340 من: (باب فضل انتظار الصلاة)

 
باب فضل انتظار الصلاة
1/1061- عنْ أَبي هريرةَ أَنَّ رسولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: لا يَزَالُ أَحَدُكُمْ في صَلاةٍ مَا دَامتِ الصَّلاَةُ تَحْبِسُهُ، لا يَمْنَعُهُ أَنْ يَنْقَلِبَ إِلى أَهْلِهِ إِلاَّ الصَّلاةُ متفقٌ عَلَيْهِ.
2/1062- وعنه أَنَّ رسولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: المَلائِكَةُ تُصَلِّي عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ فِي مُصَلاَّهُ الَّذي صَلَّى فِيهِ مَا لمْ يُحْدِثْ، تَقُولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ رواه البخاري.
3/1063- وعن أَنس أَنَّ رسولَ اللَّهِ ﷺ أَخَّرَ لَيْلَةً صلاةَ الْعِشَاءِ إِلى شَطْرِ اللَّيْلِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بوَجْهِهِ بَعْدَ ما صَلَّى فَقَالَ: صَلىَّ النَّاسُ وَرَقَدُوا ولَمْ تَزَالُوا في صَلاةٍ مُنْذُ انْتَظَرْتُموها رواه البُخَارِيُّ.

الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث الثلاثة الصحيحة الثابتة كلها تدل على فضل انتظار الصلاة بعد الصلاة، وأن العبد في أجر وثواب ما دام ينتظر الصلاة، وهكذا بعد الصلاة ما دام في مصلاه فإن الملائكة تستغفر له تدعو له بالرحمة والمغفرة، ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة، ولهذا صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: ما من عبد يتطهر في بيته، ثم يسعى إلى مسجد من مساجد الله إلا كانت إحدى خطاه تكتب بها درجة والأخرى تحط خطيئة، فإذا وصل المسجد فلا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة، والملائكة تصلي عليه تقول: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، اللهم صل عليه، اللهم تب عليه ما لم يؤذ أو يحدث يؤذي يعني بغيبة أو نميمة أو كلام رديء، أو يحدث ينقض الطهارة، فجدير بالمؤمن أن يفرح بهذا الخير وأن يلتمسه، وأن يكون من أهله بالمحافظة على الصلاة في الجماعة واحتساب الأجر في ذلك رجاء هذا الخير العظيم، وأنه لا يزال في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه قبلها وبعدها ما لم يؤذ أو يحدث، والملائكة تصلي عليه تقول: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، كذلك كونه صلى عليه الصلاة والسلام ذات ليلة فأخر العشاء إلى شطر الليل شغل فأخرها إلى آخر وقتها فقال ﷺ: صلى الناس وناموا وأنتم لا تزالون في صلاة ما انتظرتموها يعني أنتم على خير، فإذا جلس ينتظرها وتأخر الإمام لبعض الأعذار فهو في صلاة من حين يتوضأ ويقصد المسجد فهو في صلاة، وهكذا بعدها إذا جلس في مصلاه يستغفر الله يسبح الله يقرأ فهو في صلاة ما لم يؤذ أو يحدث، فالصلاة كلها خير، أداؤها خير، وانتظارها خير، والسعي إليها خير، فهي كلها خير، ولهذا جاء في الحديث: واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة فيها ذكر الله، فيها قراءة القرآن، فيها تعظيم الله بالركوع والسجود، فيها تعظيم الله بالتسبيح والتقديس، فيها دعاؤه وسؤاله وطلب جوده ومغفرته، فيها عبادات كثيرة، والمحروم من حرم هذا الخير العظيم، الله جل وعلا ذم المنافقين بتكاسلهم تأخرهم عنها إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى [النساء:142] فالمؤمن يحذر صفاتهم الذميمة ويبتعد عنها ويكون من المسارعين والمواظبين والمحافظين على هذه الصلاة في الجماعة.
وفق الله الجميع.

الأسئلة:
س: ألا يكون الرباط في المسجد؟
الشيخ: نعم؟ فذلكم الرباط كما سماه النبي ﷺ، سماه رباط، الجلوس في المسجد لانتظار الصلاة رباط، وهكذا انتظارها ولو ما جلس وهي على باله يراقب وقتها حتى يحضر فهو في رباط.
س: إنسان يطوف في البيت وقضى بعض الأشواط ثم حصل عليه حدث، هل يذهب لأجل أن يجدد الوضوء أم يتم الطواف؟
الشيخ: الطواف مثل الصلاة إذا أحدث ينقطع يذهب يتوضأ ويعيده من أوله.
س: هل يبدأ مرة ثانية أم يكمل؟
الشيخ: لا، يبدأ من أوله من الحجر يبدأ الطواف من الحجر الذي ذهب منه لاغ.
س: ولو ستة أشواط؟
الشيخ: ولو، لو يعيده كله كفارة للذي أحدث فيها كالصلاة إذا أحدث فيها يعيدها من أولها.