4/731- وعن حُذَيْفَةَ قَالَ: كنَّا إِذا حضَرْنَا مَعَ رسولِ اللَّه ﷺ طَعَامًا لَم نَضَعْ أَيدِينَا حتَّى يَبْدأَ رسولُ اللَّه ﷺ فَيَضَع يدَه، وَإِنَّا حَضَرْنَا معهُ مَرَّةً طَعامًا، فجاءَت جارِيَةٌ كأَنَّهَا تُدْفَعُ، فَذَهَبتْ لتَضعَ يَدهَا في الطَّعامِ، فَأَخَذَ رسولُ اللَّه ﷺ بِيَدِهَا، ثُمَّ جَاءَ أَعْرابِيٌّ كأَنَّمَا يُدْفَعُ، فَأَخَذَ بِيَدِهِ، فَقَالَ رسولُ اللَّه ﷺ: إِنَّ الشَّيْطانَ يَسْتَحِلُّ الطَّعامَ أَنْ لا يُذْكَرَ اسمُ اللَّه تَعَالى عَلَيْهِ، وإِنَّهُ جاءَ بهذهِ الجارِيةِ لِيَسْتَحِلَّ بِها، فَأَخَذْتُ بِيَدِهَا، فَجَاءَ بهذا الأَعْرَابِيِّ لِيَسْتَحِلَّ بِهِ، فَأَخَذْتُ بِيدِهِ، والَّذِي نَفسي بِيَدِهِ، إِنَّ يدَهُ في يَدي مَعَ يَدَيْهِما، ثُمَّ ذَكَرَ اسمَ اللَّهِ تعالى وأَكَل. رواه مسلم.
5/732- وعن أُميَّةَ بنِ مخْشِيٍّ الصَّحابيِّ قَالَ: كَانَ رسُولُ اللَّه ﷺ جَالِسًا ورَجُلٌ يأْكُلُ، فَلَمْ يُسَمِّ اللَّه، حَتَّى لَمْ يَبْقَ مِنْ طَعَامِهِ إِلَّا لُقْمَةٌ، فَلَمَّا رَفَعها إِلى فِيهِ قَالَ: بِسْمِ اللَّهِ أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ، فَضَحِكَ النَّبِيُّ ﷺ، ثُمَّ قَالَ: مَا زَالَ الشَّيْطَانُ يَأْكُلُ مَعَهُ، فَلمَّا ذَكَر اسمَ اللَّهِ اسْتَقَاءَ مَا فِي بَطْنِهِ رواه أبو داود، والنَّسائي.
6/733- وعن عائشةَ رضيَ اللَّه عنها قالَتْ: كانَ رسولُ اللَّه ﷺ يَأْكُلُ طَعَامًا في سِتَّةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَجَاءَ أَعْرابيٌ فَأَكَلَهُ بِلُقْمَتَيْنِ، فقال رسولُ الله ﷺ: أَما إِنَّهُ لَوْ سَمَّى لَكَفَاكُمْ رواه الترمذي، وقال: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
5/732- وعن أُميَّةَ بنِ مخْشِيٍّ الصَّحابيِّ قَالَ: كَانَ رسُولُ اللَّه ﷺ جَالِسًا ورَجُلٌ يأْكُلُ، فَلَمْ يُسَمِّ اللَّه، حَتَّى لَمْ يَبْقَ مِنْ طَعَامِهِ إِلَّا لُقْمَةٌ، فَلَمَّا رَفَعها إِلى فِيهِ قَالَ: بِسْمِ اللَّهِ أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ، فَضَحِكَ النَّبِيُّ ﷺ، ثُمَّ قَالَ: مَا زَالَ الشَّيْطَانُ يَأْكُلُ مَعَهُ، فَلمَّا ذَكَر اسمَ اللَّهِ اسْتَقَاءَ مَا فِي بَطْنِهِ رواه أبو داود، والنَّسائي.
6/733- وعن عائشةَ رضيَ اللَّه عنها قالَتْ: كانَ رسولُ اللَّه ﷺ يَأْكُلُ طَعَامًا في سِتَّةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَجَاءَ أَعْرابيٌ فَأَكَلَهُ بِلُقْمَتَيْنِ، فقال رسولُ الله ﷺ: أَما إِنَّهُ لَوْ سَمَّى لَكَفَاكُمْ رواه الترمذي، وقال: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
الشيخ:
الحمد لله، وصلَّى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث الثلاثة كالتي قبلها في الحثِّ على التَّسمية عند الطعام، وأن المشروع للمؤمن أن يُسمِّي الله في أوله، وأن يحمد الله في آخره، أي طعامٍ كان: تمر، أو شيء مطبوخ، أو غير ذلك، فيبدأ بالتَّسمية وينتهي بالتحميد.
وفي الحديث الأول: أن الصحابة إذا كانوا مع الرسول ﷺ لا يبدؤون حتى يبدأ، فيتأدَّبون معه عليه الصلاة والسلام، فإذا حضروا للطعام لم يبدؤوا حتى يبدأ، وهكذا ينبغي لمن كان مع كبير القوم، لا يبدؤون حتى يبدأ، فجاء أعرابيٌّ كأنه يُدْفَع إلى الطعام، فأمسك النبيُّ ﷺ بيده، وجاءت جاريةٌ كأنها تُدْفَع –يعني: بنت صغيرة- فأمسك بيدها، وقال: إن الشيطان جاء بهذين ليستحلَّ بهما الطعام؛ لأنَّ هذا جاهلٌ، وهذه بنت صغيرة، ما هم مُسَمّين؛ فيستحلَّ بهما الطعام، والشيطان يستحلُّ الطعامَ إذا لم يُذكر اسم الله، فيُشارك فيه، فهذا يدل على أنه ينبغي لأهل الإيمان أن يُسمُّوا الله عند طعامهم، وألا يدعوا للشيطان فرصةً.
وهكذا حديث أمية بن مخشي: أنه كان إنسانٌ يأكل ولم يُسمِّ الله، فلمَّا كان في آخر الطعام سمَّى الله؛ فضحك النبي ﷺ وقال: كان الشيطانُ يأكل معه، فلمَّا سمَّى الله قاء الشيطانُ كلَّ ما في بطنه بسبب التَّسمية.
فهذا يدل على أنه ينبغي للمؤمن أن يُلاحظ التَّسمية عند بدء الطعام، والحمد عند النّهاية، فإذا انتهى يقول: الحمد لله ربّ العالمين، أو: الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حولٍ مني ولا قوةٍ، كما يأتي.
وفي الحديث الآخر أنَّ أعرابيًّا جاء لطعامٍ يكفي الستة، وكان النبيُّ ﷺ يأكله في ستةٍ من أصحابه، فأخذه بلُقْمَتين؛ لأنه لم يُسمِّ الله فشاركه الشيطان في ذلك، فهذا فيه الحثّ على التَّسمية، وأن المؤمن في طعامه وشرابه يُسمِّي الله حتى لا يُشاركه أعداءُ الله.
نسأل الله للجميع التوفيق والهداية.
الأسئلة:
س: تسمية الواحد تُجزئ عن البقية؟
ج: لا، ما تُجزئ.
س: بالنسبة للبداية: يُنتظر أن يبدأ كبيرُ القوم، والنهاية؟
ج: كلّ مَن انتهى خلاص، لا يلزم أن ينتظر، لكن إذا كانت عادتُهم ألا يقوموا إلا لأجله فعليه ألا يقوم كي لا يُكَدّر عليهم.
س: التَّسمية مع كلِّ لقمةٍ؟
ج: لا، التَّسمية في الابتداء تكفي.
س: والحمد؟
ج: والحمد عند آخر شيء.
س: شخصٌ له هدية، ويحتاجها زميلٌ له مثلًا؟
ج: إذا أُعطي الإنسانُ هديةً فأعطاها بعضَ زُملائه ما يُخالف، جزاه الله خيرًا.
س: ما صحَّة حديث أُمية بن مخشي؟
ج: ما راجعتُ سنده، لكن معناه صحيح.
س: يقول في الحاشية: في إسناده المثنى بن عبدالرحمن الخزاعي، وهو مجهول؟
ج: ما راجعتُ أسانيده.
س: إذا استخدم الإنسانُ وهو يأكل يدَه اليُسرى مع اليمنى في تقطيع اللحم؟
ج: لا بأس، إذا استخدم اليُسرى يستعين بها فلا بأس، لكن لا يأكل إلا بيمينه، مثل النبي ﷺ فكان يستعين باليُسرى في تقطيع اللحم ونحوه.
س: يلعقها إذا كان فيها طعامٌ؟
ج: إذا كان فيها شيءٌ يلعقها.
س: قول "أعوذ بكلمات الله التامَّات وبعزة الله"؟
ج: "أعوذ بكلمات الله التامَّات من شرِّ ما خلق"، و"أعوذ بعزة الله وقدرته من شرِّ ما أجد وأُحاذر"، كله طيب.
س: هل هو دعاء ذاتٍ أو دعاء صفةٍ؟
ج: تعوّذ بصفات الله.
س: إذا كان القوم مدعوين عند شخصٍ، ولم يجلس معهم، لا يأكلون حتى يقول لهم: سمّوا، كما يُقال: سمّوا، الله يُحييكم؟
ج: نائبه، هو ما قُدِّم إلا ليأكلوا، ما يحتاج أحد، يعني: يعمل بالظاهر.
س: بالنسبة لدعاء القُنوت: هل يُدعا في صلاة الفجر؟
ج: لا، السنة أن يقنت في الوتر ويدعو على الأعداء، أمَّا في الفجر فليس هناك قنوتٌ.
س: إذا كان صاحبُ الطعام نصرانيًّا هل يُؤْكَل عنده؟
ج: إذا كان نصرانيًّا مُستأمنًا ما يُخالف، ويهودي كذلك، فطعامهم حِلٌّ لنا، طعام أهل الكتاب حِلٌّ لنا.
س: وإذا لم يُسمِّ؟
ج: سَمِّ أنت.