغلو فيهم.
س: من يقول باللات والعزى أنت طالق يقع الطلاق؟
الشيخ: يقع بقوله أنت طالق، وعليه التوبة من هذا اليمين.
س:... يقول ورحمة جدي حسن، وليس له جد اسمه حسن؟
الشيخ: إن قصد رحمة الله... وإن قصد رحمتي له، هذا ما يجوز، وإن كان قصده رحمة الله فهو وصف، حلف برحمة الله لكن مثل هذا ما ينبغي لأنه موهم، فما ينبغي الحلف بل يقول: والله كذا وكذا أني ما فعلت كذا، أما ورحمتي فهذا ما يصلح لأن رحمته هو مخلوقة، ورحمة الله وصفه جل وعلا.
س: أيهما أفضل في الوقت الطويل في الفراغ الذكر والتسبيح والتهليل أم قراءة القرآن؟
الشيخ: كله طيب، تارة كذا وتارة كذا، النبي تارة يسبح، وتارة يقرأ عليه الصلاة والسلام، كله طيب، كله خير، ما انشرح له صدره ونشط فيه يفعله.
س:...
الشيخ: عدم وجود أوضح مثل الإخوة وغيرهم الأخوات والإخوة لا يرثون مع وجود الفرع الوارث إلا عصبا، وكذلك الأب لا يعطى عصب إلا مع عدم وجود الفرع الوارث، والأم تعطى السدس بوجود الفرع الوارث، هذا يختلف، الأحكام تختلف.
س:...
الشيخ: الأوضح وجود، وعدم وجود من باب الإيضاح.