329 من حديث: (من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده..)

 
3/1026- وعن عثمانَ بن عفانَ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ ﷺ: منْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الوضوءَ، خَرَجَت خَطَايَاهُ مِنْ جسَدِهِ حتَّى تَخْرُجَ مِنْ تحتِ أَظفارِهِ رواه مسلم.
4/1027- وعنهُ قَالَ: رَأَيْتُ رسُولَ اللَّهِ ﷺ َتَوَضَّأُ مثلَ وُضوئي هَذَا ثُمَّ قَالَ: مَنْ تَوَضَّأَ هكَذَا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنبِهِ، وَكَانَتْ صَلاتُهُ وَمَشْيُهُ إِلى المَسْجِدِ نَافِلَةً رواه مسلم.
5/1028- وعن أبي هريرةَ أَنَّ رسولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: إِذا تَوَضَّأَ العبدُ المُسلِم أَوِ المؤْمِنُ فَغَسل وجهَهُ خَرجَ مِنْ وَجهِهِ كلُّ خطِيئَة نَظَر إِلَيْهَا بِعيْنيْهِ مَعَ الماءِ أَوْ معَ آخرِ قَطْرِ الماءِ، فَإِذا غَسل يديهِ، خَرج مِنْ يديهِ كُلُّ خَطيئَةٍ كانَ بطَشَتْهَا يداهُ مَعَ المَاءِ أَوْ مَعَ آخِر قَطْرِ الماءِ، فَإِذا غَسلَ رِجَليْهِ، خَرَجَتْ كُلُّ خَطِيئَةٍ مَشَتها رِجلاه مَعَ الماءِ أَوْ مَع آخرِ قَطرِ الماءِ، حَتَّى يخرُجَ نَقِيًّا مِن الذُّنُوبِ رواه مسلم.

الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث الثلاثة كلها تتعلق بالوضوء، والوضوء من العبادات العظيمة والقربات، وهو من شروط الصلاة الفرض والنفل مع القدرة، ومع هذا فيه هذا الفضل العظيم أن وضوء الإنسان إذا أسبغه كما أمر الله كان من أسباب تكفير السيئات وحط الخطايا، فينبغي للمؤمن أن يعتني بالوضوء وأن يسبغه في مواضعه ... لله ، وأن يفرح بهذه النعمة العظيمة ويشكر الله عليها جل وعلا أن هذا الوضوء يكون سببا مغفرة ذنوبه وحط خطاياه.
وقوله: مع الماء أو مع آخر قطر الماء يعني أن الله جل وعلا يزيل تلك الذنوب ويمحو أثرها بهذا الوضوء الشرعي، فيكون أثر ذلك مع الماء أو مع آخر قطر الماء، يعني تعلق هذه المغفرة وحصولها يتم بقطر الماء، يعني بانتهاء الوضوء لهذه الأعضاء، وهذا من الأحاديث المطلقة التي يرجى فيها للعبد الخير العظيم، ولكن عند أهل السنة مقيدة بقوله تعالى: إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ [النساء:31] ومقيدة بالأحاديث الأخرى التي فيها اشتراط اجتناب الكبائر كما في قوله ﷺ: الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان كفارات لما بينهن إذا اجتنب الكبائر معلوم أن الصلوات فيها الوضوء والجمعة فيها الوضوء، فالحاصل أن هذه الأحاديث فيها البشارة وفيها الوعد بهذا الخير تشجيعا على هذا الخير، ومن الأحاديث الأخرى التقييد بأن هذه الكفارة وهذه المغفرة مقيدة باجتناب العبد الكبائر، رزق الله الجميع التوفيق.

س: ألا يكون التكفير هذا خاص بالصغائر؟
الشيخ: هذا مقتضى الأحاديث أن هذا يكون في الصغائر بشرط اجتناب الكبائر، تكفير الصغائر مشرط فيه اجتناب الكبائر.
س: ورد الوضوء مرة ومرتين وثلاث ما الأفضل؟
الشيخ: الواجب مرة يسبغ الوضوء على العضو الوجه واليدين ومسح الرأس مرة مع الأذنين والرجلين مرة هذا الواجب، أما إذا كان كرر ثنتين فهو أفضل، كرر ثلاث فهو أفضل ما عدا الرأس والأذنين مسحة واحدة، النبي ﷺ توضأ مرة مرة وتوضأ مرتين مرتين وتوضأ ثلاثا ثلاثا ليبين الجواز ويبين الكمال، مرتين مرتين وسط ثلاثا ثلاثا هو الكمال، مرة مرة هو أقل الواجب.
وإن غاير بينها كأن غسل بعضها مرة وبعضها مرتين وبعضها ثلاث كله لا بأس .
س:..أعضاؤه ينشفها أو يجعلها بغير تنشيف؟
الشيخ: الأمر واسع، التنشيف سهل، إن نشف فلا بأس وإن ترك فلا بأس.
س: ترك الرسول ﷺ للتنشيف ألا يدل على الكراهة؟
الشيخ: ذاك تركه في الغسل، أما الوضوء ما ثبت فيه شيء، ما نعلم فيه شيء، أما الغسل تركه أفضل ترك التمسح بمنديل أفضل في الغسل غسل الجنابة.
س: إذا احتاج الوضوء إلى أكثر من ثلاث غسلات يعتبر اعتداء؟
الشيخ: هذا إذا كان عليه شيء يزيله ثم يشرع في الوضوء، إن كان عليه طين أو شيء يزيله قبل، يتخلص منه لا بدّ، يزيل الأثر ما هو باعتداء، لا بد يزيله ثلاثا لأجل الوضوء ما هو لأجل إزالة الأذى ثلاثا إزالة لأجل الوضوء إما .. عجين أو.. تمنع الماء يابس يزيلها وإلا شيء طين وإلا شيء آخر لا بدّ يزيله حتى يحصل له فضل الوضوء ثلاثا، أو الثنتين.
س:...؟
الشيخ: يقاتلون في سبيل الله، يعني يقاتلون في سبيل الله، يقاتلون في سبيل الله من خرج عن سبيل الله الحرب هي الجهاد سواء الجهاد الشرعي.
س: هل هذا يقول الحديث الضعيف: الجهاد ماض مع كل بر وفاجر على اعتبار أنه ماض إلى يوم القيامة؟
الشيخ: هو ماض بإجماع المسلمين، ماض إلى يوم القيامة، الجهاد ماض إلى يوم القيامة إذا وجدت أسبابه.
س: وقوله عصابة يفيد جماعة فهل معنى ذلك أنه لا يصح القتال إلا مع أمير؟
الشيخ: لا بدّ أن يكون الجهاد خلف قائد شرعي.. لا بدّ من قائد شرعي.