337 من: (باب فضل المشي إلى المساجد)

 
باب فضل المشي إلى المساجد
1/1053- عن أَبي هريرةَ أَنَّ النبيَّ ﷺ قَالَ: مَنْ غَدا إِلى المسْجِدِ أَوْ رَاحَ، أَعَدَّ اللَّه لهُ في الجَنَّةِ نُزُلًا كُلَّمَا غَدَا أَوْ رَاحَ مُتَّفَقٌ عليه.
2/1054- وعنهُ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ: مَنْ تَطَهَّرَ في بَيْتِهِ، ثُمَّ مَضى إِلى بيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ، لِيَقْضِيَ فَرِيضَةً مِنْ فَرائِضِ اللَّهِ، كانَتْ خُطُواتُهُ، إِحْدَاها تَحُطُّ خَطِيئَةً، والأُخْرى تَرْفَعُ دَرَجَةً رواه مسلم.
3/1055- وعن أُبَيِّ بنِ كعْبٍ قَالَ: كانَ رجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ لاَ أَعْلم أَحدًا أَبْعدَ مِنَ المسْجِد مِنْهُ، وَكَانَتْ لا تُخْطِئُهُ صَلاةٌ، فَقيلَ لَهُ: لَوِ اشتَريْتَ حِمَارًا ِتَرْكَبهُ في الظَّلْمَاءِ وَفِي الرَّمْضَاءِ، قالَ: مَا يَسُرُّني أَنَّ مَنْزلي إِلى جنْبِ المَسْجدِ، إِنِّي أُريدُ أَنْ يُكتَب لِي مَمْشاي إِلى المسْجِدِ، وَرجُوعِي إِذا رَجَعْتُ إِلى أَهْلي. فقالَ رسولُ اللَّهِ ﷺ: قَدْ جَمَع اللَّه لكَ ذَلكَ كُلَّه رواه مسلم.

الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه.
أما بعد:
فهذا فيه الحث على المشي إلى المساجد لأدائها في بيوت الله وبيان ما في هذا من الفضل العظيم، فالمؤمن يجب عليه أن يسعى لمساجد الله لأداء الصلوات الخمس، ولا يجوز له أن يصلي في البيت وهو قادر لقول النبي ﷺ: من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر، قيل لابن عباس: ما هو العذر؟ قال: مرض أو خوف، وثبت عنه ﷺ أنه سأله رجل أعمى فقال يا رسول الله ليس لي قائد يقودوني إلى المسجد فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي؟ قال: هل تسمع بالنداء بالصلاة؟ قال: نعم. قال: فأجب أخرجه مسلم في صحيحه رحمه الله، وفي الصحيحين عن النبي ﷺ أنه قال في قوم يتأخرون عن صلاة الجماعة: لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام، ثم آمر رجلا فيؤم الناس ثم انطلق برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم فهذا يدل على أنهم تركوا واجبًا يستحقون عليه العقوبة، ثم في الذهاب إلى المسجد والرجوع فضل عظيم وأجر عظيم لا ينبغي للمؤمن أن يفوته، يقول ﷺ: من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له نزلًا في الجنة كلما غدا أو راح هذا فضل عظيم، فإذا غدا للفجر أو راح للظهر والعصر والمغرب والعشاء أعد الله له نزلا في الجنة، والنزل القرى والشيء الذي يتمتع به من الأكل والشرب كلما غدا أو راح، وهذا معناه أنه يدخل الجنة بهذه المسابقة وهذه المسارعة ما لم يكن هناك كبيرة تمنع، وهكذا قوله ﷺ: من تطهر في بيته ثم توجه إلى مسجد من مساجد الله لم يخط خطوة إلا رفعه الله بها درجة وحط عنه بها خطيئة، حديث ابن مسعود: إلا رفعه الله بها درجة وحط عنه بها خطيئة وكتب له بها حسنة فهذا أيضا فضل عظيم درجات ترفع وسيئات تمحى وحسنات تكتب، ينبغي للمؤمن ألا يفوت هذا الخير العظيم، وأن يحرص على الصلاة في الجماعة، وهكذا حديث أبي من جهة الأنصاري كان بعيدًا عن المسجد -كان مسكنه بعيدا- وكان لا تخطئه صلاة مع النبي ﷺ، يحافظ عليها مع النبي ﷺ وكان يمشي على رجليه فقيل له: يا فلان لو اتخذت حمارًا تركبه في الظلماء؟ يعني في الليلة الظلماء وفي الرمضاء في الحر، فقال: ما أحب أن بيتي في جنب المسجد، إني أحب أن يكتب الله لي خطاي ذاهبًا وراجعًا، فقال له النبي ﷺ: إن الله قد جمع لك كل ذلك يعني جمع لك تكفير الخطايا وحط السيئات ذاهبًا وراجعًا، ففي هذا فضل عظيم وحث كبير على الذهاب إلى المساجد وصلاة الجماعة فيها، وأن ذلك من أسباب تكفير السيئات وحط الخطايا ورفع الدرجات، وفي ذلك إظهار شعائر الإسلام بين الناس والدعوة إلى الصلاة بالفعل، وفق الله الجميع.

الأسئلة:
س: حضور الصبيان الصغار مادون السابعة؟
الشيخ: ما دون السابعة تركه أولى إذا تيسر لئلا يشوش على الناس، لكن لو حضروا ما يضرهم، يقول ﷺ: إني أسمع بكاء الصبي فأتجوز ولم ينههن لأنه قد يحتاج إلى المجيء، قد يضطر إليه ما عنده أحد يبزاه، أمه ما هي بحاضرة أو مطلقة أو ميتة أو أيتام عنده صغار، ما عندهم من يبزاهم قد ...، أما إذا كان قد بلغ سبعًا فإنه يصلي مع الناس.
س: لا بدّ من استحضار النية في الخطوات؟
الشيخ: ما دام ناويًا الصلاة يكفي، ما دام ذهب إلى المسجد بنية الصلاة هذه النية.
س: بالنسبة للشخص إن كان يأتي من ... على السيارة؟
الشيخ: يرجى له هذا كله كالماشي.
س: التحلق يوم الجمعة؟
الشيخ: ينهى عنه قبل الصلاة، أما بعد الصلاة فلا بأس.
س: زيارة المريض عودوا المريض، هل تدل على الوجوب؟
الشيخ: هذا الأصل في الأوامر، لكن المعروف عند العلماء أنها سنة مؤكدة وإلا الأصل في الأوامر الوجوب.