228 من حديث: (إنها ستكون بعدي أثرة وأمور تنكرونها..)

 
8/670- وَعَنْ عَبْدِاللَّهِ بنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قالَ رسُولُ اللَّه ﷺ:إنَّهَا ستَكُونُ بَعْدِي أَثَرَةٌ وأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا، قَالُوا: يَا رسُولَ اللَّهِ، كَيفَ تَأْمُرُ مَنْ أَدْرَكَ مِنَّا ذلكَ؟ قَالَ: تُؤَدُّونَ الحَقَّ الَّذِي عَلَيْكُمْ، وتَسْأَلُونَ اللَّهَ الذي لَكُمْ متفقٌ عليه.
9/671- وعن أبي هريرة قَالَ: قَالَ رسُولُ اللَّهِ ﷺ: مَنْ أَطَاعَني فَقَدْ أَطَاعَ اللَّه، وَمَنْ عَصَاني فَقَدْ عَصَى اللَّه، وَمَنْ يُطِعِ الأمِيرَ فَقَدْ أطَاعَني، ومَنْ يَعْصِ الأمِيرَ فَقَدْ عَصَانِي متفقٌ عَلَيْهِ.
10/672- وعن ابن عباسٍ رضي اللَّه عنهما: أنَّ رَسُولَ اللَّه ﷺ قَالَ: مَنْ كَرِه مِنْ أَمِيرِهِ شيْئًا فَلْيَصْبِر، فإنَّهُ مَن خَرج مِنَ السُّلطَانِ شِبرًا مَاتَ مِيتَةً جاهِلِيةً متفقٌ عَلَيْهِ.
11/673- وعن أبي بكرة قالَ: سَمِعتُ رَسُولَ اللَّه ﷺ يقول: مَن أهَانَ السُّلطَانَ أَهَانَهُ اللَّه رواه الترمذي وقال: حديثٌ حسنٌ.
وفي الباب أحاديث كثيرةٌ في الصحيح، وقد سبق بعضُها في أبوابٍ.

الشيخ:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث الأربعة كالتي قبلها في الحثِّ على طاعة ولاة الأمور، وعدم الخروج عليهم، وعدم المنازعة؛ لما في ذلك من استتاب الأمن، ونصر المظلوم، وردع الظالم، وقضاء حاجة المسلمين، والقضاء على الفتن، ولهذا قال لهم ﷺ: إنها ستكون بعدي أثرةٌ وأمورٌ تُنكرونها، قالوا: فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال: أدُّوا الذي عليكم، وسَلُوا الله الذي لكم، فالمؤمن يُؤدي ما عليه من الحقوق، ويسأل الله الذي له، ولا يفتح بابَ فتنةٍ؛ فإن عليه السمع والطاعة في المعروف.
وجاء في الحديث: مَن خلع يدًا من طاعةٍ لقي اللهَ ولا حجَّةَ له، فالواجب السمع والطاعة لولاة الأمور، والتعاون معهم على البر والتقوى، وإذا رأى من أميره شيئًا فليَكْرَه ما يأتي من معصية الله، ولا ينزعنَّ يدًا من طاعةٍ، هذا هو الواجب على الجميع؛ وهو التعاون مع ولاة الأمور، والحرص على استتباب الأمن، وعلى قضاء حاجات المسلمين، وعلى كفِّ الأذى عنهم؛ لما فيه من المصلحة العامة، فالمصلحة العامة تُقدَّم على المصلحة الخاصَّة، وكونه على حقٍّ أو ما أُعطي حقًّا هذه مسألة جزئية، فلا تُوجب أن ينزع يدًا من طاعةٍ، بل عليه أن يسمع ويُطيع في المعروف، ويسأل الله الذي له، ويُؤدي الذي عليه من السمع والطاعة في المعروف، والتعاون على البر والتقوى، هذا هو الواجب على الجميع.
وفَّق الله الجميع.

الأسئلة:
س: حديث: مَن أهان السلطانَ أهانه اللهُ ما درجة صحته؟
ج: ما أعرف حاله، ولا تتبعتُ سنده، لكن مقتضى الأدلة تُؤيد ذلك؛ لأنَّ إهانته تُنزل قدره عند الناس، وتُضعف شوكتَه، ويتساهل به الناس، فالواجب احترامه، والسمع والطاعة له في المعروف؛ حتى يُحترم ويُهاب ويأمن الناسُ.
س: الجماعة إذا خرجوا في سفرٍ وأمَّروا أميرًا، فهل يدخل في قول الرسول ﷺ: مَن أطاعني فقد أطاع الله؟
ج: نعم يدخل فيه، فالمقصود من تأميره السمع والطاعة، حتى يتم أمرُهم ويسيروا مُطمئنين.
س: الصلاة خلف إمامٍ يقنت في صلاة الفجر؟
ج: صلِّ معه، فله شُبهة، يُقْنَت معه؛ لأنه قولُ بعض أهل العلم، لا بأس.
س: يُتابعه؟
ج: نعم يُتابعه، إنما جُعِلَ الإمامُ ليُتابَع، وليس ليُخَالَف.
س: مَن قال: "إنَّ أشرف وظيفةٍ على وجه الأرض هي وظيفة الرسل، وهي الدَّعوة إلى الله، وليست المراتب وغيرها"، فهل يُعتبر هذا من إهانة الأمير؟
ج: لا، ليست إهانةً، فدعوة الرسل لا شكَّ أنها مهمةٌ جدًّا عن الأمراء والعلماء، ودعوة الرسل واجبةٌ على الأمراء والعلماء جميعًا، فهي واجب الجميع.