348 من حديث: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: رأى في أصحابه تأخرا..)

 
4/1085- وعن أَبي سعِيد الخُدْرِيِّ ، أَنَّ رسُول اللَّهِ ﷺ: رأَى في أَصْحابِهِ تأَخُّرًا، فقَالَ لَهُمْ: تقَدَّمُوا فأَتمُّوا بِي، وَليَأْتَمَّ بِكُمْ مَنْ بَعْدَكُم، لاَ يزالُ قَوْمٌ يَتَأَخَّرُونَ حَتى يُوخِّرَهُمُ اللَّه رواه مُسلِم.
5/1086- وعن أَبي مسعودٍ، ، قَالَ: كانَ رسولُ اللَّهِ ﷺ يَمْسحُ مَناكِبَنَا في الصَّلاةِ، ويقُولُ: اسْتوُوا ولاَ تَختلِفوا فتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ، لِيلِيني مِنْكُم أُولُوا الأَحْلامِ والنُّهَى، ثمَّ الذينَ يلُونَهمْ، ثُمَّ الذِين يَلُونَهمْ رَوَاهُ مُسلِم.
6/1087-وعن أَنسٍ قال: قال رسُولُ اللَّهِ ﷺ: سَوُّوا صُفُوفَكُمْ، فَإنَّ تَسْوِيةَ الصَّفِّ مِنْ تَمامِ الصَّلاةِ متفقٌ عَلَيهِ.
وفي رواية البخاري: فإنَّ تَسوِيَةَ الصُّفُوفِ مِن إِقَامة الصَّلاةِ.

الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث الثلاثة كلها تتعلق بالصفوف والمسارعة إلى الصلاة، فالواجب على المؤمن العناية بالصلاة والمحافظة عليها والمسابقة إليها في وقتها مع الجماعة، هذا هو الواجب على كل مسلم ذكر مكلف أن يسابق إلى الصلاة وأن يعتني بأدائها في جماعة في بيوت الله .
في الحديث الأول: حديث أبي سعيد يقول النبي ﷺ: تقدموا فأتموا بي، وليأتم بكم من بعدكم، ولا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله يعني يتأخرون عن الصلاة حتى يؤخرهم الله، يعني عن كل خير، وفي رواية عائشة حتى يؤخرهم الله في النار فهذا فيه الحث على التقدم والمسارعة إلى الصلاة ويكون المؤمن في الصف الأول كما تقدم في قوله: لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا، وفي حديث عائشة عند أبي داود رأى في أصحابه تأخرا عن الصف المقدم، يعني الأول فقال: تقدموا فأتموا بي، ولا يزال الرجل يتأخر عن الصف المقدم حتى يؤخره الله في النار فالمقصود أن في هذا الحث والتحريض على المسارعة إلى الصلاة حتى يكون في الصف الأول وحتى يبتعد عن صفات الكسالى، ولا يزال الرجل يتكاسل ويتأخر حتى يؤخره الله، هذا عام يعني على كل خير أو عن التقدم إلى الخير أو يؤخره الله في النار، فيجب الحذر من التكاسل والتثاقل عن الصلاة كفعل المنافقين، وفي حديث أبي مسعود قال: كان النبي يمسح مناكبنا ويقول: لا تختلفوا فتختلف قلوبكم يأمرهم بالاستواء أن يستووا وألا يختلفوا، يعني يمسح مناكبه ويقول استو تقدم مع أخيك، استو مع أخيك حتى يستووا جميعا على سمت واحد، وفيه إشارة إلى أن الاختلاف في الوقوف مع الإمام من أسباب اختلاف القلوب، إذا تخالفوا تقدم قوم وتأخر قوم ولا ينتظمون في الصف من أسباب أيضًا اختلاف القلوب، من أسباب التباغض، فالواجب الاستواء في الصف وأن يكونوا على سمت واحد متراصين يتسابقون إلى الصف الأول فالأول لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله هذا وعيد عظيم.
كذلك حديث أنس يقول ﷺ: سووا صفوفكم فإن تسوية الصفوف من تمام الصلاة، في اللفظ الآخر: من إقامة الصلاة هذا يدل على وجوب تسوية الصفوف كما تقدم في قوله ﷺ: ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها قالوا: يا رسول الله كيف تصف الملائكة عند ربها؟ قال: يتمون الصفوف الأول ويتراصون هكذا ينبغي للمسلمين أن يرصوا الصفوف وألا يأخذهم الكسل والتثاقل، بل يرصونها ويتساوون فإن إقامتها من إقامة الصلاة، فالتأخر عنها من صفات المنافقين، واختلاف الصفوف من أسباب اختلاف القلوب، نسأل الله للجميع العافية والسلامة.

الأسئلة:
س:...؟
الشيخ: الواجب على الواحد يلتمس فرجة، أو يصف مع الإمام عن يمينه لا يصل وحده، إذا جاء والصف كامل يلتمس فرجة أو يقارب بينهم حتى يجد فرجة، فإن لم يجد صف مع الإمام عن يمينه وإلا توقف حتى يجد فرجة، أو من يصف معه ولا يصل وحده، النبي ﷺ أنكر هذا، رأى رجلا يصلي خلف الصف وحده فأمره أن يعيد وقال: لا صلاة لمنفرد خلف الصف، وقوله ﷺ: ليلني منكم أولوا الأحلام والنهى هذا حث على أهل الثقة والعدالة والعلم أن يتقدموا، أولوا الأحلام والنهى يعني أولوا البصيرة وأولوا التقدم في الخير أن يتقدموا حتى يكونوا خلف الإمام، يعني ينبغي لأهل العلم والإيمان ومقدمي المؤمنين أن يسارعوا حتى يكونوا قدوة لغيرهم، والله المستعان.
س:...؟
الشيخ: نعم أو عن يمينه وشماله.
س:...؟
الشيخ: نعم إذا جاء والصف الثاني ما فيه أحد عن يمينه، إذا كان يمينه خال عن يمينه وإن كان مشغولة فيها أحد وقف عن يمين الشخص وإلا عن يسار الإمام يصير بينهما الإمام.