330 من حديث: (أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أتى المقبرة..)

 
6/1029- وعنْ أبي هريرةَ أَنَّ رسُول اللَّهِ ﷺ أَتَى المقبرةَ فَقَال: السَّلامُ عَلَيْكُمْ دَار قَومٍ مُؤْمِنينِ وإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّه بِكُمْ لاحِقُونَ، ودِدْتُ أَنَّا قَدْ رأَيْنَا إِخْوانَنَا  قَالُوا: أَولَسْنَا إِخْوانَكَ يَا رسُول اللَّهِ؟ قَالَ: أَنْتُمْ أَصْحَابي، وَإخْوَانُنَا الّذينَ لَم يَأْتُوا بعد قالوا: كيف تَعْرِفُ مَنْ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ مِنْ أُمَّتِكَ يَا رَسولَ الله؟ فَقَالَ: أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلا لهُ خَيْلٌ غُرٌّ مُحجَّلَةٌ بيْنَ ظهْريْ خَيْلٍ دُهْمٍ بِهْمٍ، أَلا يعْرِفُ خَيْلَهُ؟ قَالُوا: بلَى يَا رسولُ اللَّهِ، قَالَ: فَإِنَّهُمْ يأْتُونَ غُرًّا مَحجَّلِينَ مِنَ الوُضُوءِ، وأَنَا فرَطُهُمْ على الحوْضِ رواه مسلم.
7/1030- وعنْهُ أَنَّ رسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: أَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللَّه بِهِ الخَطَايا، ويرْفَعُ بِهِ الدَّرجاتِ؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُول اللَّهِ، قَالَ: إِسْباغُ الوُضُوءِ عَلَى المكَارِهِ وكَثْرَةُ الخُطَا إِلَى المساجِدِ، وانْتِظَارُ الصَّلاةِ بعْد الصَّلاةِ، فَذلِكُمُ الرِّبَاطُ، فذلِكُمُ الرِّباطُ رواه مسلم.
8/1031- وعَنْ أَبي مَالكٍ الأَشْعرِيِّ قَال: قالَ رسُولُ اللَّهِ ﷺ: الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيمانِ رواه مسلم.
وَقَدْ سبقَ بِطولِهِ في باب الصبرِ.
وفي البابِ حديثُ عمرو بْنِ عَبْسةَ السَّابِقُ في آخِرِ باب الرَّجاءِ، وَهُو حدِيثٌ عظيمٌ، مُشْتَمِلٌ عَلَى جُملٍ من الخيرات.
9/1032- وعنْ عُمَر بْنِ الخَطَّابِ عنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحدٍ يتوضَّأُ فَيُبْلِغُ أَو فَيُسْبِغُ الوُضُوءَ ثُمَّ يقولَ: أَشْهدُ أَنْ لا إِله إِلاَّ اللَّه وحْدَه لا شَريكَ لهُ، وأَشْهدُ أَنَّ مُحمَّدًا عبْدُهُ وَرسُولُه، إِلاَّ فُتِحَت لَهُ أَبْوابُ الجنَّةِ الثَّمَانِيَةُ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّها شاءَ رواه مسلم.
وزاد الترمذي: اللَّهُمَّ اجْعلْني مِنَ التَّوَّابِينَ واجْعلْني مِنَ المُتَطَهِّرِينَ.

الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث تتعلق بفضل الوضوء، وتقدم جملة من الأحاديث في ذلك، والوضوء من أفضل القربات وهو من أسباب حط الخطايا وتكفير السيئات، وهو شرط للصلاة لا يصح للعبد أن يصلي إلا بطهارة، ومع كونه شرطا فيه أجر عظيم وثواب جزيل وحط للخطايا، وهو من علامات هذه الأمة يوم القيامة يعرفهم النبي ﷺ بأنهم غر محجلون يوم القيامة من آثار الوضوء، فلهذا لما زار القبور سلم على القبور وقال: السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء بكم لاحقون كان يزور القبور بين وقت آخر ويدعو لهم عليه الصلاة والسلام، فالزيارة للقبور سنة للرجال لذكر الآخرة لذكر الموت والدعاء للموتى بالرحمة والمغفرة، قال: وددت أنا رأينا إخواننا قال الصحابة: ألسنا إخوانك؟ قال: أنتم أصحابي، وإخواني لم يأتوا بعد قالوا: يا رسول الله كيف تعرف من لم يأت بعد؟ قال: أرأيتم لو كان لأحد خيل دهم في خيل محجلة ألا يعرف خيله؟ قالوا: بلى. قال: فهكذا إن أمتي تأتي يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء المقصود أن الله جل وعلا جعل على المؤمنين من أمة محمد ﷺ علامة من البياض في الوجوه الغرة والتحجيل في الأيدي والرجل بالنور الخاص من آثار الوضوء، وكان هذا علامة لهم يعرفهم بها نبيهم عليه الصلاة والسلام.
الحديث الثاني
 وفي الحديث الثاني: يقول ﷺ: ألا أدلكم على ما يرفع الله به الدرجات ويمحو الله به الخطايا! قالوا: بلى يا رسول الله. قال: إسباغ الوضوء في المكاره وفي اللفظ الآخر: إسباغ الوضوء في السبرات في البرد شرط معنوي عملي وهو الإيمان والتوحيد ..، وشرط حسي وهو الطهور بالماء، فهذا الطهارة الظاهرة الحسية والتوحيد والإيمان والأعمال الصالحة الطهارة المعنوية للقلب.
الحديث الرابع
وفي الحديث الرابع: الدلالة على شرعية التشهد بعد الوضوء، يستحب للمؤمن إذا فرغ من الوضوء أن يتشهد يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد ان محمدا عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين، هكذا السنة لما في حديث عمر عن النبي ﷺ قال: ما من أحد منكم يبلغ الضوء أو قال يسبغ الوضوء ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء زاد الترمذي في رواية: اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين وهذه الزيادة صحيحة عند الترمذي فالسنة للمتوضئ إذا فرغ من وضوئه يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين، ويستحب أيضا ذكر آخر: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك اللهم وأتوب إليك هذا ذكر يقوله من قام من المجلس، روى هذا أيضا النسائي بسند جيد عن النبي ﷺ، كان يقوله بعد الوضوء أو قال من قالها بعد الوضوء طبعت عليها بطابع تحت العرش، المقصود أن هذه فضائل تستحب بعد الوضوء: الشهادة، وهذا الدعاء جمع ما بين الطهارتين: الطهارة الحسية الوضوء، والطهارة المعنوية بالشهادة والدعاء، نسأل الله للجميع التوفيق.

الأسئلة:
س: إذا أخل بشدة من تشديدات الفاتحة هل تبطل صلاته؟
الشيخ: المشهور عند العلماء أنه لا بدّ من التشديد، إحداث الشدة فيها، لكن الجاهل اللي ما يحسن يصلي على حسب حاله حتى لو جهلها بالكلية صحت صلاته، يأتي بدلها بالتسبيح والتهليل لكن الذي تعمد ذلك ويعلم هذا القول ببطلان صلاته قول قوي ..
س: طلب العلم لغير الله هل هو شرك أكبر؟
الشيخ: من باب الرياء ..