338 من حديث: (خلت البقاع حول المسجد فأراد بنو سلمة أن ينتقلوا قرب المسجد..)

 
4/1056- وعن جابرٍ قَالَ: خَلَتِ البِقَاعُ حَوْلَ المسْجِد، فَأَرادَ بَنُو سَلِمَةً أَنْ يْنتقلُوا قُرْبَ المَسْجِد، فَبَلَغَ ذلكَ النبيَّ ﷺ فقالَ لَهُمْ: بَلَغَني أَنَّكُمْ تُريدُونَ أَن تَنْتَقِلُوا قُرْبَ المَسْجِد؟ قالوا: نعم يَا رَسولَ اللَّهِ قَدْ أَرَدنَا ذَلكَ، فقالَ: يا بَنِي سَلمَةَ ديارَكُمْ تُكْتَبْ آثارُكُمْ، ديارَكُمْ تُكْتَبْ آثارُكُمْ فقالوا: مَا يَسُرُّنَا أَنَّا كُنَّا تَحَولْنَا. رواه مسلم، وروى البخاري معناه من رواية أنَس.
5/1057- وعنْ أَبي موسى قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ ﷺ: إِنَّ أَعْظَم النَّاسِ أَجرًا في الصَّلاةِ أَبْعَدُهُمْ إِليْها ممْشًى فَأَبْعَدُهُمْ. والَّذي يَنْتَظرُ الصَّلاةَ حتَّى يُصلِّيها مَعَ الإِمامِ أَعْظَمُ أَجرًا مِنَ الَّذِي يُصلِّي ثُمَّ يَنَامُ متفقٌ عَلَيْهِ.
6/1058- وعن بُرَيدَةَ عن النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: بشِّروا المَشَائِينَ في الظُّلَمِ إِلى المسَاجِدِ بِالنور التَّامِّ يَوْمَ القِيامَةِ رواه أبُو داود والترمذي.

الشيخ:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث كالتي قبلها في فضل المشي إلى المساجد وأن الخطى إلى المساجد فيها خير عظيم، وأن الله يكتب للماشي بخطواته أجورًا وحسنات ويحط سيئات، فينبغي للمؤمن أن يصبر على ذلك وأن يتحرى الأجر في ذلك، فذهابه إلى المساجد ورجوعه إلى المسجد يكتب له به حسنات ورفع درجات وحط خطيئات، ولهذا يقول عليه الصلاة والسلام: إن أعظم الناس في الصلاة أجرًا أبعدهم فأبعدهم ممشى، وهكذا في حديث بني سلمة: يا بني سلمة دياركم تكتب آثاركم لما أرادوا أن ينتقلوا قرب المسجد قال لهم النبي ﷺ: يا بني سلمة دياركم تكتب آثاركم يعني الزموا دياركم وابقوا فيها تكتب آثاركم، وفي حديث ابن مسعود أن العبد إذا ذهب إلى الصلاة كتب الله له بكل خطوة حسنة ورفع له درجة وحط عنه بها خطيئة.
وفي الحديث: بشر المشائين بالظلم بالنور التام يوم القيامة فالمؤمن يحتسب ويصبر في خروجه إلى الصلاة في الليل -في الليلة الظلماء- ويرجو ما عند الله من المثوبة، فإذا كانت البلاد قد يسر الله لها النور والضوء بهذه الكهرباء الآن فالنعمة عظيمة ولا عذر للإنسان في التساهل وقد يسر الله له الأمن والنور، فالمقصود لو فرض أن البلد مظلمة فالواجب عليه أن يتصبر وأن يتحمل ويخرج للمساجد ليؤدي الصلاة في الجماعة يرجو ما عند الله من المثوبة.
والأحاديث المطلقة في فضل الجماعة تفسره الأحاديث الصحيحة الأخرى بوجوب الجماعة، فالجماعة لها فضل وهي واجبة أيضًا، فأخبار الرسول ﷺ عن فضل الجماعة لا يمنع من أخذ الأدلة الأخرى الدالة على وجوبها وأن تؤدوا هذه الصلاة في المساجد في بيوت الله جل وعلا فيؤخذ بالأدلة كلها ولهذا هم ﷺ أن يحرق على المتخلفين بيوتهم لولا أنها جريمة عظيمة لم يهم بهذه العقوبة العظيمة.
وفي الحديث الصحيح يقول ﷺ: من سمع النداء فلم يأت صلاة له إلا من عذر، ويقول للأعمى: هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال: نعم. قال: فأجب فهي واجبة، ومع هذا فيها أجر عظيم رفع الدرجات ومضاعفة الحسنات وتكفير الخطيئات وبالنور التام يوم القيامة، نسأل الله للجميع التوفيق والهداية.

الأسئلة:
س: حديث بريدة صحيح؟
الشيخ: أي حديث بريدة؟
س: بشر المشائين؟
الشيخ: ما راجعت سنده عندك عليه حاشية؟
الطالب: رواه أبو داود والترمذي، وله شاهد من حديث أنس عند ابن ماجه ومستدرك الحاكم، وعن سهل بن سعد الساعدي عند الحاكم، والحديث صحيح.
الشيخ: يحتاج مراجعة أسانيده وهو بهذه الشواهد -إذا كانت أسانيده جيدة- يكون من باب الصحيح لغيره، وإن كانت أسانيده فيها لين فهي من باب الحسن لغيره.
س: الساعة الأولى يوم الجمعة؟
الشيخ: الأقرب أنها بعد طلوع الشمس بعد ارتفاع الشمس، يشرع للإنسان الجلوس في مسجده حتى ترتفع الشمس، والأقرب أنها بعد طلوع الشمس بعد ارتفاع الشمس.
س:تمطيط الأذان والتلحين الزائد؟
الشيخ: لا، السنة خلاف ذلك مكروه، السنة أن يكون الأذان سمحًا ليس فيه عجلة وليس فيه تمطيط بين ذلك.
س: يرد وراءه؟
الشيخ: يرد يجاب.
س: أحيانا يكون المؤذن يستعجل بالأذان ما يكفي الواحد يرد وراءه؟
الشيخ: يتابعه والحمد لله ميسر ولو استعجل، المتابعة متيسرة لكن العجل يعلم يترسل لا يكون ملحن ولا يكون معجل ولكن يكون بين ذلك.
س: ولو ما استجاب المؤذن؟
الشيخ: ولو يجاب، يجاب المؤذن مطلقًا، وإذا كان فيه خلل يرفع أمره إلى الجهة المسؤولة، إذا ما استجاب الإمام يرفع أمره إلى الجهة المسؤولة حتى يبدل أو يستجيب.