4/577- وعن ابن مسعُودٍ قَالَ: خَطَّ النَّبِيُّ ﷺ خَطًّا مُرَبَّعًا، وخَطَّ خَطًّا في الوَسَطِ خَارِجًا منْهُ، وَخَطَّ خُططًا صِغَارًا إِلى هَذَا الَّذِي في الوَسَطِ مِنْ جَانِبِهِ الَّذِي في الوَسَطِ، فَقَالَ: هَذَا الإِنسَانُ، وَهَذَا أَجَلُهُ مُحِيطًا بِهِ –أَوْ: قَد أَحَاطَ بِهِ- وَهَذَا الَّذِي هُوَ خَارِجٌ أَمَلُهُ، وَهَذِهِ الخُطَطُ الصِّغَارُ الأَعْراضُ، فَإِنْ أَخْطَأَهُ هَذَا نَهَشَهُ هَذا، وَإِنْ أَخْطَأَهُ هَذا نَهَشَهُ هَذا رواه البخاري.
5/578- وعن أبي هريرة : أَنَّ رَسُولَ اللَّه ﷺ قَالَ: بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ سَبْعًا، هَل تَنْتَظِرُونَ إلَّا فَقْرًا مُنْسِيًا، أَو غِنًى مُطْغِيًا، أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا، أَوْ هَرَمًا مُفَنِّدًا، أَو مَوتًا مُجْهِزًا، أَو الدَّجَّالَ، فَشَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ، أَوِ السَّاعَةَ، وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وأَمَرُّ؟ رواهُ الترمذي وَقالَ: حديثٌ حسنٌ.
6/579- وعنه قالَ: قالَ رسولُ اللَّه ﷺ: أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ يَعني: المَوْتَ. رواه الترمذي وقال: حديثٌ حسنٌ.
7/580- وعن أُبَيِّ بن كعبٍ : كانَ رَسولُ اللَّهِ ﷺ إِذا ذَهَبَ ثُلثُ اللَّيْلِ قامَ فقالَ: يَا أَيها النَّاسُ، اذْكُرُوا اللَّه، جَاءَتِ الرَّاجِفَةُ، تَتْبَعُها الرَّادِفَةُ، جاءَ المَوْتُ بِمَا فِيهِ، جاءَ المَوْتُ بِمَا فِيهِ، قلتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إنِّي أُكْثِرُ الصَّلاةَ عَلَيْكَ، فَكَمْ أَجْعَلُ لكَ مِن صَلاتي؟ قال: مَا شِئْتَ، قُلْتُ: الرُّبُعَ؟ قَالَ: مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لكَ، قُلتُ: فَالنِّصْفَ؟ قالَ: مَا شِئْتَ، فإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيرٌ لكَ، قُلْتُ: فَالثلثَينِ؟ قالَ: مَا شِئْتَ، فإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيرٌ لكَ، قُلْتُ: أَجْعَلُ لكَ صَلاتي كُلَّها؟ قَالَ: إذًا تُكْفَى هَمَّكَ، ويُغْفَر لكَ ذَنْبُكَ رواه الترمذي وقال: حديث حسن.
5/578- وعن أبي هريرة : أَنَّ رَسُولَ اللَّه ﷺ قَالَ: بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ سَبْعًا، هَل تَنْتَظِرُونَ إلَّا فَقْرًا مُنْسِيًا، أَو غِنًى مُطْغِيًا، أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا، أَوْ هَرَمًا مُفَنِّدًا، أَو مَوتًا مُجْهِزًا، أَو الدَّجَّالَ، فَشَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ، أَوِ السَّاعَةَ، وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وأَمَرُّ؟ رواهُ الترمذي وَقالَ: حديثٌ حسنٌ.
6/579- وعنه قالَ: قالَ رسولُ اللَّه ﷺ: أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ يَعني: المَوْتَ. رواه الترمذي وقال: حديثٌ حسنٌ.
7/580- وعن أُبَيِّ بن كعبٍ : كانَ رَسولُ اللَّهِ ﷺ إِذا ذَهَبَ ثُلثُ اللَّيْلِ قامَ فقالَ: يَا أَيها النَّاسُ، اذْكُرُوا اللَّه، جَاءَتِ الرَّاجِفَةُ، تَتْبَعُها الرَّادِفَةُ، جاءَ المَوْتُ بِمَا فِيهِ، جاءَ المَوْتُ بِمَا فِيهِ، قلتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إنِّي أُكْثِرُ الصَّلاةَ عَلَيْكَ، فَكَمْ أَجْعَلُ لكَ مِن صَلاتي؟ قال: مَا شِئْتَ، قُلْتُ: الرُّبُعَ؟ قَالَ: مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لكَ، قُلتُ: فَالنِّصْفَ؟ قالَ: مَا شِئْتَ، فإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيرٌ لكَ، قُلْتُ: فَالثلثَينِ؟ قالَ: مَا شِئْتَ، فإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيرٌ لكَ، قُلْتُ: أَجْعَلُ لكَ صَلاتي كُلَّها؟ قَالَ: إذًا تُكْفَى هَمَّكَ، ويُغْفَر لكَ ذَنْبُكَ رواه الترمذي وقال: حديث حسن.
الشيخ:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث فيها الحثّ على قصر الأمل، وذكر الموت، والإعداد له، والمقصود الإعداد للموت والتأهُّب وعدم التَّفريط والإضاعة، فهذه الدار دار الغرور: وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُور [آل عمران:185]، فالعاقل يعدّ العدة، ويجعل الموت على باله، ويقصر الأمل، حتى إذا جاء الموتُ فإذا هو على استعدادٍ.
وقد ذكر النبيُّ ﷺ حال العبد وأمله الطويل، وما يعرض له من الآفات، وذكر قصر الأمل، وأن المؤمن ينبغي له ألا يُطوّل الأمل، بل يخشى الموت، فإنَّ الموت يأتي بغتةً، فبينما هو له أملٌ طويلٌ إذ هجم عليه الأجل، فينبغي للعاقل ألا يغترَّ بهذه الحياة، وأن يعدّ العدة لآخرته قبل أن يهجم عليه الأجل.
ويقول ﷺ: بادروا بالأعمال سبعًا، هل تنتظرون إلا فقرًا مُنْسِيًا، أو غنًى مُطْغِيًا، أو مرضًا مُفْسِدًا، أو هَرَمًا مُفندًا، أو موتًا مُجهزًا، أو الدّجال، فالدجال شرُّ غائبٍ يُنْتَظر، أو الساعة، فالساعة أدهى وأمرّ؟.
ويُروى عنه ﷺ أنه قال: اغتنم خمسًا قبل خمسٍ: صحتك قبل مرضك، وحياتك قبل موتك، وفراغك قبل شغلك، وغناك قبل فقرك، وشبابك قبل هرمك.
فالمؤمن يحذر، ويعد العدة، ويغتنم الفرص لعله ينجو، لعله يسلم، لعله يهجم عليه الأجل وقد أعدَّ العدة.
أما حديث أُبي ففي سنده ضعف، أنه كان يقوم في آخر الليل فيقول: جاءت الرَّاجفة، تتبعها الرَّادفة، جاء الموت بما فيه.
"كم أجعل لك من صلاتي؟" هذا عند أهل العلم أنَّ أُبي كانت له دعوات مخصوصة، فقال له النبيُّ ﷺ لما قال له: أجعل لك ربعها، ثلثها؟ قال: إن زدتَ فهو خيرٌ لك، قال: أجعل لك صلاتي كلها، يعني: دُعائي، يعني: الوقت المخصص للدعاء أجعله صلاةً عليك يا رسول الله، فلو صحَّ الخبر فهذا معناه، يعني: أنه يجعل له وقتًا مُعينًا كله صلاة على النبي ﷺ، يُكثر فيه من الصلاة عليه ﷺ.
وفَّق الله الجميع.
الأسئلة:
س: ما المقصود بقوله: هل تنتظرون إلا فقرًا مُنْسِيًا؟
ج: يعني: ما يدري الإنسان: قد ينزل به الفقر فيُنسيه كلَّ شيءٍ، أو غنى يُطغيه، أو مرض يُفسد عليه قوته، أو موت يُنجزه، يعني: يهجم عليه الأجل، أو هرم يجعله يكبر ويتفنّد ولا يتمكن معه من العمل بسبب ضياع العقل.
س: والدّجال؟
ج: شرُّ غائبٍ يُنتظر، فخطره عظيم إذا حضر –نسأل الله العافية.
س: أربع ركعات بعد صلاة العصر تجوز صلاتها لفعله ﷺ تارةً، هل تجوز غيرها؟
ج: لا، هذا خاص بالنبي ﷺ: رحم الله امرأً صلَّى أربعًا قبل العصر، أما بعدها فلا، فهذا من خصائص النبي ﷺ.
س: وبعد هذه الأربع هل يجوز أن يتنفَّل بأي تنفُّلٍ آخر؟
ج: أربع ماذا؟
س: التي قبل الصلاة.
ج: لو تنفَّل ليس هناك بأس، فليس المقصد النَّهي.
س: هذا مهمومٌ اشتدَّ همُّه، فقال: أُريد أن أُصلي ركعتين بعد صلاة العصر تطبيقًا لقوله تعالى: وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ [البقرة:45]؟
ج: لا يُصلي بعد العصر، ويمكنه أن يُصليها بعد المغرب، أو بعد العشاء، أو بعد الظهر، فهناك أوقات واسعة والحمد لله.
س: لا تُعتبر ضرورة؟
ج: لا.
س: سائلة تقول: هل سورة البقرة بواسطة قارئ في شريطٍ في البيت تكفي أو لا بد أن يقرأها الشخص نفسه؟
ج: يُرجى إن شاء الله.
س: السؤال الثاني للسائلة تقول فيه: سورة الزلزلة هل تُؤثر على حمل مريضةٍ بالمس سحرًا أو حسدًا؟ فقد قال لها أحدُ القُرَّاء أنها إذا قُرِئَتْ عليها فإنَّها تُؤثِّر على حملها!
ج: لا، ما لهذا أصل، هذه خرافة.
س: التَّبَخُّر بالآيات القرآنية؟
ج: ليس لها أصلٌ، فالقراءة يُنفث بها على المريض.
س: الصلاة على الرسول؟
ج: خارج الصلاة، أدهى وأمر.
س: ما المقصود: قيام الساعة وهي علامات؟
ج: قيام الساعة، نعم.
س: هل تُدرك الساعةُ المؤمنين أو تأتي الريحُ قبلها؟
ج: تأتي ريحٌ طيبةٌ تقبض أرواحَ المؤمنين، ولا تقوم إلا على الأشرار، وكل الناس ينتظرون الساعة: إن جاءتهم العلامات، وإلا صاروا من الأشرار إن جاءتهم الساعة.
س: نية المرأة في نكاح التحليل هل تُفسد العقد؟
ج: لا، العبرة في الرجل.